مقالات وآراء سياسية

المكاشفي طه الكباشي ودستوره..!

* أنفقتُ يومين أطالع في كتاب ضل طريقه لمكتبي، من إصدارات هيئة علماء السودان.. الكتاب حمل عنوان: (حول الدستور الإسلامي.. ملامحه وقواعده) بقلم البروفيسور المكاشفي طه الكباشي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أمدرمان.. وكم نحن غافلون عن إصدارات بلا عدد تمر مرور الريح ولا يهتم بها الناس، ليعرفوا أين وصل بنا قطار المضامين والقيم بين التعثر والتزييف والحق والصواب، وما هو التطور الذي طرأ على حياتنا الفكرية والثقافية والأدبية والدينية مع (دمدمة) السياسة، والتي جعلت الارتكاز في نقطة واحدة هو الشاغل أكثر عن ما سواه.. فما عاد للمعارف صوتها المرتجى في ظل محنتنا مع السراب السياسي والاقتصادي والعقائدي..!
* مصدر الاهتمام بالكتاب ليس في الجهة التي أصدرته، ولكن لشخص كاتبه الذي شغل الدنيا في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبح محط أنظار وبؤرة تساؤلات إلى يومنا هذا..! لقد مضى زمان ليس قصيراً على أحكام (العدالة الناجزة) في أيام الرئيس نميري، وكان وقتها مؤلف الكتاب الذي نحن بصدده ظاهراً في أعلى الهرم القضائي.. أصدر العديد من الأحكام التي نسي الناس بعضها بمرور الوقت؛ ولكن بقي حكمه بإعدام الأستاذ محمود محمد طه حاضراً على الدوام؛ لم تطمسه المراحل بكل ما فيها من صراعات واشتعالات وحوادث جسيمة.. بل كل ما تجددت الذكرى حملت الأقلام حزنها وأسئلتها وتعظيمها لرجل عاش ومات كبيراً، مهما اختلفت الآراء حوله.
* سنتجاوز شكليات الكتاب وبعض متونه قصداً؛ لكن لابد من الانتظار قليلاً لتأمل هذا الشعار الذي ورد في دستور المكاشفي: (يحدد القانون عمل الدولة وشعارها وأوسمتها وأعيادها) لا غبار في ذلك.. لكنه يضيف للفقرة: (مع مراعاة أن تكون كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله محمد رسول الله؛ وأن يكون شعارها ـــ يقصد الدولة ــ الله أكبر..!
* لم تكن للأمة السودانية (الموحدة) أزمة في يوم ما مع هذا الشعار أو ذاك في مضمونه.. وكم يدمي القلب أن منظرين كثر يتجاوزن ما هو أعمق من تثبيت (الثابت) بما يشبه العبثية أو المزايدة؛ ويقحمون أشكالاً من الأولى أن ترسخ بالممارسة والقدوة لا برأي العين..! ولنا من الشعارات ما كفى الدهشة عن دهشتها..! ما الذي عملناه باقتدار لترسيخ الشعارات النبيلة؛ بعيداً عن المواقيت المشكوك في صحتها؟ السؤال للأستاذ المكاشفي وحده..!
* قرأتُ فقرات الدستور لأعرف مدى تفكير الكاتب.. وسطوره مناسبة للتعجب: هل كان مؤمناً بحرية “المعتقد” حين أصدر حكمه بإعدام الأستاذ محمود..؟ وهنا أتعمّد إبعاد العقيدة، فلست فقيهاً دستورياً.. لكنني معنيٌ بظاهر وباطن ما يرمي إليه السياق في الفقرة التالية من دستور المكاشفي الذي أنفقت عليه هيئة علماء السودان ليكون بين أيدينا.. تقول الفقرة: (لكل إنسان الحق في حرية العقيدة الدينية والعبادة ولا يكره على عقيدة لا يؤمن بها أو شعائر أو عبادات لا يرضاها وله حق إظهار دينه أو معتقده أو التعبير عنهما عن طريق العبادة والتعليم والممارسة أو أداء الشعائر أو الاحتفالات، وذلك وفق ما يتطلبه القانون والنظام العام).
* الكاتب مؤمن بحرية المعتقد إذن؛ ما لم يكن ثمة شيء غامض تنطوي عليه عبارة (القانون والنظام العام)..!!.. ما الذي تغير بين الأمس الذي قُتل فيه محمود بكل التباس المرحلة السياسية وبين هذا اليوم الذي آمن فيه البروفيسور بحرية الاعتقاد؟!!
* لست أدري إن كان دستوره مقترحاً سيرى النور أم مجرد (أمنية) واستهلاك حبر.. المهم أن الجهد بحاجة للإنصاف بالقراءة المتأنية (له وعليه) خصوصاً وأن صاحبه له في التاريخ حكاية، مع ملاحظة بعض نصوص للرجل محشوة (بالمطاط)..!!
أعوذ بالله
ــــــــــــ
الأهرام اليوم
[email][email protected][/email]

‫8 تعليقات

  1. و هل ضاقت البلاد بالعلماء حتي يفتي فينا( أوحد ) كان يومآ دمية بيد النميري لقهر العباد ؟ ؟

  2. * أنفقتُ يومين أطالع في كتاب ضل طريقه لمكتبي، من إصدارات هيئة علماء السودان.. الكتاب حمل عنوان: (حول الدستور الإسلامي.. ملامحه وقواعده) بقلم البروفيسور المكاشفي طه الكباشي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أمدرمان..

    والله حكاية تضحك الغنماية ههههها المكاشفي حامل شهادة ( بروف) من اين يا تري من جامعة ديوان الزكاة ولا كلية هيئة علماء السودان *** اول مرة اعرف انك فائق (آسف) ورائق المقولة *** من علم لغة قوم آمن شرهم وهو ليس ينطبق علينا هذا المثال هم كتاب مفتوح وعقولهم مجشوة ديدان لا يحتاجون لكتب لمعرفة افكارهم *** اهل الكهف *** (لكل إنسان الحق في حرية العقيدة الدينية والعبادة ولا يكره على عقيدة لا يؤمن بها أو شعائر أو عبادات لا يرضاها وله حق إظهار دينه أو معتقده أو التعبير عنهما عن طريق العبادة والتعليم والممارسة أو أداء الشعائر أو الاحتفالات، وذلك وفق ما يتطلبه *******القانون والنظام العام).***** هنا المصيده هؤلاء شبوا علي الافكار الضالة ولا توجد حرية معتقد ولا قرع للغير مسلم ولا مسيحي ***** هل تعتقد يستطيعون هدم شريعتهم بعد 8319 سبتمبر النميرية بعد ان تمكنو **** كتابة استهلاك خارجي قبل داخلي ديل الواحد عنده 77 لسان انت مصدق صدق مع ودي

    نصيحة ابعد من افكارهم الضالة

  3. المكاشفى طه الكباشى أحـد زبانية الجزار نميري ، ربيب الدكتاتوريات العسكريه . حـامل دكتوراة فـي ( غـسـل الجنازة ) من انت حتى تتحدث عن الشريعه ؟؟.
    انت شيئ رخيص للبيع خدمة لمن يدفع لك . و على أتم الإسـتـعـداد لإدارة بيت دعاره من اجل المال .. هـذا المسـخ المشوه ألـقـي بـه الشـعـب السـودانـي فـي إنتفـاضـة أبريل المجـيدة فـي قـاع مـكـب الـقمـامـة !!..
    مـن الـذي أخـرج هـذه الـقـذارة المتـعـفنه ، المهترئه ، المتفسـخـه ، المتقيحه ، النتنه مـن غـياهـب الـكـوش والنسـيان ؟؟ .
    اما هيئة علماء السودان فهو تجمع رسمى للمثليين والمشروخين اجتماعيا ونفسيا ، يليق بـهـم ثماما .. إنه تجمـع لاعـقـي حـذاء السـلـطان المكلوج ، حمـلـة المباخـر وحـارقي البخـور فـي مـعـبد الشيطان .
    اما الجيش الذى تدعوه للانقلاب .. لا يوجد جيش من اصلو ..

    جلاد ( العدالة الناجزة ) المكاشفي يدعو لانقلاب للجيش ومجلس موازي لبرلمان البشير !

    دعا قاضي محكمة العدالة الناجزة الشهير المكاشفي طه الكباشي في وقت متزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد الأستاذ محمود محمد طه بواسطة نظام نميري إلى انقلاب جديد يقوم به الجيش لحماية (الشريعة الإسلامية ) وإلى مجلس موازي لـ ( برلمان ) عمرالبشير لاصدار فيتو على كل القوانين التي يعتبرها المجلس غير متوافقة مع الشريعة!!! . أين هـي الشـريعة ؟ ولماذا لم تطبقوها طـوال ربـع قـرن ؟؟؟؟؟.
    وظهر المكاشفي طه الكباشي بعد اختفاء عن المسرح العام !! في ندوة نظمتها ما يعرف بهية علماء السودان والتي يطلق عليها هيئة علماء السلطان حيث تعمل من أجل حماية الطغمة الفاسدة بزعامة عمر البشير ، ومنحهم قدسية السماء ، للاستمرار في الفساد والقمع والاستبداد.
    وقال عضو الهيئة ألمكاشفي طه الكباشي ان دستور أهل السودان هو القران الكريم !! والسنة النبوية !! داعيا إلى أقامة مجلس للعلماء موازي للبرلمان ، دوره نقد أي قانون يصدره الحاكم ويكون فيه تعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية !!!.
    واقترح المكاشفي ان يكون للقوات المسلحة دورا في حماية الشريعة الإسلامية وإبطال أي قانون يتعارض معها وان يكون هذا التدخل بصورة مؤقتة لمدة شهرين !!!..
    و في ذات السياق قال الأمين العام للهيئة محمد عثمان صالح في ندوة نظمتها الهيئة بالخرطوم ان اصواتا ? احتكت بالأجنبي والحضارات الزائفة ? تعالت في هذا العصر لتنادي بالحكم العلماني وفصل الدين عن الدولة !!..
    وأكد ان هيئته ردت على هذه الجماعات بالنصوص القرآنية التي تؤكد تنزيل الدين على واقع ومعاش الناس !!! مضيفا ان ? الحكم في القران هو رد الأمر لله ورسوله ?، وزاد ?ان الدين عند الله الإسلام والقران هو المصدر الأساس للتشريع للأمة الإسلامية ومن أبتغى الهدى في غيره اضله الله ? .
    وأوضح ان الله ألزم المؤمنين بالسير على نهجه !!
    ولكنه ترك مساحة ( للعلماء !! ) للنظر في المستجدات التي يمكن التعاطي معها من خلال الإرث الذي تركة السلف الصالح !!.. زغـردي يا اُم الشهيد .. ثم ( يطـلـع فطـيسـي )
    إلا أن أياً من المتحدثين في ندوة هيئة علماء السلطان لم يحدد موقفه من الأوضاع ( الحالية !! ) ، أن كانت إسلامية أم غير ذلك ؟؟؟.
    مع أن النظام ظل منذ نكـبة يونيو 1989 يعلن أنه يطبق الشريعة الإسلامية ؟؟ .
    في وقت يصنف فيه السودان بأنه ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم ، والأكثر كبتا للحريات ، ويواجه رئيسه ومسؤوليه الكبار تهماً بارتكاب إبادة جماعية وفظائـع حـروب ، وجـرائم ضد الإنسـانية !!.
    وأعتبر مراقبون دعوة جزار العدالة الناجزة هي حماية للتيار العسكري ، وتمهيد لانقضاضه على السلطة وقطع الطريق أمام علي عثمان وطموحه لخلافة نذير الشؤم .
    ويهدف البشير كذلك لتقوية هذا التيار لعلاقته العسكرية به من جهة ، ولعدم ثقفته في علي عثمان والذي قد يسلمه لمدعي المحكمة الجنائية حال تسلمه للسلطة .
    ويعد المكاشفي من أشهر جـزاري فترة ( العدالة الناجزة ) عـدالة إبليس !! ، التي أسسها آية الله ، أمـير المؤمنين ، السكير العربيد الزاني ، النميري ( قـدس سـره ) بعد إعلانه قوانين سبتمبر سيئة السمعة في عام 1983 ، والتي تم بواسطتها اغتيال المفكر الأستاذ محمود محمد طه شنقاًً في يوم 18 يناير 1985 ، في أشهر محاكمات محاكم التفتيش الظالمة في الـعـصـر الحـديث .
    وبتر أطـراف المـعـدمين البؤسـاء ، والقطـع مـن خـلاف ، والصـلب ، والجـلـد ، فـي أعـوام الـرمـادة ، وفـرية الـعـصـر ، التي لـم يسـبقهم عـليها أحد مـن الإنس أو الجـن .. فرية الشــروع فـي الـزنا ؟؟..
    ويظـل السـؤال قـائما .. مـن جـلـب هــذه الجيفة التافهة مـن كـوم الـزبالة ؟؟ ولأي غــرض ؟؟؟؟؟.

  4. هذه لاتسأل عنها ياشبونة. لي اعتقاد راسخ ان القليل بل القليل جدا من الرجال والنساء “الرجال” هم القادرون على التعلم من اخطاءهم ويبدأ هؤلاء من الاعتراف بها والاعتذار عنها. أما الاخرون وهم كثيرون وكثيرون جدا تتجذر مع الايام اخطاءهم وكبواتهم وتصبح هي المعرف لهم اكثر من اسماءهم.
    اي دستور واي دولة ينشد هؤلاء ياشبونة، هل هي نفس الدولة التي امير مؤمنيها يحيز المزارع ويبيع البيض، ام انها دولة قسمة البيت بين المرأة وضرتها، ام هي دولة تشريد الاطفال المرضى من مشفاهم ان نجوا من سبة سفاح او اغتصاب، ام تراه دولة الحروب والابادة الجماعية.
    لاحل سواها ياشبونة، دولة علمانية ودستور علماني يساوي بين كل السودانيين ويبلغهم العدل الذي سمعوا به من هؤلاء باسم الدين لكن مورس الظلم في حقهم وباسم الدين ايضا. فانه لادين لمن لاحرية لها. واعلم ان ما يرضاه لنا الله هو مانرضاه لانفسنا.

  5. الذى اصدار حكما باعدام الشهيد محمود محمد طه هو القاضى المهلاوى وربما المكاشفى هو الذى وافق على حكم الاعدام هذا للتصحيح فقط ( لو كان فوق الموت من متلمس لمد الىّ من اسبابه) رحم الله الشهيد محمود محمد طه

  6. اخى شبونة
    احييك لفكرك المتقدم واخلاقك الرفيعة
    عزيزى د. طة المكاشفى الكباشى رجل رقم
    شخصية عظيمة انا لم اقابله بل قراءت له عدة
    مؤلفات .
    واظنك من خلال إطلاعك على كتابه هذا عرفت كم هو عظيم
    هذا الرجل .
    اخوانا الجمهوريين عشان مولانا المكاشفى اعدم محمود محمد طه
    يشنون عليه هجومهم العنيف
    كن محايداً مثلى اخى عثمان شبونة

  7. من اصدر الحكم باعدام محمود محمد طه هو القاضي المهلاوي وليس المكاشفي طه الكباشي حيث ان المهلاوي كان قاضي محكمة الموضوع التي اصدرت الحكم اما المكاشفي فقد كان رئيس المحكمة العليا التي صادقت على الحكم بعد استتابته لثلاثة ايام ولكن محمود رفض الاستتابة وعليه تت الموافقة على الحكممن المحكمة العليا وتصديق من الرئيس النميري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..