مواطنون يحملون اكفانهم

* حلقة مميزة وهادفة من برنامج (بي أن أف أم) الصباحي إستمتعت جدا بمشاهدتها عبر قناة النيل الأزرق يوم أمس، محورها كان عن تجاوزات بعض الأطباء في التعامل مع المرضي، والاخطاء الطبية المتعددة التي تكررت في معظم مستشفيات السودان.
* الحلقة تميزت بالتفاعل الإيجابي مع الجمهور وهذه ميزة تفتقدها معظم برامجنا الخدمية في الاذاعات والتلفزيونات بشكل عام، وقد نجح في إدارتها مقدم البرامج المتميز بتلقائيته وعفويته محمد محمود اسكونس، حيث كان لبساطة طرحه الأثر الكبير في تفاعل جمهور المشاهدين من مختلف ولايات السودان مستخلصا منهم بخبرته تجاربهم الشخصية والمعاشة ما أعطي جاذبية للحلقة شدت المشاهدين حتي نهايتها.
* البرنامج تطرق للسلوك السلبي من قبل العاملين بالكثير من المستشفيات مع المرضي ومرافقيهم، والصعوبات والإجراءات الروتينية التي يتم بها نقل المرضي من غرفة الطوارئ الي غرفة العناية المكثفة، ودخول مرافقي المريض وهيئة التمريض نفسها ب(السفنجات) والشباشب لغرفة(الإنعاش).!!
* وإستيعاب بعض المستشفيات لأطباء دون فحص مؤهلاتهم وهو ما أدي لظهور العديد من الأطباء المزيفين خلال الفترة الأخيرة وما ينتج عن هذا الخلل للكثير من المرضي.
* الحلقة أيضا تطرقت للأخطاء الطبية المتكررة وعدم تجاوب المسؤولين مع الشكاوي المقدمة من قبل أهل المريض الذي يكون في معظم الأحيان قد فارق الحياة أو فقد أحد أطرافه بالبتر وهذا في أفضل الأحوال، وفي ذات الوقت (العفو)الذي يمنحه أهل الميت ميتا كان أم حيا للطبيب المخطئ وعدم تصعيد الأمر ما يعني منح صك براءة للطبيب وإغراء له ولغيره للمزيد من الأخطاء طالما لم يكن هناك رقابة أو محاسبة.
* أيضا تحدث أحد المتداخلين عن حالة (نصب) من قبل بعض الأطباء مستغلا دخول المريض غرفة العمليات لإجراء جراحة عادية إنتهت للأسف بموت المريض ليكتشف بعدها أهله أن طبيب الغفلة الذي قبض (الثمن مرتين)، مرة ثمن العملية العادية ، والثمن الثاني هو ثمن بيعه كلية المريض وبيعها في السوق..!!
* ولم ينسي المتفاعلين التطرق لأاحد أكبر مشكلات البلاد الصحية، وهي إفتقاد الكثير من المستشفيات لأبسط مقومات العمل، وهو ما حدث في أحدث مستشفيات البطانة بعد أن تم تحويل ثلاث حالات حرجة لشباب في عمر الزهور نتيجة حادث حركة الي مستشفي أمدرمان لإفتقاد المستشفي لأبسط مقومات الإسعاف، وبالتأكيد كان أحد الشباب الثلاث ضحية هذا الإهمال، وتم دفن الجثة دون أن يتم التحقيق في الموضوع وإنتهي الموضوع بإنتهاء مراسم الدفن.
* أورنيك8 كان حاضرا في نقاش الحلقة وهو الذي راحت ضحيته الكثير من الأرواح، وبالعدم (عاهة مستديمة)، وراعي الضأن في الخلا يعلم أن أي شخص حضر للمستشفي مصابا ولا يحمل أورنيك 8 غير فهو غير قابل للإسعاف وماعدا ذلك فلتحرق روما.
* هذا بخلاف حجب العلاج عن المريض حال نقصان ثمن (المبلغ المحدد) ولا يهم إن كنت فقيرا أو غنيا، فكله عند (بعض الأطباء) صابون.
* إشكالات متعددة لا تحصيها مجلدات، ظلت تشهدها مستشفياتنا يوميا، وهو ما يؤكد الخلل الكبير في مرافقنا الصحية، وبعد القائمين علي الأمر وإنشغالهم باعمالهم الخاصة وارباحهم اليومية .
* الحلقة في اعتقادي لا يجب أن تتوقف عند هذا الحد، بل نتوقع إستمرارية ذات الموضوع وحبذا لو تم طرحها جميعا لوزير الصحة حتي يسمع المواطن منه أحد إجابتين، أم إعتراف بالتقصير وإعتذار أو إستقالة، وإما أن يقول هذا ما لدينا وليس لدينا أفضل من ذلك، عندها علي أي مريض ينوي الدخول للمستشفي أن يحمل (قروشه بيمينه) و(كفنه) بيساره.!!
[email][email protected][/email]
(وقد نجح في إدارتها مقدم البرامج المتميز بتلقائيته وعفويته محمد محمود اسكونس، حيث كان لبساطة طرحه الأثر الكبير في تفاعل جمهور المشاهدين من مختلف ولايات السودان مستخلصا منهم بخبرته تجاربهم الشخصية والمعاشة ما أعطي جاذبية للحلقة شدت المشاهدين حتي نهايتها.) الاطراء دا عشان فعلا المذيع متميز ولا عشان هو زوجك استاذة هنادي؟
لا يستقيم الظل و العود اعوج. بلد حاكماها عصابة ، عليكم التذكير بهذه الحقيقة كل سطر والتاني . عشان يعرف الغافل و عشان يتأكد زعيم العصابة بان كل شيئ باين و مكشوف.