الاعتذار النبيل..أبناء جنوب السودان ما زالوا ينظرون إلى أبناء الشمال على أنهم استعبدوهم، وكانوا وسطاء في المتاجرة بهم

تميزت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية- الإفريقية الذي احتضنته مدينة سرت الليبية يوم 10/ 10/ 2010 بالموقف الحضاري النبيل الذي صنع الحدث، وبلسم جراحا لم ينتبه القادة والزعماء والمفكرون العرب إلى أنها ما زالت تنزف دما وألما، وأن التاريخ لم يساعدها على الاندمال طيلة العقود والقرون الماضية.

والموقف الحضاري العظيم الذي أعنيه هو ذلك الاعتذار النبيل من القائد معمر القذافي، اعتذار باسم العرب جميعا إلى الأشقاء الأفارقة عن مراحل من الزمن كان التجار والأثرياء العرب قد ساهموا خلالها في استبعاد أبناء القارة السمراء والمتاجرة بهم في أسواق الرق والنخاسة.

وحسب ما أعرفه فإن الأفارقة في بلدانهم ما زالوا يكنون بعض المشاعر المعادية للعرب، ويعتقدون بأن العرب هم أول من استعبدهم وتاجر بهم قبل أن يستعبدهم الغرب، وقد حدثني عدد من الزنوج أنهم لم ينسوا ذلك، وأن شعوبهم تحب وتحترم معمر القذافي وتعتبره نصيرا لها، ولكنها غير قادرة على طي صفحات الماضي الأليم عندما كانت الخارطة العربية تعج بأسواق المتاجرة بالأفارقة السود وبمراكز تصديرهم.

وما قام به الأخ القائد يوم الأحد الماضي، كان خطوة عملاقة في طريق التجاوز لجراحات وآلام الماضي، بل كان مفاجأة سارة للأفارقة، وربما للعرب كذلك ممن حضروا القمة، غير أن الواجب يدعونا اليوم إلى أن نكون في مستوى الاعتذار النبيل وفي مستوى رؤية وفكر القائد معمر القذافي بأن نتخلى عن إرثنا العنصري العربي، وعن ثقافة طالما احتقرت الجنس الأسود واستنقصت من شأنه، وعن تراث أدبي وفكري وفني عربي ينضح عنصرية، بل عن نظرة ما زالت قائمة إلى حد اليوم ضد السود في أقطار عربية عدة، حيث يدعى صاحب اللون الأسود بالعبد.

ولن آتي بجديد لو قلت إن أبناء جنوب السودان من الزنوج ما زالوا ينظرون إلى أبناء الشمال على أنهم استعبدوهم، وكانوا وسطاء في المتاجرة بهم، ومتاجرين بهم في أسواق النخاسة؛ كما أن السود في بلاد العرب ما زالوا يشكون من عنصرية غير خافية ضدهم، يغذيها الجهل والتخلف والأمية، وفقدان الوعي الحضاري والثقافي والاجتماعي والأخلاقي..

ولكن، ومثلما من سرت يأتي الجديد فإن من معمر القذافي يأتي المفيد والأصيل والنبيل والجليل، وقد جاء منه يوم الأحد الماضي ما أثبت أنه قائد لا تفوته كبيرة ولا صغيرة، وأنه صاحب المبادرة على الدوام، وصاحب الموقف الحاسم حتى وإن كان الموقف موقف اعتذار نبيل باسم الأمة في حق إخوتنا الأفارقة

الحبيب الأسود:
العرب اونلاين

تعليق واحد

  1. العنصريه دي في اي مكان في العالم وحتى في امريكا الهسي هم مفتكرين انها جايه تخلصهم وتنصفهم هم نفسهم ماقادرين يحلو مشكله العنصريه في بلدهم وعاملين فيها حقوق انسان …. الناس مفروض تفكر بالعقل بس ربنا يهدي الجميع

  2. مثل هذا الحديث يثلج الصدور ويزيل المرارت والغبن المعشعش فى صدور

    الذين يشعرون بالغل والحقد تجاة ابناء وطنهم.

    تخريمة:

    لو السيد الرئيس قدم اعتزار مثل هذا لشعب الجنوب لمَ احتجنا

    لأستفتاء ولا تقرير مصير ولا يحزنون.

    بس نعمل شنو مع ناس نافع وجماعة كمال ( حقنة) :crazy: :crazy: :crazy: :crazy:

  3. صدقتى ايتها السودانيه والتى من حقك كل الافتخار بكونك سودانيه . ليت الذين يتحدثون عن عنصرية الشمالين ضدالجنوبين ان يعرفو معنى العنصريه الحقه من قبل الامريكان والغرب والذى يتشدقون بحقوق الانسان ويتخذونهاذريعه لاستعمارالشعوب ليتكم يامن تكتبون من وحى خيالكم احسستم ولوللحظه بمرارة العنصريه الحقه التى يمارسها من اعتبرتموهم مخلصى الجنوبين من عنصرية الشمالين المفترى عليهم كذبآ . ان شعور الجنوبين بتعامل الشمالين معهم من منطلق عنصرى مرده تلك العقده النفسيه للجنوبين اتجاه ماهوكل شمالى من منطلق تلك الفوارق التعليميه والثقافيه والاجتماعيه التى صورها الجنوبين هى عنصريه كما انغلاقهم فى محيطهم الخاص عمق ذلك الاحساس لديهم .

  4. ابرياء مساكين

    لاتعرفون الاحقاد

    قلوبكم صافية كالحليب

    لانكم لاتعرفون السياسة

    هم السياسيون المنافقون من سلبكم قوتكم و كسائكم

    لانهم جبناء يحملون البندقية سلبوكم حتى حليب ماعزتكم

    كما اخوان لكم امثالكم هناااااااااااااااك ارادوكم الا تتعارفوا

    كلاكم شرفاء

    غدا تكبر ايها الصبى وتذدهر قول يااااارب لانك سيدَ مفقود ,,,,,,,,,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..