مقالات وآراء

حكاية السبت..الهمبتة أنواع..!!

 زاهر بخيت الفكي

إقترب الطيب ود ضحوية (الهمباتي الشهير) من أحد الفتية الرعاة والفتى مسترخيٍ تحت ظل شجرة وقال له: عرفتني آ جنا؟!
قال الفتى: أيّه عرفتك!
قال الطيب وهو ينظر إلى الإبل التي يرعاها الفتى: إبلك سمحات!
قال الفتى وهو لا يزال مسترخياً: أيّه سمحات!
قال ود ضحوية: نتقاسم آ جنا؟!
قال (الجنا): واحداً ليهو الإبل، وواحداً ليهو القبر.
فاستدار ودضحوية ومضى.

لم يتراجع الطيب ودضحوية خوفاُ من الفتى ومواجهة الصعاب لا يخشاها من كانت الهمبتة حرفته والسرقة في وضح النهار كانت هوايته ، يسرق إبل أغنياء زمانه (حُمرة عين) وينفقها على الفقراء والمساكين ويُعاود الكرة لا يخشى العواقب ولا يهتم بما تجُرُه إليه أفعاله من مُصائب ، مضى مُعجباً بحسارة الفتى والذي لم يُحركه الخوف من المُرعِب الواقف أمامه ولم يُبالي بالبُعبع الذي سجّل إسمه في قائمة شُجعان زمانه ، ظلّ مُسترخياً يرّد على أسئلة الهمباتي ويُبدي نوعاً من الشجاعة (النادرة) التي أرغمت ود ضحوية إعجاباً بالفتى على صرف نظره عن أخذ الإبل ولو أراد أن يأخذها لفعل ، مضى ولسان حاله يقول وهل يستطيع الوقوف أمام ودضحوية إلّا من نهل وارتوى من نهر الفروسية..
دار الزمان دورته ومن أنجبت الفتى ما زال رحمها طرياً لم يجف بعد وها هي تُنجِب غيره من الشباب البواسِل الذين لم تُخيفهم ترسانة الإنقاذ وقوتها ولم تُرعبهم شدة بطش قادتها ، لم يتراجع قادة الإنقاذ إعجاباً بالشباب كما فعل ود ضحوية بل تقهّقروا وتراجعوا بعد أن أصابهم الرُعب والخوف من شبابٍ عُزّل فتحوا صُدورهم أمام من لم يجد سوى الرصاص والذخيرة الحيّة ليواجههم بها بعد أن سلبهم حقوقهم وأكل أموالهم ، كبّل حُرياتهم وضيّق عليهم سُبل حياتهم ، لم يمضي النظام كما يمضي الشُجعان من أؤلئك الذين يحملون في دواخلهم مكانة وقيمة للآخر رغماً عن اختلافهم معه والتراجع المُسبب عند الشُجعان لا يعني الخوف والجُبن إنّما هو قيمة تُضاف إلى مجموعة القيم التي يحملونها ولذلك ذهب ودضحوية (الهمباتي) طواعية ولم يذهب أصحاب المشروع الحضاري إلّا قسرا ..
والهمبتة أنواع..
هزم الشباب الإنقاذ ببسالتهم وباعتصامهم السلمي في ميادينهم وخروجهم للشوارع لا يحملون البنادق ولا الهراوات إنّما يحملون قضية اجتمعوا عليها ويحلمون بحرية غيّبوها عنهم وحرموهم منها دفعوا من أجل الحصول عليها أرواحهم الذكية ثمناً لها ، شباب قوتهم الكامنة في دواخلهم كانت كافية لإزاحة نظام طالت سنوات حُكمه لم يصغى قادته لصيحات العُقلاء ولم يأبه ساسته لدعاء الضُعفاء ولا الخوف من رب السماء..
ولتحذر قحت ومن يُشاركها من غضبة الشباب والبدايات لا تسُر

 

زاهر بخيت الفكي
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..