موسم الحصاد يخيب آمال المزراعين والأسواق

القضارف – حسن محمد على
يشهد موسم الحصاد العام الجاري بالقضارف تراجعا لافتا عما ألفه المزارعون ومن يتعاملون مع الزراعة عموما، إذ تدنت الإنتاجية، ورافقها غياب مظاهر ثراء الموسم الزراعي واحتفالاته السنوية، وانعكس الوضع على مختلف أسواق الولاية ذلك لأن مدخلات الإنتاج الزراعي تنعكس إيجابا على الأسواق من خلال تنشيط حركة التجارة وتضخ سيولة مقدرة في ماكينة اقتصاد الولاية.
وتبدأ القصة الأولى (الحنينة صادق) تلملم قواها المقهورة، تدخل الحقل الصغير، إنه ليس حقلا بالمعنى المعروف بل أرض جرداء غطتها بذات شقاء العمر في موسم الخريف الذي مضى وجف معه آخر الينابيع..
يبدأ المزارعون حصاد هذا العام في القضارف بنفس متقطع فالموسم هذا العام لا تشجع إنتاجيته على رفع الروح المعنوية لـ(الحنينة) المزارعة الصغيرة وكذلك لأصحاب الرقعات والمساحات الشاسعة، الحصاد في القضارف يأتي هذا العام ـ حسب رأي المزارعين ـ بإنتاجية ضعيفة تقابلها تكلفة عالية ومصروفات أعلى مقارنة مع ما تقدمه الزراعة من موارد ودخل، الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء “سعفة” العريس – إلى حد كبير – على رأس القطية التي تعلن ميلاد زيجة جديدة بعد كل خريف مترع بالإنتاج، كما لن تحمل “لاندروفرات” الصعيد أجهزة التلفزيونات ذات الماركات الشهيرة التي تزين هي الأخرى منازل المزارعين كبارهم وصغارهم، بعد كل موسم حصاد ناجح عائده يملأ الجيوب لتفيض..
أمين مال اتحاد مزارعي القضارف المهندس حمزة عبد المحسن يروي رواية الموسم الحالي على العكس مما أوردته هيئة الزراعة الآلية التي قدرت إنتاجية هذا العام الجاري بنحو (4) ملايين و(700) جوال للذرة، ويقول إن تقديرات اتحاده لا تتجاوز (3) ملايين جوال من الذرة لهذا العام، حمزة يؤكد، أيضا، أن الحصاد شهد وفرة العمالة اليدوية في حصاد الذرة وتراجعا في استخدام الآلة الأمر الذي يشير إلى أن التقانات الحديثة مازالت تواجه مشكلات التطبيق، ويضيف: تكلفة حصاد أردب الذرة قد تجاوزت الـ(80) جنيها، فيما يشير إلى أن إنتاج السمسم الذي اكتمل منذ شهور شهد هو الآخر إنتاجية ضعيفة في الموسم الجاري تصل نسبتها مقارنة مع الموسم الماضي لقرابة الـ(50%)، مبينا أن إنتاجية الموسم الماضي كانت عالية وذات عائدات ضخمة ظهرت على أوضاع المزارعين بصورة جلية وعلى اقتصاديات الولاية التي تعتمد على الزراعة بصورة أساسية.
والشاهد أن المزارعين لن يشتروا هذا العام السيارات من ماركة “السنة” فـ”البوكس” قد يتعذر أمام هذا الضعف كما أن منتجي زهرة الشمس أيضا ربما يتوقفون عن زراعة المحصول الواعد العام المقبل لأن أسعار المنتج لهذا العام شهدت تدنيا كبيرا مقارنة مع أسعار تقاويه العالية إضافة إلى نظافة الأرض وتكاليف الحصاد..
الخلاصة أن موسم الحصاد هذا العام على غير عادته في كل عام في القضارف يمر دون ضوضاء، أمواله في السوق، وزغاريد النسوة في الحقول ينتظرن بخات العام

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..