بومبيو… ألف حكاية وحكاية عن نجم حفلة الشاي

علاء الدين محمود
أثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للسودان في أغسطس الماضي، جدلاً كثيفاً، وهو اللغط الذي لا يزال قائماً، بل مازالت تداعيات الزيارة مستمرة في كبريات المواقع والصحف الأمريكية، ربما لأن الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع منذ انقلاب الإخوان المسلمين على السلطة وطوال فترة حكمهم التي استمرت ثلاثين عاماً، وبالطبع لم تخلُ تلك الفترة من لقاءات غير رسمية، وسرية في بعض الأحيان، كاللقاء الشهير الذي تم بين مساعد الرئيس الأمريكي ريتشارد ويليامسون ونافع علي نافع، وصلاح قوش في روما، والذي هدف إلى البحث في كيفية محاربة الإرهاب في مجمل المنطقة، فعلى الرغم من أن العلاقات كانت ظاهرياً، سيئة بين الطرفين، لكن ذلك لم يمنع التعاون وربما كان الأمر سيتطور نحو التطبيع العلني لولا أن هجمة جماعات الضغط الشرسة في الولايات المتحدة، الأمر الذي جعل ويليامسون يصرح تصريحه الشهير: “هذه علاقة في طابق واحد من بناية”؛ أي أنه يقصد الأمن ومكافحة الإرهاب، ولعل ما جعل لزيارة بومبيو صدىً كبيراً إلى جانب ما أشرنا، هو الأزمة الخانقة التي يمر بها السودان على الصعد السياسية والاقتصادية وهو الأمر الذي جعل البعض يظن أن في جعبة المسؤول الامريكي بعضاً من الحل، خاصة أن جميع مشاكل السودان يتم فيها النظر إلى الخارج وما يُمكن أن يلعبه من دور في مستقبل البلاد السياسي.
الطريق إلى نوبل
ربما تكون الزيارة قد ناقشت الكثير من الهموم السودانية، وذلك ما لم يعلن في حينه، ولكن بصورة عامة، فإن مثل هذه الزيارات الكبيرة لمسؤولين كبار في الولايات المتحدة الأمريكية لدول صغيرة لا تلفت انتباه المحللين تجاه ما يُمكن أن تقدمه الزيارة للدولة المُستضافة، بل بالعكس تماماً، فإن الأسئلة الحقيقية التي تثار هي: ماذا تريد امريكا من تلك الدولة؟ فتلك هي اللعبة في العلاقات غير المتكافئة، أما ما يمكن أن تجنيه الدولة التي تمت زيارته فربما يأتي على شكل مُكافآت في حال نجاح الزيارة، وفي حال تم التجاوب من قبل المسؤولين المحليين مع الضيف الكبير.
ومن اللافت هذه المرة أن الزيارة قد جاءت لأسبابٍ معلنةٍ، وهي دعم التطبيع مع اسرائيل، فقد جاءت في سياق زيارات لبلدان في المنطقة العربية استهدفت عملية التطبيع، ولا يمكن النظر إلى هذه العملية بعيداً عن ما يجري من استعدادات في إطار السباق الانتخابي المحموم داخل الولايات المتحدة، وهو السباق الذي لا يستهدف المقاعد فقط، بل ترسيخ الرؤى والأفكار التي يحملها كل فريق، فاليمين الشعبوي يريد الحفاظ على صعوده الكبير ليس في أمريكا فقط، ولكن في أنحاء كثيرة من أوروبا، وهو الصعود الذي جاء على خلفية الهجرات الكبيرة من مختلف أنحاء العالم إلى أمريكا والغرب عموماً، حيث نحى ذلك الغرب كل قيمه التي يدّعيها جانباً وسمح بعملية صعود كبير لليمين المتطرف التي يقف ضد تلك الهجرات، وبدأ الأمر وكأنه متفق عليه؛ اي أن تنحنى كل التيارات الديموقراطية والتقدمية في الغرب من أجل أن تسمح لصعود اليمين، خاصة أن الغرب قد بدأ ممتحناً في أمر مركزيته وسطوة وهيمنة ثقافته، ولقد رأينا كيف أن مفكرين كبارا ـ حتى من اليسار ـ قد أظهروا موقفاً ضدياً لوجود الأجانب في أوروبا، بل أن مفكراً بقيمة سلافوي جيجك، ذكر أنه لا بد لهؤلاء الأجانب من تمثل القيم الغربية!! المهم أنه وبعد نجاح عملية التطبيع بين اسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل مجهودات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فإن اليمينيين في كل أوروبا قد ابتهجوا لذلك النجاح، بل عدوه من الفوائد الكبيرة لوجود اليمين في السلطة، أمريكا والغرب، لذلك نجد أن النائب النرويجي “كريستيان تيبرينغ”، وهو من اليمين المتطرف، قد قام مباشرة بترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام لعام 2021، بل وذكر أن هذا الاتفاق يجب أن يشمل كل الدول العربية الأخرى حتى يتحقق ما أسماه السلام الدائم في الشرق الأوسط، وهي الفكرة التي وقرت ولمعت في ذهن ترمب، خاصة انها المرة الثانية التي يتم فيها ترشيحه للجائزة ومن النرويج نفسها، فقد قام السيد “تيبرينغ جيدي”، وهو الآخر يميني متشدد، بترشيح ترمب للجائزة في عام 2018، وكان السياسي اليميني أحد نائبين اثنين في البرلمان النرويجي رشّحا ترمب لنفس الجائزة، وذلك لجُهُوده لتحقيق المُصالحة بين كوريا الشمالية والجنوبية؛ بالتالي فاليمين يعد تلك المجهودات كانتصارات له، وحوافز من أجل استمرار صعوده في واجهة السلطة في أمريكا والغرب، فترمب مازال يسخر من نيل باراك أوباما للجائزة الكبيرة في عام 2009، فهو في نظره لا يستحق نوبل، فهو لم يفعل شيئاً قياساً بإنجازاته هو في كثير من القضايا، وبالطبع فإن ذلك الأمر لا يشير إلى تنافس مجّاني، بل هو صراع كبير بين اليمينيين المتشددين والديموقراطيين وغيرهم من تيارات في أمريكا والغرب، حيث يريد اليمين أن يبسط نفوذه ويغلغل أفكاره بصورة نهائية، لذلك ومنذ صعوده إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، نجده قد أحاط نفسه بعدد من نجوم اليمين المتشدد ومفكريه ومثقفيه ومن بينهم مايك بومبيو، فمن هو.
نجم حزب الشاي
يولي بومبيو، قضية تطبيع الدول العربية مع إسرائيل اهتماماً كبيراً، ويقودها بنفسه، ويتجه نحو إقامة مؤتمر للدولة التي سيشملها التطبيع في سياق شرق أوسط جديد، وهو من أميز وأشهر السياسيين الأمريكيين من جانب اليمين المتشدد، ونال العديد من المناصب أهمها إدارته لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقام ترمب بتعيينه وزيراً للخارجية في عام 2018 خلفاً لريكس تيلرسون، وما كان ليلفت أنظار ترمب لولا أنه كان من الناشطين الاجتماعيين المتشددين للتبشير بالأفكار اليمينية المتطرفة، وبروزه بصورة أوضح في حركة حزب الشاي داخل الحزب الجمهوري، فهي تشكل الجناح المتشدد داخل الحزب العريق، وهي الحركة التي صارت تستقطب أعداداً كبيرة من الشعب الأمريكي، وقد نشطت ضد موجة الهجرة وتدفق اللاجئين، وقد عارضت بشدة قضية التأمين الصحي الشامل المموَّل من الحكومة، ونجحت في ضم الكثير من الليبراليين.
السياسي




الم ياتنا الجنرال كولن باول وزير خارجية اميركا السابق وهو يحمل عصاه الغليظه وعينيه يتطاير منها الشرر وهو يهدد ويتوعد اصحاب المشروع الدماري في اوج ازمة دارفور ؟، فنتامل كيف هي زيارات وزراء خارجية العم سام لنا.