أسباب الانهيار الاقتصادي

– من المسلمات التي ينبغي ان نعرفها وندركها تماماً ان الاقتصاد هو من يقود السياسية وليس العكس، انهيار الاقتصاد سببه الاساسي هو ان السياسة كانت هي من يوجه الاقتصاد.
– وما الكوارث الاقتصادية الا نتاج توجيه السياسة للاقتصاد. وحدثت الكوارث الاقتصادية التي ظهرت في دمار السكة حديد والمشاريع الزراعية وعلى رأسها مشروع الجزيرة هذه المشاريع وغيرها كانت تمثل بنية اساسية للاقتصاد.
– السكة حديد كانت اول مؤسسة هندسية تدخل السودان وكن ذلك في العام 1897 وقد ربطت السودان الشاسع والواسع وقد بنيت استراتيجية النقل المدني والعسكري على السكة حديد( وهذه الحقيقة تجهلها كل الانظمة التي حكمت السودان), فالمستعمر دخل السودان ممطياً صهوة القطار.
– يبدأ شارع القصر بالقصر الجمهوري وينتهي بمحطة السكة حديد وفي هذه رمزية، موقع محطة الخرطوم مميز فهو يمكن من توجيه القطارات في جميع الاتجاهات الجغرافية، وهذا الموقع لا يتوفر الا في عشرة مدن اوروبية ومع ذلك ازاله يوسف عبد الفتاح ليفتح شارع وقد نال على ذلك نجمة الانجاز
– ولحق مشروع الجزيرة بالسكة لحديد وكلاهما بنيتان اساسيتان يعتمد عليهما الاقتصاد السوداني بدرجة كبيرة.
– مشروع الجزيرة اكبر مشروع في العالم بالري الانسيابي.
– الماء بنية اساسية رئيسية للاقتصاد وبجانب ذلك بنية اساسية امنية فالامن المائي يمثل اكبر الهموم الامنية لاي دولة، واستغلال مياه الفيضان والسيول التي تدمر القرى والمدن هذه المياه كانت هي العنصر الرئيسي لحياة المواطنين حيث استلغوا هذه المياه في الزراعة والرعي وفي عمليات حصاد مياه بدائية ورغم ذلك لم يعاني السودان من ازمات غذاء بل كا ن يرسل زكاته الى الجزيرة العربية كل عام.
ولي ان اوجه لومي لجهاز الامن الذي طلب مني ذات مرة ان اضع له تصوراً لوحدة مياه في الجهاز وقد عملت لهم هيكلاً تفصيلياً لهذه الوحدة واستلموا مني البحث وقالوا ينتصل بك قريباً واليوم مضت ست سنوات في انتطار الرد..!!
– ومن محن المياه التي تعطل الاقتصاد عدم الاهتمام بها على المستويين الشخصي والرسمي، واعتقد ان السودان هو الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها قانون يحمي الثروة المائية.
والمياه امر تخصصي بحت ولكن وزارة المياه يديرها وزير صلته الوحيدة بالماء هي عند شربه بارداً. عدا ذلك لا يدرك من خواص الماء شيئاً..!!
– واليوم الامن المائي مهدد تهديداً مباشراً بسد النهضة الذي سيغير من سريان المياه حيث يمرر يومياً 135 مليون متر مكعب الامر الذي يؤثر في البيئة ويحرم البلاد من الفيضان والذي بدوره يحرم المزارعين على ضفاف النيل من زراعة ما لا يقل عن مليون فدان من الجروف التي تروى بمياه الفيضان، ويقلل من ا لطمي الذي يعتبر سماداً طبيعياً للتربة.
– كما ان تصميم خزان مروي كان للزراعة وانتاج الكهرباء وكان من المقدر زراعة مليون فدان ولكن لم تتم الزراعة رغم انها اراضي خصبة ذات انتاجية عالية اثبتت التجارب التي تقوم بها شركات الراجحي وغيره من ارتفاع الانتاج.
– لم يتم حفر اي قناة رغم ان البوابة التي تجري من خلالها المياه للزراعة مصممة في الخزان.
– الشركات الخليجية التي اشترت اراضي زراعية شاسعة بدأت في الانتاج الزراعي معتمدة على مخزون المياه الجوفية، يجري السحب بطريقة عشوائية دون مراعاة للتغذية بذات الطريقة التي بدأت بها الزراعة في السعودية حيث انخفض منسوب المياه
Water table
بمقدار مائة وستةواربعون مترا مما جعل الزراعة غير مجدية اقتصادياً وقد كلف طن القمح وقتها السعودية مبلغ الفي دولار في حين كانت تشتريه بمائة واربعون دولاراً. هذه المياه هي مخزون للاجيال القادمة يجري استنزافها الآن وتعتمد كلياً في تغذيتها على النيل الذي يغذي هذه المياه لمسافة لا تقل عن الاربعين كيلو متراً شرق وغرب النيل . اهمال الامن المائي من الاسباب الاساسية لتدهور الاقتصاد.
– انهيار الخدمة المدنية بسبب ما يعرف بالصالح العام انعكس سلباً على الاقتصاد .
– مؤتمرات الحوار ومخرجاتها والتي كلما انفض مؤتمر نتج عنه بضع آلاف انضموا لجيوش الدستوريين وقد كانت ميزانية الدستوريين في العام 2008 ضعف ميزانية التعليم والصحة مجتمعتين (حسب تقرير المراجع العام)
– عمليات المحاصصة مع المعارضين وعمليات الصلح مع الفصائل المسلحة والتي تقتضي دفع الاموال الطائلة لزعماء الاحزاب السايسية وقادة الفصائل المسلحة والصرف عليهم وهذا اثره سلبي جداً على الاقتصاد.
قوات الدعم السريع وهي قوات همجية لا اجد لها مثيلاً الا في القرآن الكريم الذي وصفهم بالاعراب الاشد كفرا ونفاقاً هذا الوصف ينطبق تماماً على قوات الدعم السريع.
– الصراع على السلطة وصراع مراكز القوى ومسك الملفات, صراعات اضطرت هذه المراكز ان تجعل من الرئيس فرعونا بيده كل شيء، فالقريب من الرئيس هو صاحب الحظوة، فالرئيس اصبح مركز قوى تصطرع حوله كل الجهات والتنظيمات وهي المرحلة التي اوكل فيها العمل الهندسي لغير المهندسين والادارة للاميين مرحلة يمكن تسميتها بدولة السمسار فالذي يستوزر فيها يقيم الذبائح ابتهاجاً بالثراء القادم.
والدولة أي دولة لا تأتي ببرنامج معين للتنفيذ وبدون رؤيا علمية هذه الدولة هي الاقرب للفساد، ولا احد يحاسب احداً، دولة تعاقب شعبها بالازمات التي هي سبب اساسي فيها، وتجبره على دفع ثمن اخطاءها هي دولة فاشلة .
– والدولة الفاشلة هي التي تفقد السيطرة على كل شيء حيث ينهار اقتصادها ويبقى الدولار سلعة في حد ذاته، وتسعى لرفع سعر عملتها باجراءات سمتها اقتصادية وهي لا تمت للاقتصاد بصلة، فاي اقتصاد ذلك الذي يحرم المواطن من التصرف في امواله الخاصة..؟!
– من المعلوم ان قيمة اي عملة في العالم ترتفع وتنخفض بارتفاع وانخفاض الانتاج وليس بقوانين جائرة تسن في لحظة انعدام وزن اقتصادي من مصادرة وسجن وترهيب واعتقال. والانتاج يحتاج لبنيات اساسية وهي تلك التي تم تدميرها بيد النظام وهي المياه والزراعة والنقل والطاقة.
* الخروج من الهاوية:
– لقد بلغ النظام مرحلة العجز التام وفلت الامر من يده، ووصل مرحلة انعدام الوزن واصبح وجوده المهدد الاول لبقاء ما تبقى من سودان، والامر الاهم في هذه اللحظات هو انقاذ السودان وانقاذ السودان يتم عن طريق استلام السلطة بواسطة الجيش ولماذا الجيش لان الجيش هو المؤسسة الوحيدة القادرة على حفظ الامن في البلاد. هذا بالاضافة الى ان الجيش خلال الستين عاماً الماضية منذ الاستقلال حكم هذه البلاد اربعة وخمسين عاماً.
– لا يقوم الجيش بانقلاب دموي ضد نفسه، ولكن يتم استلام السلطة بطرقة سلمية ويشكل مجلس عسكري من بضعة اشخاص ولا حرج ان يكون فيهم عسكريين قدامي وهذا المجلس يدعم باقتصاديين وخبراء سياسة محايدين.
– يشكل هذا المجلس حكومة تكنوقراط ويحدد لها برنامج محدد مدته خمسة سنوات لاعادة المشاريع الاقتصادية كالسكة حديد ومشروع الجزيرة وغيره من المشاريع الانتاجية وتوضع خطة زمنية محددة لاعادة بناء تلك المشاريع.
– ترفع هذه الحكومة شعار الانتاج الزراعي وتدعمه لرفع الانتاجية الزراعية من محاصيل الغذاء الرئيسية كالذرة والقمح والدخن.
– من المعروف ان السودان قبل الانفصال كان يجاور ستة دول ليس لها اطلالة على البحر استغلال شاطئ البحر الاحمر الممتد حوالي 700 كيلومتر وهذه المسافة في معظمها صالحة لانشاء موانئ، واستغلال البنية الاساسية لللسكك الحديدية في السودان وتمديدها لتصل غرب افرقيا ومنطقة البحيرات والقرن الافريقي تجعل من السودان همزة وصل لكل افريقيا حيث ان صاردات وواردات ستة دول على الاقل ستمر عبر السودان، هذا بالاضافة الى ان السودان سيكون مصدر غذاء لهذه الدول التي تعتمد في غذائها على الذرة والدخن.
– بعد خمسة سنوات وبعد اعادة البنيات الاساسية والتواصل مع دول الجوار اقتصادياً بمد خطوط السككك الحديدية اليها والنهوض بالزراعة التقليدية وحصاد المياه للمراعي وشرب الانسان والحيوان، بعد هذه السنين الخمس وتنفيذ البرامج تجري انتخابات عامة حرة، واعتقد انها ستخلو من عطالى السياسة من الاحزاب التقليدية والطائفية والعقائدية، وبعد مرور تلك السنين الخمس سنجد ان هؤلاء القادة اما احتواتهم الارض في باطنها او اصابهم الزهايمر بسبب كبر السن. حينها يقدم المجلس العسكري استقالته بعد ان ادى الامانة الى صاحبها(الشعب) وفي النظام الجديد تمنع الوظائف الدستورية وتلغى تماماً، وتلغى ما يعرف بالحصانة، فالكل امام القانون سواء ولا فضل لاحد على آخر الا بالتقوى وحتي هذه ميزانها ليس عند البشر انما عند الخالق..!!
وخلاصة القول ان الاقتصاد هو من يحدد فشل او نجاح السياسة والسياسة الناجحة ما هي الا بسبب الاقتصاد الناجح.
[email][email protected][/email]
جزاك الله خيراً يادكتور فقد إقترحت مخرجاً مقبولاً للأزمات الحادة التى تمسك بخناق الوطن والمواطن.
ولكن السؤال الاهم اين هو الجيش الذى يستلم السلطه ؟؟؟؟؟ هم اول شئ بدأو بتدميره هو الجيش ي دكتور
جزاك الله خيراً يادكتور فقد إقترحت مخرجاً مقبولاً للأزمات الحادة التى تمسك بخناق الوطن والمواطن.
ولكن السؤال الاهم اين هو الجيش الذى يستلم السلطه ؟؟؟؟؟ هم اول شئ بدأو بتدميره هو الجيش ي دكتور