السودان.. ضرورات التغيير والسيناريوهات المحتملة

تقرير: بكري خليفة
أجمع المتحدثون في ندوة حزب الإصلاح الآن (قراءة في المشهد السياسي السوداني ورؤى المستقبل) على ضرورة وحتمية التغيير “بكافة الوسائل” بعد أن وصلت الدولة إلى وضع أصبح قيادتها بهذا الشكل مشكلة- في حد ذاته- بعد التشظي والفساد والانقسام، وذكرت د. مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي، أن مشكلة السودان هي الوضع السياسي، في حين وصف الدكتور محمد محجوب هرون بأن السودان أصبح على المحك في كل شيء، في اقتصاده، وإنسانه، وعلاقاته الخارجية، وفي محيطة العالمي، ووصف الأزمة الاقتصادية بأنها بالغة الاستفحال، مشيراً إلى أن المجتمع السوداني أصبح منقسماً على أساس عرقي وجهوي وطبقي، وانتشرت فيه نسبة الجريمة بشكل كبير، فيما وصف نائب رئس حزب الإصلاح الآن حسن عثمان رزق التغيير بالحتمي، وقال: إذا كانت الدولة تنفق 72% من ميزانيتها على الدفاع فلن تتقدم خطوة في مجال التنمية، وتحسين الوضع الاقتصادي، والعلمي، والصحي، وأضاف طوال (25) عاماً تواصل الصرف البذخي على المؤتمرات، والندوات، والأفراد، منتقداً أن تذهب أموال الدولة إلى ما يسمى بعزة السودان، التي تخرج أجيالاً دون سن (18)، وصفها بالمشوهة بأفكار تتنافى مع التربية السليمة، وقال إذا كانت الدولة لديها أموال فلتنفقها على الجيش، والشرطة، بدلاً من إهدارها، مشدداً على أهمية الحوار، وأنه لا مفر منه.
اقتصاد متأزم
وبالرغم من الأجواء الساخنة في الصيوان الذي نصب في ناحية من مبنى حزب “الإصلاح الآن” الكائن بشارع عبيد ختم إلا أنه احتشد بالحضور، الذي حرص على الاستماع إلى الندوة حتى نهايتها، والتي استهلها الدكتور محمد محجوب هرون بالحديث عن الوضع الاقتصادي المتأزم، الذي لن يتعافى في ظل وضع سياسي غير مستقر، واستنزاف موارد الدولة لن يتوقف إلا بتوقف الحرب، وعودة الاستقرار، وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي السيء ألقى بظلاله السالبة على كل المجتمع، الذي أصبح منقسماً في كثير من النواحي على أسس عرقية، وجهوية، وطبقية، إضافة إلى الانقسام السياسي، كما تفشت الجريمة بصورة كبيرة، وكذلك الميل إلى العنف، فالمجتمع لم يعد مسالماً مثلما كان قديماً، وازداد الفشل في كل شيء خلال الـ (25) عاماً الأخيرة، حتى العلاقات الخارجية مع العالم لم تعد بالمعنى المطلوب؛ بسبب سياسيات الحكومة، في وقت شبّه هرون البلد بأنها على شفير الهاوية، واصفاً التجربة الوطنية التي مرت بها كل الحكومات السابقة بالمشوهة، كما وصف الوقت الحالي بأنه أصيب بالضعف في البنية الأخلاقية تجاه العمل العام، كل ذلك أفرز عدداً من التقاطعات، فالبعض يعمل على إسقاط النظام بالقوة وبحمل السلاح بدعاوى العدالة، كما فعل خليل إبراهيم، وقال هرون: إنه لا يبرر لحمل السلاح، وقال: إنه إضافة إلى المعارضة السلمية، والتظاهرات، فالوضع أفضى إلى تفكيك الوطن، الذي كان سبباً في الوضع الاقتصادي؛ بخروج عائدات البترول بعد انفصال الجنوب.
ويشير هرون إلى التخوفات نتيجة تغير النظام بعدد من السيناريوهات فالإسلاميون الذين يؤمنون بأن الإنقاد طريقهم إلى الدخول إلى الجنة، وأنهم رهن إشارتها لن يرضوا بالتغيير، فيما يتخوف البعض أن يأتي إلى السلطة أهل الهامش، الذين سيغيرون كل شيء، فيما يرى البعض أن النظام فى أيامه الأخيرة، ولا يجب منحه مزيداً من الوقت.
أهمية الحوار
الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي بدأت بالترحم على شهداء سبتمبر، ووصفتهم بوقود التغيير القادم، وأكدت أن السودان مهم جداً في محيطه الأفريقي والعربي والعالمي، وقالت: إن حل القضايا يجب أن يكون بالشفافية، وتحمل المسؤولية، بالرغم من أن الإنقاذ تحمل الوزر الكبير.
وشددت على أهمية الحوار والاعتراف بالآخر وبالمواطنة والتنوع، وقالت: إن الذين يحملون السلاح الآن ضد الدولة لم يتحدثوا على الاستفتاء، وتقرير المصير؛ دلالة على إيمانهم بالوحدة، وهذا ما لمسته من خلال لقائها مع قادة الجبهة الثورية، والحركات المسلحة، وأشارت إلى أن التهميش كان له أثر كبير، حتى اهتمام المركز بقضية دارفور لم يكن بالشكل المطلوب، مما جعل أهل دارفور يحسون بالغبن تجاه المركز، وأنه يهتم بقضايا الآخرين في العالم ويتغاضى عنهم.
وأشارت إلى الإمكانيات التي يمتلكها السودان، فهو الآن يشكل ثالث دولة من حيث احتياط البترول في أفريقيا، إضافة إلى الزراعة، والموارد المائية، والثرورة الحيوانية، وكل ذلك لن يستفاد منه في الاقتصاد والاستثمار في ظل عدم الاستقرار السياسي، كما تناولت أوضاع المغتربين، الذين سمتهم (بسودان المهجر)، وضرورة الاستفادة منهم، بالرغم من الغبن الذي لحق بهم، مما دفعهم إلى الهجرة إلى الخارج، واصفة الأوضاع بأنها تحتاج إلى تغيير حتمي ليس لأنهم في المعارضة، وأنهم يريدون ذلك؛ بل لأن الواقع يقول ذلك، ووصفت مريم في ختام حديثها بأن السودان أصبح دولة غير قابلة للحكم في وضعها الحالي بالترضيات القبلية، وشراء السياسيين، وتفتيت الأحزاب؛ بدفع الأموال، والآن مع الأوضاع الاقتصادية لم يجدوا المال؛ لذلك تحسن الوضع قليلاً، وأشارت إلى أن الوضع الراهن فشل في المحافظة على الدولة بعد استهلاك الشعارات وبالرغم من ذلك لا يزال الإسلاميون يناورون في بيع وشراء السياسيين، وإن كانت المناورة قد قلت بعدم وجود الأموال بالرغم من ذلك يطغى شعور الخطر على مستقبل السودان، وتوقع سيناريوهات قد تكون خطيرة تفجر العنف في السودان، وتؤدي إلى انهيار كامل للدولة، وتدخل الجهات الخارجية، وفرض أجندتها على السودان.
التغيير ضرورة
وقال نائب رئيس حزب الإصلاح الآن حسن عثمان رزق: إن الصراع أضرّ بالوطن، وأن التغيير ضرورة، مطالباً المجتمع أولاً بتغيير ما في نفسه، مشيراً إلى التربية السئية التي جعلت من إقصاء الآخر وإبعاده ممارسة عادية، مشيراً إلى أن الدولة تخصص 72 من ميزانيتها للدفاع؛ مما يشكل ذلك من ضعف في الإنفاق على النواحي الأخرى، والذي بسببه جعل البلاد تتدهور في شتى المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد، وقال: إن الصرف الحكومي على المؤتمرات والوزاء يحتاج إلى إيقاف فوري وتوظيف الأموال توظيفاً صحيحاً، وضرب مثلا بمؤتمر الاقتصاد الأخير الذي جمع (700) شخص، بالرغم من ذلك فشلوا في حل مشكلة الاقتصاد، التي كان يمكن أن يقولها لهم خبير أجنبي واحد، معزياً الفشل إلى أن رجال الأعمال لن يقدموا حلول تضر بمصالحهم، إضافة إلى خوفهم من التحدث عن شركات الشرطة، والجيش، والأمن، بالرغم من دعاوى الدولة بالخصخصة.
التيار
يا اخوان اعملوا حسابكم من المنظمات الخيرية والجمعيات الفي الخرطوم بالذات كلها مكاتب امن واجهزة امنية ادوها ملتوووووفات ديل كلهم الامنجية والمنظمين عاملين فيها دكاترة بتاعين ادوية وبوزعوا للصيدليات وكلهم كلاب امن وباسلحة
موت بشرف وعزة خير من حياة بذلة واهانة
مرقنا مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا