درس غارزيتو للسياسيين

درس غارزيتو للسياسيين

عادل الباز:

أعجبتني افادات مدرب الهلال الفرنسى غارزيتو.قال غارزيتو اول امس (لا يمكننى ان اعلم اللاعب كيف يستلم الكرة وكيف يمرر الباص وهو فوق الثلاثين.)!!.قد لايعرف السيد غارزيتو ان هذه مشكلة سياسية فى بلادنا ايضا، فكثير من السياسيين يفدون للحياة السياسية وقد تجاوزوا عمر الزهور ووصلوا لحافة الستين، لذلك يصيبهم مايصيب اللاعبين الكبار فلا ينتجون سياسيات صحيحة ولايمررون تصريحا ذا فائدة، ولايستلمون رسائل الشعب والصحافة على وجهها الصحيح.انظر لنصف اللاعبين السياسيين اليوم فى الاحزاب واسأل عنهم اين كانوا قبل ان يصبحوا سياسيين وماهي مؤهلاتهم وماهى السياسة التى مارسوها واين؟.لو انهم بقوا فى احزابهم كوادر وسيطة ونشطة لقلنا انهم يتدربون على السياسة ويتعلمون من الكبار فى الحزب.لكن للاسف من اول السلم تجدهم قد صعدوا لامناء عامين او قفزوا للزعامة مباشرة. لايحسنون صنع اللعب السياسى لانهم بالاصل ماخبروه،مؤهلات كثير منهم لاتتعدى ثلاث مهارات.المهارة الاكثر قدرة على تصعيد صاحبها هى مهارة التآمر!!. فبقدر ماكان السياسى متآمرا وقادرا على اثارة الفتن بين كوادر حزبه بالألاعيب الصغيرة كلما صعد سريعا الى قمة الهرم الحزبى.
المهارة الثانية تكمن فى قدرة السياسيين الجدد على مداهنة الزعيم او الامين،وبقدر مايكون السياسى مفيدا للزعيم،تتسع فرص صعوده دون حاجة لاقدمية او مؤهل يؤهلة للصعود.التجربة دلت على ان الزعماء السياسيين انما يحبون الامعات الى جانبهم الذين لايغضبون الزعيم بآرائهم الشاذة، ولايثيرون حنقه باختلافاتهم معه، الزعماء غالبا يحبون ان يحمدوا بما فعلوا وما لم يفعلوا . مجالس الزعماء اذا ماطوفت بها تجدها خالية من الناصحين او المفكرين. اذا تربى السياسيون الجدد فى هذا المناخ فما عساهم ان يتعلموا؟.ا
المهارة الثالثة المطلوبة بشدة فى الكادر السياسى الجديد هو ان يكون من فصيلة (الجهل النشط) فتلك فصيلة مرغوبة جدا فى اوساط الزعماء، واذا ما حظى (الجاهل النشط) بحلقوم عريض قادر على اللعلعة الفارغة فى المنتديات واللقاءات الجماهيرية كطبل صفيح، فسيكون ذا حظ عظيم فى الترقى.يمكن لطبل الصفيح هذا ان يصبح سياسيا وخطيبا مفوها بين عشية وضحاها.كوادر كثيرة فى الاحزاب صعد بها جهلها فأصحبوا ذوى شأن فى احزابهم توكل اليهم المهام الجسام ويستأمنون على اسرار الحزب اكثر من بعض قادته. كنا نسميهم فى الجامعة بكوادر الجهل النشط، وحين نرى اليوم تقلبهم فى المناصب وفى قمة هرم الاحزاب ندرك ماكنه ذاك العطب الذى اصاب الحياة السياسية فى بلادنا. كنا نضحك على ذلك الوزير المعنى الذى كان يتفاخر بأنه ماقرأ كتابا فى حياته. قال لى احدهم ساخرا من رئيس تحرير اخر زمن ان اخر كتاب اطلع عليه هو (هاشم فى العيد).
تكلست الحياة السياسية فى بلادنا كما تكلست كرة القدم، فاللاعبون الكبار لايحبون مغادرة المستطيل الاخضر الا الى القبر.كان بإمكانهم ان يكونوا اكثر فائدة اذا ماتركوا الملعب للشباب وعملوا كمدربين مهرة قادرين على القيادة من الخارج. انظروا لمهاتير محمد ترك قيادة الدولة وانزوى فى ركن قصى فى الحزب يقود ويوجه ويمنح خبراته وطاقته لشعبة، وسيظل حتى اخر يوم فى حياتة او كما قال.نتيجة عدم اقتناع اللاعبين الكبار بتغيير ادوراهم ومواقعهم ومقاعدهم، ان الجمهور الذى كان يصفق لهم بدأا يسمعهم صفيره ولابد ان محاولات تخريبية فى المدرجات ستجرى مرة ومرتين وثلاثه … الثالثة واقعة!!.ولو انهم لبسوا بدلة التدريب وهم فى قمة عافيتهم لتواصل عطاؤهم وترسخت محبتهم فى نفوس الجماهير، ولكنهم يصرون على الاستمرار كصناع لعب، وسط الدائرة وبلا لياقة بدنية او ذهنية ولذا يكثر التمرير الخاطئ والاستلام الردئ واضاعة الاهداف المضمونة حتى لو كانت بمنطقة الجزاء، كما اضاع ابوتريكة ضربة الجزاء فى مباراة الاهلى والترجى الاخيرة بتونس!!.

الصحافة

تعليق واحد

  1. غايتو انا تغريبا كده عرفتهم اصحابالمهاراة الولي زي ناس نافع وقوش وعلي عثمان .اما اصحاب المهاراة الثانىة ديل كثيرين مابقدرذكرهم كلهم بس امثال مندور وغندور ومصطفي عثمان اما اصحاب المهاراه الاخيره هم امثال عبدالرحيم وربيع

  2. السياسة طق حنك حنكك قوى تطحن الكلام كويس تعيش ابدا فى كرسيك او الكرسى الجنبو او ابن عمواو حتى فى الكورس اما الحصاد فحصاد الجيوب اهم واتم وحانطبق الشريعة

  3. يااخى هيثم والعجب شاخو كما المهدى والميرغنى مهند دا مالو موجع موجع قلبنا مع سادمبا وكاريكا والله كورتنا فطيسة اكثر من رمم سياستنا.

  4. اختلف معك اخى الباز لان الحزب الوحيد فى السودان بالرغم من اختلافنا معه شكلا ومضمونا الذى

    له مدارس سنيه ،والله لو واجه اى حذب غيرهم ما يواجهون لذاب فى السنه الاولى لحكمه وهاك القائمه

    ضغط دولى -ضغط من كل الاحزاب الاخرى -ضغط داخل حزبهم -ضغط من عرابهم الترابى (سلمى،عسكرى(العدل

    والمساوه))-ضغط عسكرى من حزب الامه (حركات دارفور)-معارضون فى اسرائيل -معارضون فى بريطانيا –

    معارضون فى امريكا-معارضون فى فرنسا -محاكم جنائيه-هذا هو الظاهر وما خفى اعظم.

    فكيف توصفهم وهم على سده الحكم 23عامبانهم لا مؤسسيه لعملهم ، ناهيك عن ضغط الاعلام لهم من اظهر

    ايجابياتهم يوما ،ضرب مصنع اليرموك وكل الكتابات لا تحكى الا عن سياساتهم الخارجيه واعوجاجها

    والتهكم من وزير دفاعها ،كلكم مسؤولون عن كل ماحصل للسودان بدرجات متفاوته وللحكومه القدح

    المعلى من المسؤوليه ،اما الترابى والصادق المهدى فاقول لهم
    ِِ
    لكم الويل من يوم تباعد اخرهِ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..