ما وراء الخبر.. جبريل يقص اثر مناوي في الإتفاقيات

كتب – محمد دفع الله
جبريل ومناوي لن يتأخرا عن التوقيع ، مهما كانت الظروف ، فالرجلين منذ العهد البائد لديهما عقد غرام ،مع كل الإتفاقيات ، طالما أن الأمر مُرتبط بِالسلطة وكراسي الحُكم ، حتى وإن كانت هُناِلك بِنود قد تُضر بِمصحلة حركتِيهُما .. يسجلان حضوراً ،ولديِهم المقدِرة والتلون ،تمكنهم من التماهِي والتماشي مع أي إتفاقية أو مسودة ،طالما أنها تضمن وجودهُما على كراسي الحُكم ،وإن كانت المسؤوليات التي تُوكل إليهُما بِموجب هذه الإتفاقيات هامشية ،أو محصلتها من أجل التوقيع والسلام ،جاء مناوي ُمساعداً للبشير دون نفوذ اومساعدة أو حتى مهام حكومية سوى زيارات واستقبالات صورية ، تسمح له بالتواجد إعلامياً فقط ، فطيلة عمله كمساعد للبشير ، لم يقدم مناوي اي مساعدة بل ان البشير كان ينفرد وحيداً بكل شيء ،وانعدمت عنه روح المبادرة طالما أن (اموره ) كلها في السليم، ولم يمضي وقتاً طويلاً حتى خرج من القصر غاضباً ،لتبدأ رحلة بحث جديدة عن إتفاق جديد يمكن ان يعيده إلى بريق السلطة مرة اُخرى بصلاحيات أوسع .. ليعود عبر بوابة الثورة ووقع مع مُوقعي الوثيِقة الدستُورية ،التي ضمت مُكونات قوى الحرية والتغيير .. وجاء كحاكم عام على دارفور، ولم يمض وقتا طويلا حتى وقع مرة اُخرى مع الكُتلة الِديمُو قراطية، لِينقلب مع أخرين على الحكومة الإنتقالية الاولى ، ويظل حاكِما على دار فور
وأظن أن جبريل إبرهيم راقت له الطريقة (الِمناوية) التي تقوم مُرتكزاتها على رفض أي إتفاق في بادِئ الأمر ،والتوقِيع عليه بعض مُفاوضات.
ولكن جبريل تجربته ليست عريقة ، فهو الأن يقًص أثر مناوي وخِبرته في الإتفاقيات ، وعرف جبريل التوقِيعات على الإتفاقيات عبر مُنشقين عن حركته اللذين أبرموا إتفاقاً مع الِنظام البائِد في الدوحة ،وتقلد المنشقين عن حركته وقتها بموجب هذا الإتفاق حقائِب وزارية لم تكن فاعلة وغنائم حصلوا عليها بموجب (برتكول) قسمة السلطة والثروة وقتها
وسنحت الفُرصة لجبريل بِدخول عالم الإتفاقيات ،والتوقيع عليها عقِب الثورة ،حيث وقع مرتين الأولى، على الوثيقة الدستورية بمعية مُكونات الحرية والتغيير ، والثانية بِالتوقيع مع الكتلة الديموقراطية التي شاركت في الإنقلاب على الحكومة الانتقالية وذلك عبر مايُعرف بِاعتصام (الموز).
وهاهًم القِياديان يتأهبان بعد ممانعة ظاهرية ورغبة داخلية للتوقيع على الإتفاق الإطاري.
والذي يُراقب المشهد جيداً سيُوقن تماماً أن بعض ِقيادات الحركات المسلحة تدعم أي إتفاق يضمن جلوسها على كُرسي السُلطة .، الأمر الذي يفتح باباً للتشكُك حول الأفكار والأطروحات التي تُشير صراحة إلى دافع التوقيع طالما أن الأمر يسيرُ بِالاتجاه الذي تتواجد فيه كراسي السلطة ، وقطعاً لن يكون الإطاري أخر إتفاق يقضي على الأزمات ،وأن كان ذلك كذلك فهنالِك مُبدعون في صناعتها . .
الجريدة