الخير في قانون العزل

بسم الله الرحمن الرحيم
أمس تم إجازة قانون العزل او تفكيك نظام الإنقاذ. وفي تقديري ان حل حزب المؤتمر الوطني تأخر كثيرا ففي كل الثورات العربية من حولنا اول إجراء يتم هو حل مؤسسات النظام السابق السياسية والأمنية والاقتصادية وأولها حزب الحكومة ،ولكن المجلس الانقلابي حاول ان يظهر بصورة مثالية في أيامه الأولى ولكنه سريعا ما انهار تحت ضغط الثوار والدول الإقليمية من حولنا ففقد اهم عناصره القيادية السياسية والتنظيمية بتنحي الفريق ابنعوف ونائبه كمال عبد المعروف ورئيس اللجنة السياسية الفريق زين العابدين .وبعدها انهار عهد امد الفترة الانتقالية من عام ليتطاول إلى ثلاث سنوات وتم نزع طاقية ود ابعشوش من كل عسكر الإسلاميين الذين يدعون الحفاظ على الدين لا ينحسر والوطن لا ينقسم بإلغاء قانون النظام العام وتتبع كل مظاهر التدين في التربية والتعليم والمؤسسات الدينية التابعة لوزارة الأوقاف .
قانون تفكيك نظام 30 يونيو 1989م كما يسميه الناطق الرسمي لمجلس الوزراء في منطوقه يعزل رموز الإنقاذ عن ممارسة العمل السياسي وتقلد مناصب قيادية في الدولة السودانية لمدة عشرة سنوات قادمات ،وتصفية كل الواجهات الداعمة للإنقاذ من منظمات وشركات .ومراجعة مدخل الخدمة لكل منسوبي النظام واقربائهم وأهليهم.
والخير للتيار الإسلامي ان يدعم هذه الخطوة فقد تم استغلال السلطة والنفوذ أسوأ ما يكون فساد مالي ومحاباة أقارب ومعارف فأكثر المغبونين من فساد السلطة هم الإسلاميين فقد تم سرقة مشروعهم لصالح الاستبداد وإقصاء مفكريهم الناصحين لصالح الهتيفة الانتهازيين وضاعت مجاهداتهم من أجل دولة العدالة والمساواة حتى انتهى الأمر لقتل الأستاذ أحمد الخير الإسلامي ربيب البيت الحركي بصورة فاشية مذلة .فانتقم له الجبار بإسقاط نظام الذل والصغار.
الخير في قانون العزل السياسي أنه يطهر صفوف الإسلاميين من كل المستبدين واعوانهم ويقتص من الذين أجرموا باسمهم فقد عجز الإسلاميين من إنتاج منهج إصلاحي فزاد الانحراف حتى سقط النظام بسنة كونية .وعدل الاهي.فالقانون يحمل عن الإسلاميين اغلالهم بحل حزب الحكومة الذي يعشش فيه ضعاف النفوس عاطلي الموهبة شعب كل سلطة .فحل المؤتمر الوطني فرصة لتأسيس كيان جديد يقوم على هدى واردة قوية وجماعة صادقة فبسقوط المؤتمر الوطني تسقط كل أوراق خريف الإنقاذ ويبقى ما ينفع الناس .وكذلك بقية المنظومات الإسلامية السياسية التي تعمل وفق والدستور والقانون وتنتهج العمل السياسي السلمي (سنعود الشعبي بالتفصيل) فكل القيادات في الشعبي والإصلاح الآن التي ينطبق عليها قانون العزل ان تغادر مواقعها طالما تلتزم نظامها الأساسي. وبهذا ينفتح الأفق أمام دورة جديدة من دورات التجديد أمام التيار الإسلامي بعد حقبة من الزمان سد فيها الأفق وتذهب قيادات الفشل وتذهب مؤسسات الفشل وتموت معها الخلافات والصراعات التاريخية .
على الإسلاميين واخص القيادات الوسيطة والشبابية عدم الانجرار وراء معارك طابعها عام وأجندتها خاصة فلن نبكي على قيادات اورثتنا الفشل ولن ننوح مع مؤسسات أورثتنا الذل والهوان.
ثورة ديسمبر ثورة شعب ضد الظلم والاستبداد والفساد فقد أحرق الثوار دور حزب المؤتمر الوطني بالولايات واحرقوا مكاتب المحليات فلم تمتد يد الثوار تجاه المنظمات الطوعية ولا الجمعيات الخيرية ولا دور العبادة فللشعب من الوعي ما يدرك به مكامن الخلل فلا نمضي وراء معركة يسعرها قيادات صمّت آذانها عن كل نصح وأغلقت الأبواب دون كل ناصح فلتذهب و ليذهبوا إلى حيث يستغفرون الله آناء الليل وأطراف النهار وليتركوا لنا حركتنا وكيف نصنع المستقبل دون وصاية منهم وللدين رب يحميه.
اسماعيل فرج الله
29/11/2019