مقالات سياسية

(عِرِفنا الدّرِب)..!

عثمان شبونة

* نجحت موجة الثورة السودانية حتى الآن في مدّها بالوصول إلى آفاق متقدمة في مظاهرات 31 يناير الماضي انطلاقاً من ميدان الشعبية بالخرطوم بحري.. نجحت الموجة العاتية تكميلاً لما بدأ في هبّة سبتمبر 2013م ومروراً بمظاهرات 17 يناير هذا العام والتي كانت بداية جادة تخبرنا بعظمة الشعب السوداني الذي إذا قرر الخروج للشارع خرج؛ وإذا أراد اسقاط النظام الغاشم سيسقطه سقوطاً مدوياً تتحدث عنه أركان الدنيا.. فكيف يمكن لإرادتنا أن تتسع وتكبر في الساعات القادمة حتى تبلغ أشدها لنغيِّر حياة الذل؟! لا مستحيل مع العزيمة.. أو.. كما رأينا في عيون الثائرين الذين أخرجهم الضيق والحرمان من بيوتهم ليرفعوا أصواتهم في وجوه مجرمي النظام الذي يستعمر بلادنا منذ العام 1989م.. ولا مستحيل بعد أن (عِرفنا الدّرب)! لا مستحيل مع صمود الناس وتضحياتهم حتى فجر الخلاص؛ وربنا فوق كل باطش ظالم..!

* في طريقي لميدان الشعبية الذي قرر الشعب أن يكمل منه بناء الثورة كنت متفائلاً وغير مبالٍ بشيء سوى الخوف من التأخر؛ يزداد التفاؤل كلما اقتربت من الموقع.. وازداد أكثر عندما رأيت الهلع والعدوانية في وجوه أولئك العساكر الذي يحمون (الحرامية)..! فإذا بالميدان محتل تماماً بالبكاسي المشتراة بأموالنا المنهوبة.. لماذا تدفع سلطة الحرامية كل هذه العربات بعساكرها لقمع متظاهرين سلميين لا حجارة عندهم ولا كبريت؟! بلا شك السؤال غير محتاج لإجابة.. لكننا محتاجون على الدوام لنضع في أذهاننا بأن البلاد يحررها رجالها ونسائها؛ فإن لم نخرج على الدوام للشوارع حتى آخر رمق سنُهلك.. لا أعرف ما هو أخطر من الصمت والسكون إزاء المحنة التي تعيشها بلادنا بعد أن فشل النظام في كل شيء؛ حتى في تخويف الناس.. بدليل أن الذين تم تفريقهم وقمعهم في مظاهرات 17 يناير خرجوا في مظاهرات 31 يناير.. وسيزداد العدد كلما تجددت الدعوة لهذا الشرف.. وليس غريباً أن أصادف عند خروجي من الميدان أحد المصابين في المظاهرات الماضية يحمل يده (الملفوفة) بآلامها غير آبه بما قد يحدث له في وسط هذا الاحتلال المليشاوي لميدان الشعبية؛ هو الزميل (بهرام) يدفعه لواجبه المهني ذلك الذي يدفع الجموع للغضب والثورة (وأيادي الصحفيين فداء للشعب).. لكن النظام لا يريد صحافة مهنية حرة؛ فالحقيقة مهما كانت عادية تظل مزعجة جداً له.. النظام يرغب في (عبيد) لتزييف الحقيقة لا غير؛ لأن الحقيقة تهزم المنافقين.. النقل الأمين للأحداث بأقلام الزملاء غير مرغوب فيه.. توعية الناس وتذكيرهم بحقوقهم غير مرغوب فيه.. دفع الجماهير للتعبير (السلمي) غير مرغوب فيه.. فماذا يريد النظام؟! هيهات ما يريده.. حتى مثل هذه السطور الأمينة التي كتبها الزميل علاء محمود لا تعجب أوباش السلطة؛ رغم أنها تبيّن ثغرة في المعارضة.. واخترت كلمات علاء الدين لأنني لمست فيها أمانة الرصد والوضوح وقد كنت شاهداً على ملاحظاته الخاصة بالتظاهرات الأخيرة.. فالتحية لكل الصحفيين الأحرار الذين انحازوا للجماهير ويمثلون النبض الحي للثورة والحقيقة..

يقول الزميل في سطوره بتاريخ 31 يناير: (ملحمة قوية للشعب المعلم؛ وستليها ملاحم إلى حين اسقاط النظام.. الصحفي أحمد يونس قدم افادات تقييمية جيدة، وذكر أن أعداد المشاركين كانت أكبر اليوم لكنها افتقدت للقيادة الميدانية، والملاحظ أن المسيرة الأولى التي دعا إليها الحزب الشيوعي كانت أقوى من الناحية التنظيمية، وبرزت مقدرات الحزب في تنظيم الجماهير، هذا الأمر مطلوب في التحركات الجماهيرية القادمة، وليس من الضروري الإعلان عن خطة سير للتظاهرة، ويكفي الإعلان عن مكانها، فالكوادر الميدانية تستطيع أن تقود الناس إلى قلب مكان التجمع دون أن يشعروا بذلك.. الاعتقالات كانت كبيرة وتمت مواجهة مسيرة اليوم بقمع أكبر، ولكن الملاحظة الأهم أن حاجز الخوف قد انكسر تماماً وباتت التظاهرات تحظى بدعم ومشاركة الجموع غير المنظمة، وهذا يتطلب من القوى السياسية فعل تنظيمي وقيادي أكبر، ومن المنتظر، وفقاً للوقائع، اتساع الحركة الاحتجاجية جماهيرياً).

ــ انتهت سطور الكاتب.. وهي كافية (لعدم الإضافة).. ويكفينا فخراً الزميلات المناضلات والزملاء الذين اعتقلهم جهاز الأمن بلا سبب أقوى من ارتعاش السلطة؛ وكان آخرهم الصديق أحمد جادين الصحفي بجريدة (الجريدة) المغضوب عليها.. الاعتقالات لن تسكت الأصوات.. على لصوص السلطة قتل الشعب كله إذا أرادوا (التمتع بالمسروقات)! والجماهير التي (عرفت الدَّرِب) لن يتوقف هديرها إلى أن يعرف الطغاة ومليشياتهم دربَ الهروب..! لن نكف عن المشاركة الفعلية في أي عمل لرحيل الفسدة مهما يكن الثمن.. لن نكف عن الدعوات للمظاهرات والعصيان وكل ما يمكن لتلاحم الشارع ضد قاتليه..!

أعوذ بالله
الجريدة الالكترونية

تعليق واحد

  1. لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

    – يجب التحرك وتصحيح الوضع قبل الدمار التام.
    – مشاركة كل من فى الداخل والخارخ لانقاذ الوطن.
    – سلمية ان اراوا ذالك… او حمراء الخيار لهم.
    – اسر كل من افسد او شارك فى فسادهم.
    – مصادرة كل املاكهم موسساتهم او من له علاقة بهم.
    – قفل كل المنافذ ومنعهم من الهروب.
    – إعطائهم 72 ساعة ليستسلموا ويسلموا مانهبوا منذ 1989.

    وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون

  2. ياابوعفان هذا الشعب المعلم بعرف درب الثورة جيدا فقد سلكه وعبده فى اكتوبر وابريل وهو الان يزيل ماتراكم من الاوساخ الابالسة وعفتهم الذى سد الطريق بقدورات الفساد والسرقة والحرامية والكذب على الله وعلى البشر . ان اهم ما يستفاد من موكب الثلاثاء العظيم هة كسر حاجز الخوف فقد تبعه موكب شرف اخر يوم الاربعاء والا موكب 31يناير . الثورة إنطلقت والجماهبر امتلكت زمام امرها فاين يذهب الابالسة وراءهم وراءهم انما اتجهوا اللا دبى او ماليزياوسوف نعيد فلوس محمد احمد على داير الملم . التحية والعرفان للشرفاء من المعتقلات والمعتقلين من ابناء الشعب المحترمين والتحية والمجد لكل من خط قلمه كلمة فى حق هذا الشعب الطيب العملاق الصابر . عشت ياابوعفان وعاش شعب السودان. الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء .

  3. هكذا انت دائما ياشبونة صاحب مبدأ وضمير لك التحية والاحترام ولكل الاقلام الحرة داخل زنازين النظام وخارجه.

  4. انت تكتب بحقك , انت من الشعب ومع الشعب وشاركت في المظاهرات واصابك ما اصاب المناضلين .
    لكن زي صاحبك اب شنب ود السراج بتاع البيطرة ليس من حقه الكتابة والدعوي للتظاهر وهو أسي متلفلف بأحسن جاكيت وأولاده تحميهم الدفاية من برد كندا ويجي يخت اللابتوب في احسن مكتب ويجلس علي الكرسي الوثير وبيمناه كوب قهوة وبيسراه افخم السجائر وانامله تداعب الكيبورد وهو يضحك علي هبالتنا وهو يدعو للنضال .
    فعلا ديل مناضلي الكيبوردات .

  5. الجميل فى الأمر أن الشعب عارف الدّرِب والحكومة راح ليها الدرب…
    اللهم عجل بالنصر وبالفرج…

  6. النظام الآن يقف (ام فكّو) و عاجزاً مترنحاً بعد الانهيارات والضربات المتتاليه التي اصابته في مقتل .
    شدوا الوثاق ، النصر بات قريب .

  7. يا استاذ شبونه ليس كل المتظاهرين عندهم (كاريزما القياده) او موهبة الكتابه الصادقه التي تلهم الجماهير وتنورهم وتقودهم للفعل الثوري الانتفاضي ، وهذه الصفات قد حباكم بها الله ، فارجو ان تحافظوا علي انفسكم بعدم الخروج حفاظا علي القياده فنحن جميعا يمكننا ان نؤدي هذا الدور ولكنا لو حاولنا مجتمعين ان نؤدي دورك التوعوي الملهم القيادي لفشلنا ، نرجوك حافظ علي نفسك ، عفوا هذا ليس رجاء بل امر ثوري ميداني

  8. (على لصوص السلطة قتل الشعب كله إذا أرادوا (التمتع بالمسروقات)!) لو كان مقال شبونة كله هذه العبارة فقط لكفته!وهل هي مسروقات “نصاح”؟ يا شبونة؟ مسروقات بحجم بلد كانت يوماً أرض المليون ميل مربع وبحجم شعب يفوق عدده 30 مليوناً من “الضحايا”! لكم يتميز الكاتب الحر الشريف عن صحفيي النظام الفاسد!

  9. لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

    – يجب التحرك وتصحيح الوضع قبل الدمار التام.
    – مشاركة كل من فى الداخل والخارخ لانقاذ الوطن.
    – سلمية ان اراوا ذالك… او حمراء الخيار لهم.
    – اسر كل من افسد او شارك فى فسادهم.
    – مصادرة كل املاكهم موسساتهم او من له علاقة بهم.
    – قفل كل المنافذ ومنعهم من الهروب.
    – إعطائهم 72 ساعة ليستسلموا ويسلموا مانهبوا منذ 1989.

    وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون

  10. ياابوعفان هذا الشعب المعلم بعرف درب الثورة جيدا فقد سلكه وعبده فى اكتوبر وابريل وهو الان يزيل ماتراكم من الاوساخ الابالسة وعفتهم الذى سد الطريق بقدورات الفساد والسرقة والحرامية والكذب على الله وعلى البشر . ان اهم ما يستفاد من موكب الثلاثاء العظيم هة كسر حاجز الخوف فقد تبعه موكب شرف اخر يوم الاربعاء والا موكب 31يناير . الثورة إنطلقت والجماهبر امتلكت زمام امرها فاين يذهب الابالسة وراءهم وراءهم انما اتجهوا اللا دبى او ماليزياوسوف نعيد فلوس محمد احمد على داير الملم . التحية والعرفان للشرفاء من المعتقلات والمعتقلين من ابناء الشعب المحترمين والتحية والمجد لكل من خط قلمه كلمة فى حق هذا الشعب الطيب العملاق الصابر . عشت ياابوعفان وعاش شعب السودان. الغد للحرية والجمال واطفال اصحاء .

  11. هكذا انت دائما ياشبونة صاحب مبدأ وضمير لك التحية والاحترام ولكل الاقلام الحرة داخل زنازين النظام وخارجه.

  12. انت تكتب بحقك , انت من الشعب ومع الشعب وشاركت في المظاهرات واصابك ما اصاب المناضلين .
    لكن زي صاحبك اب شنب ود السراج بتاع البيطرة ليس من حقه الكتابة والدعوي للتظاهر وهو أسي متلفلف بأحسن جاكيت وأولاده تحميهم الدفاية من برد كندا ويجي يخت اللابتوب في احسن مكتب ويجلس علي الكرسي الوثير وبيمناه كوب قهوة وبيسراه افخم السجائر وانامله تداعب الكيبورد وهو يضحك علي هبالتنا وهو يدعو للنضال .
    فعلا ديل مناضلي الكيبوردات .

  13. الجميل فى الأمر أن الشعب عارف الدّرِب والحكومة راح ليها الدرب…
    اللهم عجل بالنصر وبالفرج…

  14. النظام الآن يقف (ام فكّو) و عاجزاً مترنحاً بعد الانهيارات والضربات المتتاليه التي اصابته في مقتل .
    شدوا الوثاق ، النصر بات قريب .

  15. يا استاذ شبونه ليس كل المتظاهرين عندهم (كاريزما القياده) او موهبة الكتابه الصادقه التي تلهم الجماهير وتنورهم وتقودهم للفعل الثوري الانتفاضي ، وهذه الصفات قد حباكم بها الله ، فارجو ان تحافظوا علي انفسكم بعدم الخروج حفاظا علي القياده فنحن جميعا يمكننا ان نؤدي هذا الدور ولكنا لو حاولنا مجتمعين ان نؤدي دورك التوعوي الملهم القيادي لفشلنا ، نرجوك حافظ علي نفسك ، عفوا هذا ليس رجاء بل امر ثوري ميداني

  16. (على لصوص السلطة قتل الشعب كله إذا أرادوا (التمتع بالمسروقات)!) لو كان مقال شبونة كله هذه العبارة فقط لكفته!وهل هي مسروقات “نصاح”؟ يا شبونة؟ مسروقات بحجم بلد كانت يوماً أرض المليون ميل مربع وبحجم شعب يفوق عدده 30 مليوناً من “الضحايا”! لكم يتميز الكاتب الحر الشريف عن صحفيي النظام الفاسد!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..