د.غازي… الإصلاح المستحيل

محمد وداعة
كثيرا مايكون التوقيت وأختيار الشخوص كفيلا بتحديد مستقبل أى مبادرات ، وبالرغم من أننا لانريد الخوض فى أهلية ومصداقية د. غازى وصحبه وتصديهم لمهمة ” أصلاح” المؤتمر الوطنى ، إلا أن الكثير من الشواهد ربما تقول بتعذر المهمة وأن الوقت قد فات لتدارك وأصلاح مايمكن إصلاحه وهى مهمة تبدو مستحيلة ومعقدة وفى أحسن الأحوال قد تكون محاولة يائسة لحشد التأييد الذى يبدو حتى الأن غير كافى داخل المؤتمر الوطنى بهدف الضغط لفك عزلة الحزب و حمايته من الانهيار وذلك بالقيام بمناورة ضخمة لتوليد حراك سياسى شكلى لاحداث مزيد من الارباك للمشهد السياسى ، بينما يحاط الموقف داخل المؤتمر الوطنى بسياج من التعتيم على حقيقة وجود تيار ( اصلاحى ) من عدمه بما يعنى الكثرة فى مواجهة القلة ، وعلى النقيض مما يبشر الدكتور غازى وصحبه فإن خطابهم حتى الان يدور فى أروقة الحزب ولا يتعدى ملاحطاتهم على الاجراءات الاقتصادية الاخيرة و النهج الذى اتبعه الحزب و حكومته فى مواجهتها ، دون الخوض فى تفاصيل عن أزمة الحزب الشاملة والتى وصلت أوجها بالتصريحات التى راجت فى وقت سابق حول عدم وجود بديل للسيد رئيس الحزب حيث روجت تلك الاحاديث لامكانية تعديل الدستور إذا أقتضى الامر بحيث يمكن للرئيس البشير أن يترشح لولاية ثالثة وهو أمر كان واضحا أثناء اجتماعات المكتب القيادى التى أرجأت تسمية رئيس للحزب يخلف البشير الى اجتماع المؤتمر العام فى أكتوبر الجارى ، تلك الازمة التى تجلت فى مؤتمر الحركة الاسلامية وماتبع ذلك من اتهامات وصلت مرحلة اتهام بعضهم لبعض بتزوير الانتخابات ، ولا شك أن الازمة بلغت ذروتها بالاحاديث المتكررة عن أعتكاف الرئيس البشير ” وحده ” على مبادرة لحلحلة الاوضاع فى البلاد كافة وهو أمر يبدو بعيد المنال بعد مضى أكثر من ثلاثة أشهر على الأعتكاف والاحداث التى تلت الاجراءات الاقتصادية الاخيرة وخروج المواطنين فى احتجاجات كبيرة قابلتها السلطة بعنف لم يسبق له مثيل فى تاريخ السودان وسقط من جرائه المئات من القتلى والجرحى وأزداد الشرخ أتساعا بين الحكومة ورعاياها وتهتك النسيج الاجتماعى و زادت مساحة الكراهية و اتسعت و ارتضت تزوير حقائق التاريخ و الجغرافية و تماهت بين من يرى ان كل الشماليين هم مؤتمر وطنى و ان اختلفت اسماءهم و بين من يرى ان كل الظلامات هى مؤمرات ، ليتم اختزال الوطن فى حزب واحد يصر على ان بكون المعبر بالقوة عن ارادة الوطن كله ، بحيث يصور المؤتمر الوطنى نفسه او يصوره البعض بانه حامى حمى وممثل للعروبة والاسلام ويعبر عنها (أصدق) تعبير فالمؤتمر الوطنى أفسد وشوه حقبة تاريخية كاملة وأهدر تقاليد التعايش السلمى بين المكونات السودانية فكيف يصلح هذه ؟اذن يتعذر الاصلاح لكم هائل من الاخطاء والتجاوزات والفساد حيث يطلع مجلس الوزراء ويناقش البرلمان تقارير المراجع العام ويصدر التوصيات ولاجديد على صعيد التحقيق والمحاسبة وأسترداد المال العام . د. غازى وهو من ” البدريين” وبعضآ من صحبه كانوا حضورآ و شهودا فى عشرات المؤتمرات والاجتماعات التى عقدها الحزب ومكاتبه القيادية ومجالسه الشورىة ولم يعترضوا على مايجرى طيلة 25 عاما ، لم يطالبوا بالاصلاح لسنين عددا، ورغم غروب شمس الحزب واكتمال شيخوخته فهم لايريدون مغادرة المركب وهى تغرق فى مثالية تثير غبطة الحزب و تكسبه حراكآ افتقده و حيوية غابت عنه ، …هل يعيد ( أصلاح ) الوطنى للبلاد وحدتها ؟ هل يوقف حروبا عديدة فى انحاء البلاد تأكل الاخضر واليابس ؟ هل يعيد للسودان أهميته الأستراتجية والتى فقدها جراء سياسات الوطنى ؟ هل يعيد للبلاد مكانتها فى الاقليم عربيا وأفريقيا ؟
ما الجديد الذى أغضب د. غازى وصحبه من ” الأصلاحيين”فالمؤتمر الوطنى لم يكن حزبا بالمعنى الواضح للحزب رغم وجود الهياكل والمسميات الوظيفية وكان أقصائيا وشموليا منذ ولادته فى المفاصلة ، ويدار من قبل مجموعة صغيرة نافذة منذ بدايات الانقاذ ، وقد كشفت التظاهرات والاحتجاجات الاخيرة مدى ضعف الحزب وأنكشاف هشاشته و أعتماده على أجهزة الدولة ومجموعات شبه نظامية منتقاة ولاوجود لها رسميا وفقا للقانون والدستور استطاعت حسم الاحتجاجات بالقوة المفرطة مخلفة جراحات لن تندمل والام واحزان سيتطاول الوقت لنسيانها ، فكيف يصلح هذا ؟ كان الأوفق لدكتور غازى وصحبه اصلاح العلاقة مع الشعب السودانى بدلا من الحديث عن إصلاح الحزب الذى ظل يحكم لمدة 25 عاما ، وكان الاجدر كشف التجاوزات والمخالفات بدلا من محاولة التغطية عليها باستخدام عبارات هلامية مضللة تبعد الاهتمام والانظار عما حدث طيلة وجودهم فى الحزب ومشاركتهم الفاعلة فى صياغة سياساته وتنفيذها عبر مواقع رسمية دستورية أو حزبية أو برلمانية ، وكان على د. غازى وصحبه الاعتراف بدورهم فيما حدث و كشف الحقائق للراى العام لربما أكسب هذا بعض مايقولون قدرا مفقودا من المصداقية و الشفافية، أصلاح الشئ يعنى أعادته لحالة سبقت كان فيها صالحا فهل كان المؤتمر الوطنى حزبا صالحا يوما ما ؟ وإذا كان المؤتمر الوطنى قد عفى عن الانقلابين من أبنائه فهو لاشك سيعفوا عن هفوات ابنائه من الاصلاحيين … وجل جلاله مالك الملك يعطى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، مع اكيد الاحترام للدكتور غازى و صحبه من (الاصلاحيين ) ،،
تتحدث عن إمكانيه الاصلاح كانما الخراب الذي أحدثوه كان بحسن نيه أو بسوء تدبير
24 سنه ما قادر تستوعب أنهم اتو لدمار السودان ؟؟؟
مقال غير جدير بالقرأة ، يكفي السطر الأول لكي تعرف أنه off point