دموع من كروز

بسم الله الرحمن الرحيم
للراحل المبدع علي المك ..عبارة غاية في الوسامة ضمن حوار بين شخوص أبطال إحدى قصصه القصيرة..حيث يرد أحدهم على آخر بقوله( أتريد ان نموت نحن ويبكي الانجليز ؟ )
تذكرت هذه العبارة بعد الضربة العسكرية الأمريكية على سوريا.. كم هو مسكين الشعب السوري..فكل باك عليه..يبكي بالرصاص والقنابل المصبوبة فق رأسه.. وكل راغب في اللحاق بزفة المواقف..يغني لرصاصة ما..والآخر يضرب الطبل لأخرى.
لم احترم في كل المواقف غير موقف رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان..حيث وضع كل من يقتل الشعب السوري في سلة واحدة..لا احد بالطبع ..لا يدين بشاعة استخدام السلاح الكيماوي.. أياً كانت الجهة..لكن موت الأبرياء في كل الأحوال لا يمكن تسميته إلا باسمه أياً كان السلاح..فتمزيق أجساد ابرياء أو الموت البطئ جريحاً أو المعاناة بإعاقة دائمة بدانة مدفع أو دبابة أو صاروخ..لا يقل بشاعة عن الاختناق بالغاز مباشرة أو المعاناة به فترة طويلة.. فعلينا التسليم ببشاعة قتل الأبرياء باي سلاح كان.مع عدم إغفال تحريم الكيميائية دولياً . لاتساع نطاقها.ولكن قد يعادل ضحاياها قصف عمارة مكتظة.
على كل حال ..همنا هو عدم قتل المدنيين باي سلاح كان..ولكن بالنظر إلى الضربة الأمريكية..هل كانت الصورايخ دموعاً حقيقية على ضحايا سوريا.. أم وسيلة لتحقيق غايات أمريكية عبر دماء الشعب السوري؟ كل الدلائل تشير لاستخدام دماء الشعب السوري لاهداف متعددة داخلية واقليمية ودولية
داخلياً..فهي مجرد ملء فقرة شاغرة في خطاب المائة يوم الاولى..خاصة بعد فشل الكثير من الوعود لمقاومة الامريكيين لها..ونشطاء امريكا هم اول الداعين للتظاهر ضدها..اما خارجيا فعديد الاهداف تتجمع لتعطي وزير الخا رجية الامريكي وقودا للتحرك الدبلوماسي..
اقليمياً فهذه القاعدة قد اظهرت قلة ادبها بانطلاق صواريخ مضادة للطائرات الاسرائيلية سقط بعضها داخل اسرائيل..لذلك فتصريحات الاسرائيليين المؤيدة والشارحة ..سبقت الامريكيين باعلان التنسيق فيها..مع عدم اغفال العامل الايراني
اما دولياً فكما سبق ..تمثل وضعا لقواعد ديبلوماسيتها في العالم والمنطقة..لذلك لوحظ ان ترامب..لم يرتجل الخطاب كعادته ..ولم يلق بتصريحاته العنجهية..بل كان محددا يقرا من اللوحة التي امامه بخلفية منتقاة للصورة
اما المعارضة والدول العربية التي ابدت تاييدها..فامرها يبعث على الاسى..لان الدمار الذي حل..اصاب مقدرات سورية وليست خاصة بالنظام..
المحصلة النهائية..زخم اعلامي..لكن المسالة السورية..لن يغادر جديد حلها مسار القديم.
[email][email protected][/email]