عصر موالاة المنابر وتدجين الائمة !#

ليس هنالك مؤسسة ذات مقام رفيع وحضور قوي وقيمة معنوية ضاربة في التعظيم وتحظي بأحترام وأهتمام كافة أهل القبلة كالمسجد بل يظل مكان للعبادة الجماعية التي تؤكد وحدة المسلمين وأنهم علي نهج واحد وعقيدة صميمة قائمة علي فطرةسليمة لأعلاء الحق ومحاربة الظلم ويكون ذلك من خلال راية توحيد عمودها الاستبصار بالقران الكريم وماقاله رسول الله
للاقتداء والتسليم الكامل مع الاخذ بأسلوب النصح والتفاكر لحشد كل هذه القيم لمعاش المسلم و أصلاح مجتمه أنه أرث قديم عمره أربعة عشر قرنا من الزمان ظل علي نفس الوهج منذ غابر الزمن
بل لازال هو المدرسة الاولي لكثيرين من أبناء ديانة الاسلام والملجأ وملتقي المحبين في الله العباديين يلد رجالا في شتي المجالات ولقد كان للمسجد دور هام في حياة كل منهم ونري من الشخص العادي الي العابد الزاهد بالرغم من تغيير عمرانه وشكله خلال كل السنون التي خلت ألا أنه لازال صحن ومحراب وأركان تلاوة وتعلم لأصوال الدين ومناقشة قضايا العامة ومسائل الشأن العام وفي هذا الزمن أضحي مكتن عقد الزيجات والاحتفال بالاعياد
وهنا أتسأل هل أختلف الامر في السودان ؟
يعلم كل أئمة المساجد أن أهل السودان في أزمة والاحتقان السياسي بلغ مبلغ خطير بل أصبحت المظالم من الظواهر التي تجدها تبرز للراصد والعيان دونما جهد لكثرة معاناة هذا الشعب وضيق الحال وشظف العيش وبؤس كل مناشط الحياة
هل كل هذا خافي علي أئمة المساجد ولو كان عليهم دور هناهو النصح للحاكم والمحكوم ولكنهم بكل حزن لاذوا بالصمت المأجورة تارة والجبان في كل الاحوال والذين تحدثوا تكلموا في خطورة شق العصي علي الحاكم !
تعالوا نسأل هؤلاء هل في الاسلام شروط واضحة للامام العادل لا نقول العادل في زمن الملك العضوض نقول المقبول الذي يقوم بخدمة العباد وأعمار الارض
لماذا كان هذا صمت بالمنابر عن العصيان والغلاء الفاحش وفساد السلطان وبطانته بل التحذير من الخروج عليه وتخويف أهل السودان من الفتنة والفوضي وسقوط البلاد تحت الحرب الاهلية
وكأنهم لا يعرفون مدي العنت الذي يعيشه أهل هذه البقعة من الارض والمعاناة التي أصبحت لا تطاق وتري وذلك علي جبين كل منهم صغار وكبار
كيف غاب عن أئمة المساجد السودانية أن الذين يحكمون السودان الان طغاة ولغة الطغاة لا تتغير حتي ولو تم تحويرها الي خطاب أيماني خالص ولكنه أجوف يخدر ولا يقدم شيء لأصحاب المظالم والفقراء الذين نهب الطغاة لقمة عيشهم في كبد عظيم
وقد روي لكم القرأن الكريم قصص الظلمة والطغاة والجبارين بدءا من أبن أدم الذي قتل أخيه مرورا بكافة الاقوام والتجارب وأذا أمعن أئمة مساجدنا النظر في لغة حكام اليوم سنجد تشابها الكبير مع طغاة الامس وهذا ما يجمع طغاة الامس واليوم علي صعيد الجبروت والقسوة والقتل يدفعهم الي ذلك عوامل كثيرة حب السلطة والاغترار بالمال والتكبر عن الاعتراف بالحق أضف لذلك الجهل الفاضح وألباس الباطل ثوب الحق عن طريق تأكيد كلامهم عن طريق رجال دين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا مثل سحرة فرعون حيمنا قوالوا ((أن يكون لنا الامر أن كنا نحن الغلبين 46(( قال نعم وأنكم أذا لمن المقربيين ))
وقد نجدهم في موقع أخر موقنون بالقوة مع غرور السلطان وجبروت الجاه والمال أذ قالوا في محكم تزيله بسورة فصلت الاية 15
(فأما عاد فأستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة)
ولكن المخزي والمحزن أن يكون هنالك أئمة تمت أبلستهم وتضليلهم لكي ينصروا الحكومة ويقولوا غير الحق هذه الفئة نراها كثيرة العدد ودليلنا عي ذلك أن خطبة اليوم الجمعة خلت من الحديث تماما عن مظالم ومعاناة الامة وحراك الشباب في العصيان وعدم الاعتراف بالذي يكابده هذالشعب العظيم
بالرغم من هذه الاحاديث الصحيحية التي عمروا بها خطابهم عن المصطفي (ص)
((من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصا الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني )) رواه مسلم
وعن ابي هريرة -رضي الله عنه -(( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك ))
هذا كان مثبط بالفعل ولماذا ترون الباطل وأنتم عقول الامة ولسانها وخط الدفاع الاول عن المسلمين وحمايتهم من الظلم والبطش وأقولكم أنتم كهؤلاء او بالتحديد كالاخير الذي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم , ولهم عذاب أليم-
رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ,
ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك
ورجل بايع إماماً لايبايعه إلا لدنيا , فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يف
هكذا حالكم دوما متخذلين تحبون الحياة الدنيا وتكنزون الذهب والمال ولا تذكرون أنها فانية وغدا عقاب الاخرة
ولسنا نحن بهؤلاء الذين كانوا يتقاتلون من أجل هدف سياسي وكانوا في الوقت ذاته يناضلون من أجل آراءهم في الدين والإيمان بل نؤمن (لا حكم إلا لله) من هذا المنطلق كنا نود أن تنصروا هذا الشعب من أجل الله والبر بالاهل وتحكيم شرعه لا مداهنة الحاكم والاعلان بكل قوة ببطلان الطاعة للحاكم كما فعل السلف الصالح من قبل في تاريخ الاسلام المجيد ولا تكونوا كعلماء السلطان الذين أصبحوا وجها آخر للحاكم يأكلون من خبزهم ويضربون بسيفهم أن الحكّام الذين كانوا يُعاصرون الأئمة كانوا يحكمون بما أنزل الله وأنتم تعلمون هؤلاء لا يحكمون بشرع الله
لا أريد أن أقول غير هذه الكلمات هذا عصر صمت المنابر نفاقا للحاكم وتدجين الائمة بالمال ورزق الدنيا
وعند الموقف العظيم يوم النشور نختصمكم أمام الموالي عز وجل .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..