يا أهل الشرق .. هناك فرق

لا يساورني أدنى شك ? ولا زلت أقف عند ذات المحطة ? بأن السيد محمد طاهر ايلا والى ولاية البحر الأحمر يعد من أنجح الولاة، لأن ما تناهي إلى مسامعنا من أنباء عن إنجازاته – شهد له بها الكثيرون – كفيل بوضعه في مرتبة متميزة تؤهله للعودة في أي انتخابات قادمة بلا منافسة قياساً بما رصدته العيون حول أداء الولاة الآخرين من قصور ناهيك عن تفلت ودخان فساد وتنامي دوائر للخاصة وأصحاب الحظوة والمقربين مع اهمال ما يتوقعه مواطنو تلك الولايات من تنمية وخدمة عامة وعدالة اجتماعية. ولكن في هذه الأيام لاحت في الأفق مؤشرات بارتفاع أصوات، ربما لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، مطالبة بتنحي الوالي ايلا قائلة بأن هناك بعض المناطق في الولاية لم تجد الاهتمام اللائق بها من حيث التنمية أو الارتقاء بالخدمات المرجوة. كما أن نية الولاية تخصيص مواقع بعض المدارس الكائنة في وسط المدينة لأغراض استثمارية ونقل المدارس لمناطق بديلة داخل الأحياء صارت محركاً للتململ فتمخض ذلك عن ارتفاع نبرة أصوات مناهضة. وفي المقابل انتظمت أصوات مؤيدة للوالي في مسيرات طافت الأحياء ابتهاجاً بإنجازاته البائنة في محاولة لإظهار القوة في مواجهة المعارضين وهو ما دفع الوالي لمخاطبة الحشود المؤيدة له واصفاً المعارضين بخفافيش الظلام وباعة الدقيق والردة والعجوة، وهي صفات يعلم أهل المنطقة مدلولاتها، وقد تطور الصراع ليصل أروقة الحزب الحاكم فتبنت مجموعات من قيادات الحزب الحاكم تنظيم حملة لجمع التوقيعات المليونية التي تطالب بإقالته مع إن الوسيلة الدستورية الوحيدة هي تصويت ثلثي أعضاء المجلس التشريعي ضده أو إعلان حالة الطوارئ لتقنين إقالته.

لم أسعد بزيارة بورتسودان رغم كثافة الإعلان عن مواسمها السياحية الناجحة ولكنني على يقين بأن ما عكسه كل من زارها بالحكي الانطباعي أو التوثيق المكتوب عن الجهود التي بذلت في البنية التحتية بتجرد وإخلاص يكفي لكي يضع المرء في الصورة حول الطفرة التي حدثت. قفي أوائل الستينات عملت بمدينة بورتسودان لمدة عام كنت خلاله مندهشاً لمستوى النظافة والأمن وتوفر الخدمات الضرورية مقارنة بالخرطوم العاصمة، ولم أكن أتصور أن يحدث انهيار في البنية التحتية والخدمات حين عدت إليها زائراً أوائل السبعينات حيث أصبت بخيبة أمل في إمكانية عودتها لمظهر الستينات غض النظر عن الطموح لما هو أكثر من ذلك. ثم غبت عنها سنوات لأعود زائراً أكثر من مرة في أواخر التسعينات حيث كانت في أسوأ حالاتها لدرجة لا تؤهلها لتكون ثغراً كنا نأمل ابتسامه بدلاً من استسلامه للحالة المزرية والتدني الذي يصعب وصفه حيث كانت تعاني من أزمة مياه الشرب وانقطاع الكهرباء وتراكم النفايات وانتشار الأوبئة وتعدد الأخاديد والبرك النتنة على الطرقات وتردي خدمات الصحة والتعليم في حين بدأت تعج بكثافة سكانية مختلطة من مختلف قبائل السودان مما جعل مهام الأمن هاجساً عصياً على السيطرة.

في تقديري أن من بدأ بتطوير عاصمة الولاية حتى صار اسمها يجري على لسان كل شخص لابد أنه سيمضي في ذات الطريق الإنمائي نحو مناطق الولاية الأخرى إذ لا يعقل أن يتم تطوير كل الولاية في دورة واحدة بحكم محدودية الميزانية وجدول الأسبقيات. فلو صبر الذين علت أصواتهم ضد الوالي ايلا لبعض الوقت سيلمسون مدى جديته في التطوير المرحلي لمدن الولاية الأخرى والعناية بمتطلبات مواطني الشرق عموماً خاصة وأن هناك شبكة طرق حديثة ربطت بعض المدن ببورتسودان. لذلك كنت أتوقع من الذين عاشوا في تلك المدينة خلال العقود الأربعة الأخيرة أن يعقدوا مقارنة بما كان عليه الحال وما تمخضت عنه السنوات الأخيرة بفضل الطاقم الحاكم الذي تولى أمرها مؤخراً. هل يا ترى أن المثل الذي يتداوله الناس (تعمل كثيرا، تخطئ قليلاً، فتتم معاقبتك) قد انطبق على من أحدث هذه الطفرة ولذلك علت الأصوات المناهضة أم أن هناك ما هو خافٍ عنّا ويعرفه أهل المنطقة أكثر منّا ولم يفصحوا عنه؟.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا صلاح ياخويا اسمها ولاية البحر الاحمر و ليست بورتسودان و اذا كان ايلا جمّل بورسودان و نظّفها فلا يعنى ذلك انه فعل ما لم يفعله الاخرون و بالتالى يستحق ان يصبح واليا ابديا . فقط انا انظر لفشل اى وال او نجاحه من خلال نجاحه فى حل المشكلة الاساسية التى تواجه ولايته . وولاية البحر الاحمر مشكلتها الرئيسية و المزمنة هى الماء الماء الماء و لا غير الماء وايلا التصق بكرسى الولاية ما يكفى من الزمن لجلب الماء من القطب الشمالى او الجنوبى اذا صرف عشر معشار ما صرفه على مدينة بورتسودان لتصبح سياحية . و بالطبع لن اسألك ماذا فعل لمثلث حلايب و شلاتين . او كيف ترك الاسرائيليين يقتلون مواطنيه داخل بورتسودان السياحية التى يعتصم فيها عمال الشحن و التفريغ “الكلات” و يتضورون جوعا . ياخويا ما تشكر لي الراكوية فى الخريف .

  2. السيدالوالى
    سدد الله خطاك وارجو الا تكبح جماحك هرطقة الحاسدين وعواء الكسالى اونبيح كلاب السياسه فانت اسمى منهم ومما يقولون ولك التقدير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..