مقالات وآراء سياسية

متى تصبح علاقة المكون العسكري مع الدعم السريع “سمن على عسل؟”

مختار العوض موسى

 

هل العلاقة بين قيادات الدعم السريع وقيادات المكون العسكري سمن على عسل؟ أم يمكن أن تنفرط في أي وقت وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه؟ هل يجتمعان على هدف واحد من أجل تحقيق  مصلحة الوطن؟ وهل الهم الذي يشغل كل منهما هو فقط من أجل الوطن أم المصلحة الشخصية والتشبث بكرسي الحكم؟ وهل ما يصدر من كل منهما من تصريحات تهديدية تضر بالآخر أم بالوطن الجريح؟ هل هناك تباعد واضح بينهما؟ وإلى أي مدى يمكن أن يتوحدا في جيش واحد مشرف ذو سيادة يعيد للوطن هيبته المسلوبة وسيادته المخطوفة وقوته المنتزعة؟ أسئلة عدة تبادرت إلى ذهني عندما تمعنت في فوضى خارطة السياسة الوطنية التي يعكر صفوها ما يصدر من الطرفين من تصريحات لن تفيد الوطن في شيء بل تزيده سوءاً .. حيث إنها لا تهدف إلا لكسب منفعة شخصية لطرف ما على حساب الطرف الآخر من خلال التأثير عليه ؛ وزيادة ضغينة أحدهما للآخر ؛ وتفاقم القطيعة بينهما والضحية هنا العملية السياسية التي تزداد سوءاً على سوء وتتفاقم أوضاع البلاد أكثر مما هي عليه الآن ؛ فإذا ولجنا إلى داخل دهاليز العلاقة بينهما نجد التوجس على أوسع أبوابه كل منهما يحاول أن ينأى بنفسه عن الأزمة السياسية الوطنية وعن المصلحة العليا للبلاد ؛ ويسعى بكل ما أوتي من قوة وجبروت إلى أن يبرز مكانته في الساحة السياسية بهرطقات لا تؤدي ولا تجيب.. فقط همه أن يكون في منأى عن أي تهميش يضر بأوضاعه .. ويفوت عليه فرصة التهام الكعكة التي تنتظرها أفواه عديدة لتحظى بجزء منها ؛ خصوصاً مع تزايد عدد الحركات المسلحة إلى أكثر من 87 حركة ؛ الأمر الذي يثير مخاوف من جر البلاد إلى الفوضى رغم حاجته إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى ؛ حيث إنه مع هذه الحركات العديدة يمكن أن يتفاقم الوضع من خلال اندلاع المزيد من الصراعات والنزاعات الأهلية المسلحة التي تقضي على الأخضر واليابس بعد أن اكتوينا بها أكثر من ثلاث عقود ووقفت حجر عثرة أمام أي جهود لإرساء السلام وتحقيق الأمن والاستقرار ليس هذا فحسب بل إن الخلافات الحاصلة بين هذه الحركات تظل عقبة كؤود أمام صمود أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بشق الأنفس.

فماذا نحن فاعلون للتخفيف من الأخطار المحدقة؟ ألا ترون أن الحاجة ماسة لتكثيف الحراك السياسي من أجل ضمان استدامة العمل لتحقيق السلام في السودان؟ الا ترون أهمية تفرغ قوات المنظومة العسكرية “الجيش والدعم السريع” للعمل على توحيد كل هذه الحركات وادماجها في جيش وطني موحد تحكمه عقيدة عسكرية قوية بعيداً عن أي انتماءات سياسية أو حزبية بغيضة لضمان بقاء البلاد بعيداً عن أي أخطار تهدد كيانه ومستقبله ؛ كما قال رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان بلهجة قوية أمام حشد جماهيري في منطقة الزاكيات بولاية  نهر النيل : إن دعم الجيش للاتفاق الاطاري مرهون بتنفيذ بند دمج قوات الدعم السريع بالمؤسسة العسكرية ؛ وأنه لا أحد بإمكانه هزيمة الجيش” ..

 

هذا القول بغض النظر عما يتضمنه من رسائل إلى المؤسسة العسكرية ودوائر خارجية ؛ إلا أنه يحمل في ظاهره تأكيدات صريحة وواضحة على بقاء الجيش الموحد .. واضعاً بذلك الكرة في ملعب الدعم السريع ليقول كلمته .. فهل نسمع ما يسر الوطن ويضع النقاط على الحروف وصولاً إلى وطن قوي يستطيع مواجهة تحديات العصر؟.

 

ختاماً أتساءل : ألا نحتاج فعلاً لإنهاء كل خلافاتنا ؛ والاستفادة من كل اختلافاتنا وثقافاتنا المتنوعة من خلال وضعها في بوتقة واحدة اسمها الوطن؟ ألا نعمل على نبذ الجهوية البغيضة التي لن تحقق للبلاد غير المزيد من الدمار والهلاك؟ ألا نعمل على دمج رؤى أفراد أكثر من 500 قبيلة في البلاد في وحدة متكاملة ٍيسودها التفاهم والحب والوئام من أجل أن يبقى الوطن متماسكاً قوياً بعيداً عن أي أطماع او تهديدات خارجية أو تجاذبات سياسية داخلية تعصف به وبمقدراته؟ٍ.

 

‫2 تعليقات

  1. من مصلحة الشعب السودانى ان تكون العلاقة بينهما مش ولا بد حتى لا يتفقا على الشعب ونحن بصراحة ثقتنا فى حميدتى اقوى من ثقتنا في البرهان والدليل ألووووووولو

  2. ومتي لم تكن هذه العلاقة او شراكة الدم دم علي دم … الجماعة ديل دافنينو سوا … و مسرحية الخطابات السمجة الممجوجة لن تمر علي احد، ولن تؤدي الي رفع ضغط الشارع الصاحي والواعي لالاعيب المراكيب من بقايا وفلول عسكر الكيزان!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..