مشاهد من اليوم اياه

مشاهد من اليوم اياه
عبد اللطيف البوني
[email protected]
 تجولت على الفضائيات في يوم (الوقفة) السبت 8 يناير فايقنت ان العربية و الجزيرة والشروق هما الاكثر استعدادا لتغطية 9يناير فقد نشرتا شبكة مراسليهما في كل انحاء الجنوب والعاصمة وبعض مدن الشمال وبالفعل (صاقرتهما ) من قبل شروق شمس يوم الاحد(الموعود) لدرجة انني لم اتمكن من الخروج من غرفتي رغم انني كنت انتوي السفر الي الخرطوم فتاكد لي بذلك ان العالم اصبح غرفة وعرفت معنى خدمة اعلامية معرفة حقيقية وقلت في نفسي سبحان مغير الاحوال فقد مر علينا يوما كنا نخرج الي العاصمة لمعرفة الاخبار ومتابعة الاحداث الهامة ولكننا اليوم نفعل العكس اذ نبقى بالبيت لمتابعة الاحداث فمن الاعماق شكرا لقناتي الجزيرة والعربية وتحية خاصة للشروق لهذة الخدمة الاعلامية المتميزة وشكرا لقنوات اخرى اعطيناها (شبالات ) خاطفة ولكنها لم تستطع امساكنا
 يحيرني وما يتحير الا مغير ان هذا الاقتراع نتيجته معروفة للغاشي والماشي لكن يبدو ان جهة ما محلية اوعالمية استطاعت ان تجعله احتفاليا كرنفاليا بضخ جرعات كبيرة من الاضواء الاعلامية ولكن حتى ولو كان متعما كنا سوف نتابعه باعتباره حدثا فريدا ومفصليا له مابعده على بلادنا الي يوم يبعثون كما انها فرصة قد لاتكرر قريبا لمشاهدة ميلاد دولة جديدة فولادة الدول قد كادت ان تتوقف من زمن واصحبت تحدث في فترات متباعدة كما ان فرحة اخوتنا الجنوبيين ورقصهم وهجيجهم بهذة المناسبة جدير بالفرجة
 السيد القائد سلفاكير في رسالته التي وجهها يوم الوقفة وفي حديثة الذي ادلى به بعد ان قام بعملية التصويت استخدم اللغة الانجليزية الخالية من اي كلمة عربية ربما اراد بذلك ان يبدا بنفسه في جعل اللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية للدولة الجديدة في كلمته الاخيرة قال سيادته ان ارواح الجنوبيين الذين ماتوا في الحرب لم تذهب سدى اي انها اثمرت هذا التصويت من اجل تقرير المصير وهنا لابد للشماليين من ان يتساءلوا عن ارواح ابنائهم التي ذهبت ليكون بهذا فرصة لمراجعة الامر كله
 اكبر مركز اقتراع في جوبا كان بجوار ضريح جون قرنق وهو المركز الذي صوت فيه سلفاكير واحتشدت فيه وسائل الاعلام والمراقبون واقيمت فيه الصيوانات كانما ارادوا ان يقولوا ان قرنق سعيد في قبره بهذا الذي يجري وانه ثمرة من ثمرات نضاله علما بانه هناك راى قوي يقول ان قرنق دفع حياته ثمنا لوحدة السودان عليه تكون هذة الاحتفائية على قبره في هذا اليوم تدخل في باب عقدة الذنب
 على حسب مراسل الجزيرة عادل فارس ان عساكر الحركة الشعبية الذين يقارب عددهم المليون سوف يصوتون في مراكز خاصة بهم وان الاوامر قد صدرت اليهم بالتصويت في اليوم الاول اي يوم الاحد لذلك نام بعضهم بجوار مراكز الاقتراع وبعضهم جاء قبل شروق الشمس وعند الثامنة وصلت الصفوف الي مئات الامتار والحماس بادي عليهم فاذا كان نسبة الجنود تفوق ال25في المائة من نسبة المصوتين فان هذا يعني انه بنهاية اليوم الاول سوف تتجاوز النسبة العامة الستين في المائة وهي النسبة المطلوبة لحسم النتيجة عليه يكون هذا اليوم الاحد 9يناير هو اليوم الاول والاخير اي يوم الفصل وبقية الايام ستكون للمفافقة ويلا فاققوا كلكم و(على الطلاق ما ترجمها)
ارواح الجنوبيين لم تذهب هدر حصلوا على ما يريدون وهذا هو السؤال اين ذهبت ارواح اهلى واصدقائى واهل بلدى الذين ماتوا وهم يدافعون عن وحدة وسيادة وعزة الوطن حيث ماتوا وما تحقق شى بل الحال من قبل كان افضل ليتكم تركتمونا كما كنا (انا لله وانا اليه راجعون).اللهم احفظ ما تبقى
مرجوعة في مسماها ..يادكتور/ وماكان تحلف .. لكن المفاققة .. هو الشيء الهوادة الذي يعطي للمشتري فوق البيعة ..ولا أنا غلطانة.. علي اللطلاق بعد عقد امتقول حاجة ..ظ
الاخ الدكتور البوني في الزمن الجميل درسنا قصيدة في الابتدائي اسمها المراي لكني لا اذكر الشاعر للاسف وهو يقصد التلفزيون يقول في مطلع القصيدة :-
الي جانب المراي انفقت ليلتي فلا تسألن كيف قضيت سهرتي
لقد طفت علي الدنيا وصاحبت اهلها وحدثني اقطابها رقم وحدتي
والان اصبح الانسان يعرف اخبار العالم من خلال التلفزون و الانترنيت وما في شئي مدسوس حتي اللعوتة امريكا عارفة موقعها وين في السودان0
حتى الأن لم يشعر الشماليين مثل البوني بالإنسان الجنوبي ،، حتى في لحظة حقه بالتصويت لصالح الإنفصال ام عكسه ،ولم يحترمها ،، اخى البوني اليست هي الحقيقة في فشلنا كلنا وحكومات الشمال في تحقيق العدل لهؤلاء الجنوبيين وهم بيننا ناهيك عن هلاك الحرب الذى مارسة الجيش السوادني الشمالي ،، اسأل اى ضابط حارب في الجنوي ماذا فعل في تلك الحرب،،، وما خفى اعظم وحتى في ممارساتنا اليومية انظر ماذا ترى
حتى الأطفال يربون على العنصرية ،،،
لكنها طبيعة الإنسان الشمالي ستر الخطأ والكلام في الفارغ ولقد نجى الجنوبيين من
انظمة حكومات الشمال وبقينا نحن ننتظر القادم من حكومة لم تتعب من إستغلال الدين وستظل تسيطر به على الجميع فرفعوا شعارة الثورة الأن في السودان والنضال هو الجهاد من اجل الشريعة لهذا البلد الذى فقد الرجال فيه اخلاقهم ودينهم
كل القنوات اهتمت بالحدث وافردت له مساحات واسعة من البرامج الحوارية والتحليلية للحاضر والمستقبل بكل الاحتمالات ما عدا تلفزيون السودان الذي عندما نشاهده نشعر بأنه في قرية اخري وطبق مثل السعدو في قبر ابوه دس المحافير وهو لم يهتم بما يحدث الا في نشرة الاخبار والنذر اليسير من البرامج التي ظاهرها تغطية اعلامية وباطنها ترويج لخيار الانفصال وطبعا ما ننسي دورهم الكبير في اخراج المشاهد من جو الاستفتاء الي اجواء الغناء والافراح وكأنه يشاطر السودان الذي لايهمه في شيء بعض احداثه