وجدت.. اللجنة القومية لمكافحة المخدرات! (2)

نزر يسير من وقائع لقائي باللجنة القومية لمكافحة المخدرات.. هو ما تناولته بالأمس.. كانت واحدة من مآخذ اللجنة على ما كتبت ما نقلته عن ما جرى في مؤتمر فينا الأخير.. وطالما قال البروفيسور الجزولي وأعضاء لجنته إنهم تجاوزوا (الشخصي) في ما كتبت، فلا أقل من أفعل مثلهم.. علاوة على أن المكاسب التي اتضح أن السودان قد حققها على هامش المؤتمر تفرض الحديث عنها.. فمن بين اثنتي عشرة دولة فقط حول العالم كان للسودان موطئ قدم في المعرض المصاحب للمؤتمر.. ثم كان.. ولأول مرة.. لقاء رئيس اللجنة بمساعد الأمين العام للأمم المتحدة رئيس المكتب العالمي لمكافحة المخدرات.. الذي قبل دعوة لزيارة السودان.. (ليست عزومة مراكبية أو زيارة علاقات عامة).. كلا فأجندة هذه الزيارة ومخرجاتها ينتظر أن تتمثل في.. أن يكون بالسودان مكتب إقليمي.. وأن يكون للسودان مركز لعلاج الإدمان يقدم خدماته مجاناً للمتعاطين الراغبين في الإقلاع.. والقانون يعطي هذا الحق حتى للمدان.. الحصول على دعم مجاني للتعافي.. ثم مساهمة المكتب العالمي في توفير الزراعات البديلة في كثير من المناطق التي تعتاش على زراعة المخدرات.. وقبل كل هذا حصول السودان على فرص تدريب وتأهيل للكوادر العاملة في مجال المكافحة والعلاج على حدٍ سواء.. وأعترف أن هذه النتائج كانت أهم ولا شك من الجدل حول من يجلس على مقعد الرئاسة.. ولكن ماذا نفعل مع غياب المعلومات..؟!
وهنا ننتقل لنقطة محورية في لقائي مع رئيس وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة المخدرات.. فحين عرضوا عليّ النتائج أعلاه قلت لهم.. أين كل هذا من الإعلام..؟ ثم ماذا يعني كل ما تبذلون من جهد إن كان غائباً عن الرأي العام..؟ ثم عرج بنا الحديث إلى التوعية وتحويل الرأي العام إلى شريك حقيقي في كل أعمال وأنشطة اللجنة.. ثم قادنا هذا لإمكانيات اللجنة ومطلوبات تفعيلها.. اللجنة أقرت أنها.. نظرياً.. مخصص لها نحو مائة وثلاث وأربعين ألف جنيه لتسيير أعمالها.. ولكن عملياً.. ومثل كل المؤسسات التي لا تكترس وزارة المالية كثيراً لتعطلها.. فلم يصلها هذا المبلغ إلا في الشهرين الأخيرين.. وسألت عن دور المجتمع بكل فصائله في دعم اللجنة أو بالأحرى في دعم أعمال المكافحة.. مكافحة كارثة تقترب كل يوم من أي بيت..؟ لا شيء.. والاستجابة ضعيفة.. وهنا عدنا مرة أخرى لموضوع التوعية.. للجنة وخاصة لرموز الإعلام فيها.. منطق أن الطرق المستمر على التوعية بمخاطر المخدرات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية.. على الدولة وعلى المجتمع على حد سواء.. وأن اللجنة ترى أن ما فعلته كان معقولاً.. بدءاً بـ(46) محاضرة ومروراً بـ(16) لقاءً تلفزيونياً و(23) لقاءً إذاعياً، انتهاءً بـ(44) موضوعاً نشرته الصحف.. وهنا كان موضع خلاف بيننا.. كنت ولا زلت مصراً.. على أن الدور المحوري للجنة هو التوعية والتوعية المستمرة.. بل واتباع سياسة من الباب للباب في خطة التوعية الإعلامية.. لاستنهاض همة الدولة.. واستنفار جهد المجتمع ليصطف الجميع في حملة المكافحة.. والسؤال الذي يجب أن نبحث عن إجابة له جميعاً هو.. أيهما أفضل.. إغراق المجتمع بالتوعية أم إغراقه بالمخدرات..؟ غداً نجيب ونختتم.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذا عيبكم يا الخال الرءاسى اذا اخطأ احدكم يوما وقال الحقيقه يرجع ويلحسها فى اليوم الثانى . دعك من المؤتمر الم تسأل هذه الديناصورات عن علاقتها بالاداره العامه لمكافحة المخدرات والعاملين فيها من ضباط وجنود وما هى اخر زياره لاحدهم لهذا الاداره . اعلم يا هذا مهما كذبوا عليك او ارهبوك تبقى الحقيقه انهم يشغلون هذه المناصب تشريفا وليس الا

  2. هذا عيبكم يا الخال الرءاسى اذا اخطأ احدكم يوما وقال الحقيقه يرجع ويلحسها فى اليوم الثانى . دعك من المؤتمر الم تسأل هذه الديناصورات عن علاقتها بالاداره العامه لمكافحة المخدرات والعاملين فيها من ضباط وجنود وما هى اخر زياره لاحدهم لهذا الاداره . اعلم يا هذا مهما كذبوا عليك او ارهبوك تبقى الحقيقه انهم يشغلون هذه المناصب تشريفا وليس الا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..