سوار الذهب :والنجم اذا هوى

يملك سوار الذهب سيرتان الاولي نبيلة تستحق الاشادة والاطراء والثانية سيرة ذاتية داكنة السواد تستحق النفور والتبرؤ..
المشير درس في ارقي الثانويات وقتها مدرسة خور طقت الشهيرة .. وتخرج من الكلية الحربية الدفعة السابعة عام 1955م ثم ذهب مباشرة للدواس في الجنوب .. وظل وفيا للجندية التى خدمها باخلاص وتفاني .. الى ان وصل لأعلي مراتبها ..
خطوة مهمة قام بها سوار الذهب جعلته في واجهه الاحداث .. عند انقلاب هاشم العطا الشهير عام 71م كان سوار الذهب قائدا لحامية الابيض .. اتخذ موقفا جسورا لم يؤيد الانقلاب بل ذهب لأبعد من ذلك ورفض تسليم حامية الابيض للانقلابيين وضع نفسه في مواجهة مع هاشم العطا ورفاقه .. بعد ثلاثة ايام تمكن ابو عاج من استعادة الحكم واصبح سوار الذهب موضع ثقته وسنده وعماده .. جانب من السيرة الحميدة للمشير انه رجل متدين ويده نظيفة لم يذهب قط الى مال الدولة لينال منه (خمشة) غير شرعية .. كما انه عفيف اللسان لا ينطق بالكلام الجارح والمؤذي .. ومن صفاته البارزة الرزانة والحكمة والصبر .. يحمد له وفاءه بعهده وسلم السلطة للشعب عقب انتقاضة 6 ابريل ..
ما سردناه هو الجانب المضيء من القمر .. اما الجانب المظلم من القمر أي السيرة غير النبيلة أن سوار الذهب قاد انقلاب 6 ابريل 1985 مجبرا منقادا لا صنديدا .. ولم يكن ذلك البطل الذي تصورناه مثل دانيال اورتيقا .. ياتي حاملا لواء الثورة والتغيير من اجل انقاذ الشعب من حكم طغمة نميرى واعوانه .. كانت النُذٌر الاولي في ابريل 1985م تشير ان ثمة الانقلاب واقع لا محال ان لم يكن سوار الذهب فغيره .. وفي حالة حدوث انقلاب ان سوار الذهب نفسه سيتعرض للمحاكمة والبهدلة باعتباره احد رموز وسدنة نظام مايو نحن نتكلم عن المنصب الكبير الذي يتبوأه اي انه القائد العام ووزير الدفاع .. فبقرار انحياز الجيش للشعب في 6 ابريل نجد ان المشير ضرب عصفورين بحجر واحد .. اصبح بطلا قوميا في نظر الشعب ونجا وفلت من المحاكمة .. رغم ان هذه الخطوة جاءت متاخرة كثيرة .. بعد زهاء العشرة ايام والجماهير ظلت منتفضة ضد نميرى وترجو الخلاص والانعتاق .. ولم يتخذ قراره هذا الا في الرمق الاخير لثورة مايو وتحت ضغوط وإلحاح من قادة الجيش ..
ايها السادة اقرأوا ما قاله المحامي كمال الجزولي حسب افادته لجريدة الشرق الاوسط حيث ذكر (من ناحية، كان كبار قادة القوَّات المسلحة .. وقتها .. يعقدون اجتماعاً تاريخيَّاً آخر في القيادة العامَّة .. مع المشير سوار الذهب .. القائد العام ووزير الدفاع .. ويضغطون عليه ضغطاً مكثفاً كي يوافق على إعلان انحيازهم للانتفاضة بالاطاحة بالنظام .. ورئيسه وأجهزة حكمه .. وقد نجحوا في ذلك بالفعل مع الساعات الأولى لفجر السادس من أبريل) لاحظ عبارة يضغطون عليه ضغطا مكثفا .. اي ان سوار الذهب كان وفيا لنظام مايو للحظة الاخيرة ..ظل معاندا ويرفض الذهاب مع الحجاج السالكين طريق القديس جاك.. وكان يحاول مد الولاء لنميري لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..ولنري افادة عمر محمد الطيب لذات الجريدة والذي يشغل منصب النائب الاول لرئيس اذ يقول ( كان سوار الذهب معي لآخر لحظة حتى انه وقف بمسجد المظلات وهو يحمل المصحف الشريف مخاطباً الجنود والضباط ويتعهد بالدفاع عن مايو والولاء لها.. وقال سندافع عنها ونحميها ولن نفرط في ذلك، لقد ألقى خطبة عصماء كلها ولاء وعهد لمايو.. لقد قطعت صلتي به نهائياً .. ولم أكن أقبل أن التقيه أو حتى أصافحه )..
قال عميد متقاعد كان يعمل في جهاز امن نميري لـ (الشرق الاوسط) (بهذا الصدد ان سوار الذهب لم تترك له المظاهرات والضغوط من قبل قوات الجيش اي فرصة غير اعلان بيان انحياز الجيش للشعب وأضاف رجل الامن، الذي طلب عدم ذكر اسمه ( كان امام سوار الذهب خيار واحد )..

ايها السادة ان المشير سوار الذهب مثل نبات الظل (نبات الاسبرجس) لابد ان يعيش تحت كنف اشجار الدكتاتورية العاتية .. ما اعنيه هناك تصريحاته وهو يجمل ويضع المكياج علي الوجه القبيح للديكتاتورية .. وفي تصريح صحفي قال سوار الذهب (نميري كان رجلا ذا عزيمة ومحبا لوطنه، وأعطى السودان كثيرا من الإنجازات في شتى المجالات) .. اين انت ايها المشير من قمع النميري .. ومن ارتال الشهداء الذين سقطوا في ود نوباوي والجزيرة ابا والذين قتلهم بعد انقلاب هاشم العطا .. وزمر وافواج الشهداء الذين ماتوا في المظاهرات ..
انظروا ثانية ايها السادة – وهو يفارق درب اللحجاج السالكين طريق القديس جاك – وهو يمجد ديكتاتور اليوبيل الخشبي عمر البشير حيث قال (أن البشير هو الشخصية الوحيدة في البلاد التي تحظى بإجماع كل الشعب) علما ان سوار الذهب نفسه يخطى بغالبية اكثر البشير نفسه بمراحل .. ايها السادة لم يقل ان البشير يحظي بدعم غالبية الشعب بل قال باجماع الشعب .. طيب اين انا واين انت واين الذين قاطعوا الانتخابات الاخيرة ..انا مدرك ان البشير له مريدين لن يتجاوزا ال 10% من سكان البلاد في احسن الاحوال .. لذا فسوار الذهب رجل لايمكن ان نطلق عليه دانيال اورتيقا السودان باي حال من الاحوال ..
سادتي .. ان يمسك المشير سوار الذهب المَسّاحة (الاستيكة) ليمحو ماضيه المرصع بالنجوم والمجد .. ذاك لعمرى سقوط كبير.. فبدل ان يجلس الرجل بعيدا .. دون ان يميل ناحية جدار الحكومة الذي يريد ان ينقض .. عليه ان يظل بعيدا ليحظي بحب وتقدير الناس في ربوع البلاد .. لكنه آثر الذهاب الى الطريق الخطأ طريق العصبة الفاسدة .. وسلك طريق كله دقداقة وحفر ويجلب له الكره والبغض ..
فعلي سوار الذهب بكل ما يملك من بقية محبة في قلوب الناس ألّا يكون مثل نبات السبرجس وعليه ان يفارق (ثورة الانقاذ) فراق الطريفي لي جمله .. (وال بياري الانقاذ تورده الكوشة والهلاك ) .. على المشير ان يختار الانقاذ او الشعب .. حيث لا توجد منطقة وسطي بين الحرية والقمع ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقالك جميل ، لكنك ختمته بطلب من سوار الدهب بأن يختار واحد من إثنين ، الإنقاذ او الشعب . في تقديري أن إختياره للإنقاذ لا يضير الشعب في شئ ، كما أن إختياره للشعب لا يفيد الشعب في شئ ، فهو قد أصبح كرتا محروقا .

  2. الراجل صام ثلاثة ايام عشان يساند الانتفاضة
    هو سبب المشاكل دي كلها
    لافرق بينه وبين الترابي

  3. الاخ النذير هنالك خطأ تاريخي ذكرته انت :-
    سوار الذهب لم يؤيد نميري في انقلاب هاشم العطا ولكنه ايد هاشم العطا وقام النميري برفته من الجيش وبعد مدة دخلت وساطات من ال سوار الذهب والذين لهم علاقة دم بالنميري فاعادوه الى الخدمة.

  4. تصحيح :
    سوار الذهب أحيل للتقاعد بعد انقلاب هاشم العطا
    سوار الدهب ليس من الضباط الذين يتخذون مواقف شجاعة كما ذكرت بأنه رفض الإنصياح للإنقلابيين

  5. الاخ النذير هنالك خطأ تاريخي ذكرته انت :-
    سوار الذهب لم يؤيد نميري في انقلاب هاشم العطا ولكنه ايد هاشم العطا وقام النميري برفته من الجيش وبعد مدة دخلت وساطات من ال سوار الذهب والذين لهم علاقة دم بالنميري فاعادوه الى الخدمة.

  6. مقالك جميل ، لكنك ختمته بطلب من سوار الدهب بأن يختار واحد من إثنين ، الإنقاذ او الشعب . في تقديري أن إختياره للإنقاذ لا يضير الشعب في شئ ، كما أن إختياره للشعب لا يفيد الشعب في شئ ، فهو قد أصبح كرتا محروقا .

  7. الراجل صام ثلاثة ايام عشان يساند الانتفاضة
    هو سبب المشاكل دي كلها
    لافرق بينه وبين الترابي

  8. الاخ النذير هنالك خطأ تاريخي ذكرته انت :-
    سوار الذهب لم يؤيد نميري في انقلاب هاشم العطا ولكنه ايد هاشم العطا وقام النميري برفته من الجيش وبعد مدة دخلت وساطات من ال سوار الذهب والذين لهم علاقة دم بالنميري فاعادوه الى الخدمة.

  9. تصحيح :
    سوار الذهب أحيل للتقاعد بعد انقلاب هاشم العطا
    سوار الدهب ليس من الضباط الذين يتخذون مواقف شجاعة كما ذكرت بأنه رفض الإنصياح للإنقلابيين

  10. الاخ النذير هنالك خطأ تاريخي ذكرته انت :-
    سوار الذهب لم يؤيد نميري في انقلاب هاشم العطا ولكنه ايد هاشم العطا وقام النميري برفته من الجيش وبعد مدة دخلت وساطات من ال سوار الذهب والذين لهم علاقة دم بالنميري فاعادوه الى الخدمة.

  11. الفريق سوار في الاصل هو اسلامي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين منذ مرحلة الدراسة الثانوية، هذا ما ذكره الدكتور حسن مكي، مؤرخ الاخوان، في كتابه الحركة الاسلامية في السودان 1938-1969 وهو بحثه لدرجة الماجستير.
    وقد ظل هذا السوار يصدر تصريحات يزين بها وجه الحكم الانقاذي حينما تستنجد به الانقاذ في كل ضائقة أو حملة انتخابية.
    ليس له صفحة بيضاء في تاريخ السودان.

  12. الفريق سوار في الاصل هو اسلامي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين منذ مرحلة الدراسة الثانوية، هذا ما ذكره الدكتور حسن مكي، مؤرخ الاخوان، في كتابه الحركة الاسلامية في السودان 1938-1969 وهو بحثه لدرجة الماجستير.
    وقد ظل هذا السوار يصدر تصريحات يزين بها وجه الحكم الانقاذي حينما تستنجد به الانقاذ في كل ضائقة أو حملة انتخابية.
    ليس له صفحة بيضاء في تاريخ السودان.

  13. الاخ النذير … ود ابورنات الصححك دا ضابط جيش وكان سكرتير عمر محمد الطيب بعد ان تحول للامن ومعلوماته صحيحة ١٠٠٪ ويعرفها كل افراد الجيش الذين واكبوا احداث هاشم الحسن العطا …. تم رفده من الجيش اتايده انقلاب ود الغطا ورجع للخدمة بواسطة من مولانا محمذعثمان الميرغني دا كلام معروف وهو مشهور بالتردد وعدم اتخاذ القرار ووتمت مكافاءته من قبل الاخوان بتنصيبه رئيس منظمة الدعوة الاسلامية وتج الذين فضل على راس اتحاد شباب البناء الكيزاني ومنهم تم اختراق الجيش وعبرهم وابراهيم نايل ايدام سلمت ملفات جهاز امن نميري لتنظيم الاخوان ومن هنا بداء اللعب والغبث بالبلد والتي نعيش احداثه اليوم !!!!!

  14. الاخ النذير … ود ابورنات الصححك دا ضابط جيش وكان سكرتير عمر محمد الطيب بعد ان تحول للامن ومعلوماته صحيحة ١٠٠٪ ويعرفها كل افراد الجيش الذين واكبوا احداث هاشم الحسن العطا …. تم رفده من الجيش اتايده انقلاب ود الغطا ورجع للخدمة بواسطة من مولانا محمذعثمان الميرغني دا كلام معروف وهو مشهور بالتردد وعدم اتخاذ القرار ووتمت مكافاءته من قبل الاخوان بتنصيبه رئيس منظمة الدعوة الاسلامية وتج الذين فضل على راس اتحاد شباب البناء الكيزاني ومنهم تم اختراق الجيش وعبرهم وابراهيم نايل ايدام سلمت ملفات جهاز امن نميري لتنظيم الاخوان ومن هنا بداء اللعب والغبث بالبلد والتي نعيش احداثه اليوم !!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..