” الجيش الابيض ” أسرار وغموض، وروايات متعددة

الخرطوم: علوية مختار

ظهر “الجيش الابيض” من جديد في الصراع بدولة جنوب السودان الوليدة بعد الاحداث الدامية التي شهدتها العاصمة جوبا منتصف الشهر الجاري وإنتقلت لعدد من الولايات الجنوبية إثر إعلان الحكومة إحباط محاولة إنقلابية إتهمت نائب رئيس الجمهورية المقال رياك مشار وعدد من القيادات التاريخية لحزب الحركة الشعبية الحاكم بتنفيذها.

وكان أول ظهور إعلامي لمسمى “الجيش الابيض”، وهم مجموعة شباب من قبيلة النوير ابان الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في إطار السودان الموحد.

ماهية الجيش الابيض

تباينت الروايات بشأن ماهية مليشيا الجيش الأبيض وقائدها او الشخصية التي تدين لها بالولاء.
مثقفون جنوبيون من النوير والقبائل المختلفة تطابقت رواياتهم حول وجود رابط تاريخي لتكوين الجيش الأبيض متعلق بكبير كجور النوير “مون دينق” الذي تنبأ باندلاع حرب يوما ما بين الدينكا والنوير.” والكجور هو رمز ديني يمارس السحر والشعوذة.”

ويشير المثقفون الى تكوين ذلك الجيش من شباب «لو» نوير لحماية القبيلة وأملاكها من الخطر القادم نتيجة لتلك النبوءة التي يصدقها الاغلبية وزرعت في عقول الشباب ويؤكدون أن الجيش ظل كامناً بمنطقة أكوبو بولاية جونقلي التي ينحدر منها الوزير بحكومة دولة الجنوب رياك قاي وأشاروا الى استخدام “قاي” هذا الجيش لمساندة الخرطوم إبّان الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب وقبل اتفاقية السلام الشامل ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة الراحل د. جون قرنق إذ كان رياك قاي يشغل وقتها رئيس مجلس تنسيق الولايات الجنوبية في الخرطوم.

ويقال أن اسم “الجيش الابيض” اطلق بسبب قيامهم بطلاء إجسادهم بالرماد بعد احراق روث الابقار لحماية اجسادهم من لسعات الناموس والحشرات.
لكن رواية اخرى أكدت ان “الجيش الابيض” تم تكوينه خلال الحرب الاهلية في السودان كجيش موازي للجيش الأحمر الذي كونته الحركة الشعبية بزعامة د. جون قرنق وقتها وتشير الرواية لعلاقته المباشرة برياك قاي الذي استخدم الجيش الأبيض لمساندة الخرطوم في حربها على الحركة الشعبية.
ونفت روايات لمثقفين اقتران إسم النائب البرلماني إسماعيل كوني بذلك الجيش وايضا المتمرد على حكومة الجنوب “ياو ياو” وذكروا أن الرجلان ينحدران من قبيلة المورلي بينما تكوين الجيش الابيض من النوير فقط، مشيرين الى فشل رياك مشار عندما كان نائباً للرئيس العام الماضي في إقناع الجيش الابيض بالتراجع عن مهاجمة البيبور ما يدل على عدم سيطرة الرجل على هذه المليشيا.

ويتصف الجيش الابيض بالقوة والشراسة في الحرب ويعرف أفراده بالانتحاريين وفي العام الماضي حملت تقارير صحفية مهاجمة 12 الف منهم لمدينة البيبور وارتكاب فظائع هناك.
ويقول الصحفي بجوبا لام جوي أن فكرة الجيش الابيض نشأت لحماية مناطق النوير من هجمات الجيش الشعبي ضدهم ايام الحرب الاهلية في السودان الواحد وعند إنشقاق رياك مشار عن الحركة الشعبية بزعامة جون قرنق عام 1991 هاجموا مدينة بور وقرى الدينكا عموما بولاية جونقلي ثأراً لممارسات الجيش الشعبي ضدهم وأُتهم مشار وقتها باستغلالهم لكن طبيعة تكوينهم تؤكد إنهم لا يتبعون الا لقياداتهم من شباب المنطقة ويؤكد “لام جوي” أنهم مسلحين ذاتيا إذ كانوا في البداية يبتاعون السلاح من الجيش مقابل الابقار واضاف انهم استمروا كقوة شعبية للدفاع عن مناطقهم حتى اليوم.

الجيش الابيض ومشار

جوبا سارعت لاتهام ريارك مشار الذي يدير عمليات عسكرية بدولة الجنوب منذ اسبوعين بحشد ميليشيا قوامها 25 ألف شخص من الجيش الابيض لشن هجمات جديدة.
وقال المتحدث باسم حكومة الجنوب مايكل ماكوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن “رياك يجند شبابه من قبائل النوير، بأعداد تصل إلى 25 ألفا ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة بولاية جونقلي”.
وسارع مشار لنفي التهمة واكد عدم صلته بذلك الجيش وقال المتحدث الرسمي باسمه ان مشار لا يحشد ابناء النوير وانما هناك جنود في الجيش الشعبي قرروا طوعا حمل السلاح ضد الحكومة دون تحديد أُثنية محددة.
وحذرت الامم المتحدة من تصاعد الصراع بدولة الجنوب بسبب ما اسمته بتدخل قوات غير نظامية في الحرب المستمرة منذ منتصف الشهر الجاري وقال متحدث باسم بعثة الامم المتحدة في السودان جو كونتريراس لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “إنهم مقاتلون غير نظاميين يمكن أن يؤدي تدخلهم في المواجهة خارج بور إلى تصعيد الصراع لما هو أبعد ويعرض أيضا حياة المدنيين الأبرياء لمزيد من الخطر”.
وقال مسؤولون إن المئات فروا من بلدة بور بجونقلي اثر تحذيرات من هجوم وشيك لميليشيا “الجيش الابيض”، وقال رئيس بلدية بور “نيال ماجاك نيال” إنه يحث المدنيين على الفرار من بور مع اقتراب ميليشيا الجيش الأبيض.

واضاف لرويترز من بور “هاجموا قرية ماثيانج وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين. إنهم يذبحون المدنيين”، وتقع ماثيانج على بعد 29 كيلومترا من بور، وأفادت تقارير بزحف الميليشيا عبر طوابير في مناطق نائية يتعذر دخولها على الصحفيين ويصعب التحقق من الأعداد او التحركات من مصدر مستقل حسب ما أفادت رويترز.

تعليق واحد

  1. المثقف مستنصر بالاسطورة والعسكري مستنصر بالشرعية ! لا تستغرب عزيزي الزائر الفضائي فانت في السودان

  2. الغريب في الامر ان يهاجم الجيش الابيض الحكومه في هذا الوقت و الاغرب ان ينفي مشار صلته بهم كما ان معدل الاعمار في صفوف الجيش الابيض ما بين 13 الي 25 سنه مسلحين بالحراب و النشابات و القليل من AK47 &GM3يمكن للجيش الشعبي ان يبيدهم بواسطة المدافع فقط قبل الدخول في اي اشتباكات معهم لقد تم خداعهم من قبل مشار و قيل لهم ان سلاحكم س يسلم لكم في بور كما سلم الي كل شخص منهم 3000 ج جنوب سوداني مزور

  3. اذا كانت كل دول جوار جنوب السودان قد اعلنت انها مع سلفا والسودان الاب التزم الحياد ووضع ايديه فى وسطة متفرجا على قتال الديكة الجنوبيه فماهى القوى العظمى وراء مشار ومن اين يتلقى الدعم حتى يقف على رجليه ويتحدى جيش الرحكة الشعبيه برمته وخاصة انة جيش مسلح تسليح عالى بعد اتفاقية السلام وهو اقوى واكثر تنظيما مما مضى بكثير — اعتقد ان هنالك قوة دولية يمكن ان تكون مصر واسرائيل هما اصحاب المصلحة العليا فى هذا الصراع خاصة ان امريكا لاتلعب فى الحفاء وهى الاب الشرعى لدولة جنوب السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..