دكتور نزار غانم : شيخ الطريقة السومانية باليمن في حوار خاص: قلبي مقسم بين اليمن والسودان .. منحت الجنسية السودانية لهذه الأسباب(…)

اليمن والسودان ربطت بينهما كثير من العلاقات الإنسانية والوجدانية والأحداث التأريخية ، ولقد عرف إنسان البلدين في الآخر بكل الخير ، حينما ألقت بهم الأقدار في رحلات طويلة ، إن كانت بسبب السياسة أو الإقتصاد.ولقد حفل تأريخ الشعبين بشخصيات عطرت سيرتهم الآفاق منهم نزار غانم، وهو أديب وشاعر وطبيب ماهر ، يمني الأصل سوداني الجنسية ،درس وعاش في السودان ،كان والده الشاعر الكبير الدكتورمحمد عبده غانم أستاذاً بجامعة الخرطوم في سبعينيات القرن ، فدرس نزار الطب بالخرطوم وعمل في السفارة اليمنية بالسودان التقته آخر لحظة وخرجت بالآتي..
*بطاقة محبنزار محمد عبده غانم ، ولدت في عدن باليمن الجنوبية سابقاً عام 1958م، درست المراحل الإبتدائية بعدن ، الوسطى بلبنان ،و الثانوي بكمبوني الخرطوم ،ثم التحقت بكلية الطب جامعة الخرطوم التي تخرجت فيها عام 1984م.* مالذي أتى بك للخرطوم وقتها؟
والدي الدكتور محمد عبده غانم أول خريج جامعي في الجزيرة العربية قاطبةً ،كان أستاذاً بكلية الآداب جامعة الخرطوم في ستينات وسبعينات القرن الماضي وعاصر الدكتور عبدالله الطيب ، وجاءت الأسرة في معيته.*بعد التخرج من طب الخرطوم إلى أين اتجهت؟بعد التخرج عملت طبيباً بمستشفى راشد بدبي دولة الأمارات ثم اتجعت لوطنى وعملت بالسلاح الطبي في اليمن والتحقت برتبة ملازم أول وترقيت لنقيب ثم تركته.
*وماذا بعد الجيش؟
تخصصت في الصحة والسلامة المهنية (إصابات العمل) في لندن ومنها عملت مدرساً جامعياً ،بدأت بجامعة صنعاء وعملت بها زمناً وفي العام 2002م انتدبتني الخارجية اليمنية مستشاراً لسفارتها بالخرطوم وعملت بها حتى 2006م.وذلك لخصوصية علاقتي بالسودان وشعبه ، ولما أظهرته من علاقات بالسودانيين وظهر جلياً من خلال كتابي جسر الوجدان .*الطريقة السومانية ماحقيقتها؟سومانية تعني سودانية يمنية ، وجاءت لخصوصية العلاقة السودانية اليمنية فهناك نسيج اجتماعي مشترك وينطبق على آلاف الأسر التي يكون الأب يمني والأم سودانية أو العكس ،وهي جسر وجدان يربط الملايين ،جاءتني الفكرة من خلال علاقتي بالسودان ،التي امتدت لعقود عبقة بالمودة والاحترام ، والآن أتباع الطريقة السومانية بالمئات من سودانيين ويمنيين تربط بينهم أواصر المحبة والإخاء .*نزار الشاعر والأديب؟والدي الشاعر المعروف حبب إلينا الشعر والأدب ولقد نهلت وإخوتي من مكتبته العامرة منذ عمري الغض، قرضت الشعر باكراً وكتبت في كل المجالات.
*والموسيقي؟
تعلقت بالفن والموسيقي منذ طفولتي ، وأنا عازف وفنان قديم شاركت في عشرات البرامج التلفزيونية والاحتفالات في عدة دول، ولقد عايشت الليالي الثقافية وأمسيات الخرطوم الجميلة.
*هل تغنيت على السلم الخماسي؟
طبعاً وتغنيت لمعظم كبار الفنانين ، وكانت ومازالت لي علاقات طيبة بأغلبهم أمثال صلاح مصطفى وعبدالقادر سالم بعد رحيل جيل من أصدقائي العملاقة إسماعيل عبدالمعين والعاقب محمد حسن رحمهم الله.
أهم مؤلفاتك الأدبية؟)في النقد الموسيقي) جذور الأغنية اليمنية في أعماق.- (حميميات محمد عبده غانم)الزجل في الشعر العامي-(أفريقانية اليمن الموسيقية)حرارة الإيقاعات والرقصات في حضرموت وتهامة وأبين، رقصة الليوة والطمبرة
*والتأريخية؟
(مصادر دراسة الطب الشعبي في اليمن )،(بين صنعاء والخرطوم) وهناك السفر الضخم (جسر الوجدان بين اليمن والسودان) وهو كتاب ضخم رصدت فيه شخصيات سومانية ارتبطت بوطنها والجزء الآخر من العشق فشمل كثير من اليمنيين الذين لهم علاقات وانجازات في السودان وسودانيين لهم علاقات وانجازات في اليمن.
*والعيادة الثقافية ماقصتها؟
فكرت في خدمة المبدعين في اليمن الذين يعانون في الرعاية الصحية بحكم أن المبدعين لايسعون لجمع المال وهم أفقر الناس دائماً فكانت عيادة المبدعين التى نشأت في صنعاء ثم تكونت لها فروع في عدد من المحافظات اليمنية الاخرى ، ولقد وجدت الدعم من مؤسسات رجل الأعمال الكبير(هايل سعيد أنعم) والأميرة الشاعرة سعاد الصباح وعدد من السفارات ولازالت العيادة أو المركز الصحي الثقافي تعمل وترعى المبدعين في اليمن.
*هل تم منحك الجنسية السودانية؟
نعم منحتني رئاسة الجمهورية مشكورة الجنسية ، وذلك لمكانتة والدي وعمله في السودان ،ولعلاقتي وحبي للسودان الذي عشت فيه منذ صباي الباكر، وقد تمتعت بها منذالعام2009م،وأنا فخور جداً بها.
*وأين أنت الآن من الإبداع؟
الآن أنا في استراحة محارب ، ومشغول بالعمل الأكاديمي فلقد التحقت أستاذاًبكلية الطب جامعة الأحفاد العام الماضي ، ووجدت من إدارة الجامعة وطالباتها التعامل الراقي الكريم ، لهم الشكر أجزله ، ولقد جئت ساعياً لأكون جيلاً من الأطباء في وطني السودان ، وأعمل أيضاً في كلية الطب جامعة النيلين ونحن ساعين للارتقاء بالبيئة في المصانع ومناطق العمل من خلال الدراسة.
*ماذا أخذت من الحياة؟
نلت حب الناس الجميل ،فهو أهم عندي من المال ، فأنا سعيد بما أقدمه في الطب الذي يحتاجه كل الناس خصوصاَ الأطفال والنساء والضعفاء.
*ماذا يعني لك الإبداع؟
يعني الحياة فلو عاش الناس في محبة وجمال لما دارت الحرب في اليمن ولماعانى أطفالها ونساؤها، ولما دملات المدن ولما ضاع سلام الإنسان.
*كلمة أخيرة:
الحياة فيها مفاجآت كثيرة ، فلقد عرفت الأستاذ عبد العظيم صالح في اليمن وعرفته صحافياً مميزاً مع صحيفة الأيام اليمنية في ثمانينيات القرن المناضي ، وهو (سوماني) وكان معه عبد الكريم عبد الله محمد – رحمه الله – وهاهي الأقدار تجمعني بالأستاذ عبد العظيم رئيساً لتحرير آخر لحظة الغراء وأنا سعيد بذلك، فله التحية وللعاملين بالصحيفة ، ولقراء عروسة الصحافة السودانية.
آخر لحظة.
حبابك الف
حبابك الف