نهر النيل

تُخالُ في الأنهار أنَّك كُلّها
والكلُّ فيك كأنّه بك واحد
يا كوثراً للأرض أنت فُراتها
وسِواكَ عندك تابعٌ ومِداد
من سِدرةٍ والمُنتهىَ لك منبعٌ*
يا نيلُ في الدارين أنت مُخلَّد
بُشرى لنهرٍ يستمدُّ جذوره
من جنةٍ أبوابها لا تؤصد
سبحانك اللهم أكرمُ خالقٍ
خلق الجِنان لمن أطاع ويعبد
فالمتقين بنعمة من ربهم
والنار موعد من عصاه ويفسد
يكفيك من وصف الجنان
فانَّه وصفٌ أجلُّ وأزْيَد
*******************
لك في القلوب معزةٌ ومودةٌ
يا نيلُ أنت السلسل المتفرِّد
سِرْ حيثُ شئتَ كما تريدُ
فانَّ مثلك في الثرى لا يوجد
وَيْكأنَّ على ضفافك سُندسٌ
حبكَت مداه لوحة ويراعةٌ ويدُ
في منظرٍ لِسواهُ قَلَّ نظيرُه
إنْ كان ندٌّ في الثرى لك يوجد
قضتْ الدهورُ وقد مضى
عُمرُ السنين عليكَ وهو مديد
يا نيلُ قد هرِم الزمان ولمْ
يزلْ زهوُ الشباب فيك جديد
****************
يا نيل كمْ قبَّرتَ من سَلفٍ
سكنوا بضفتيك وشادوا
كانوا اذا جد المسير بهم
هاموا على قمم الجبال وسادوا
والناس لا إربٌ لها
إلاَّ على آثارهم ترتاد

***************
ينساب ما بين المدائن والقرى
مُتلوياً متعرجاً في سيره يتأوَّد
متأبّطاً جُرف الربيع بجانبيه
وحاملاً طمي الدميره ويُزْبد
فما أعيته المسالك إذْ تضيقُ
ولا أضناه المَسير وهو بُعد
ولا قال الى الصخور اليكَ عني
وقد نَذَرتْ، بكلَّ مُنْعَطفٍ تسِدُّ
ولم تُثْنِه الأهوال عن المعالي
بل يسير الى المصبِّ وهو يعدو
******************
رعاك الله يا نيل الأماني
وتصحبك السلامة والوداد
يحن اليك كلُّ ضاريةٍ وهامٍ
كما تحن اليك أوديةٌ وبِيد
فلا تترك بفرَّاس الوعيد ديارنا
فإنَّا لعمرك قد نرود ونورد

? في حديث لرسول الله (ص) أن النيل والفرات من أنهار الجنة وأنهما ينبعان من سدرة المنتهي

تعليق واحد

  1. “في حديث لرسول الله (ص) أن النيل والفرات من أنهار الجنة وأنهما ينبعان من سدرة المنتهي”

    على كده ممكن نقول ونحنا مطمنين أن سدرة المنتهى في الحبشة!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..