ما الفرق بين جريمة هؤلاء والثمانية وعشرين ضابطا الذين تم اعدامهم في رمضان؟

ما الفرق بين جريمة هؤلاء والثمانية وعشرين ضابطا الذين تم اعدامهم في رمضان؟

محمد احمد معاذ*
[email][email protected][/email]

في العام 1990 وبالتحديد يوم 28رمضان الموافق ابريل 1990, ولما يمض عام علي استيلاء من يسمون انفسهم بالاسلاميين زورا وبهتانا علي السلطة بكذبة كبري , تم اعدام 28 من ضباط القوات المسلحة الباسلة وبدم بارد بعضهم خنقا بايدي احد افراد عصابة المؤتمر الوطني , وكانت الجريمة التي اقترفوها انهم حاولوا قلب السلطة فقبضوا عليهم قبل ساعة الصفر وتمت ابادتهم دون محاكمة ولا حتي دون مراعاة حال اسرهم والدنيا عيد , فذهبوا الي رحمة مولاهم وكانت دماءهم الزكية هي فقط المراقة لانهم وان صحت رواية محاولتهم الانقلابية تلك لم يطلقوا رصاصة واحدة ولم يؤذوا احدا , لانهم كما قلنا تم القبض عليهم قبل ساعة الصفر حسب رواية الذين قبضوهم وازهقوا ارواحهم البريئة.
ولسخرية القدر , يكرر التاريخ نفسه اليوم ليفضح هؤلاء المتشدقين بالاسلام وافعالهم واقوالهم تؤكد بعدهم الشاسع عن تعاليم الاسلام السمحة وحكمه العادل الرشيد. فها هي وسائل اعلامهم وعلي لسان وزير اعلامهم يخرجون علينا بذات القصة ونفس الرواية ولكن هذه المرة جاء الانقلابيون من داخل حوشهم ومن صلب الحزب وابطالها كبار رجالاتهم العسكريين والامنيين والمدنيين , وفي ظروف اكثر خطورة من تلكم التي سبقت حيث ان راس النظام يترنح تحت وطاة المرض ومطلوب لدي العدالة المحلية والدولية فاية محاولة للاطاحة به معناه نهايته البيولوجية اذ لا مكان لعلاجه ساعة دخول مرضه مرحلة الحرج , ونهايته السياسية ان لم تكن قد انتهت بالفعل.
ولكن بدل ان يسير السناريو مشابها لما حدث في رمضان قبل اكثر من عشرين عاما ويتم اعدان هؤلاء , راينا وسمعنا العجب والعجاب لايكاد المرء يصدق مايري ويسمع : عصابة باطشة تلقي القبض علي أي كائن تظن انه مهدد لبقائها من مدنيين وعسكر وطلاب بل وحتي النساء , وتسومهم سوء العذاب ثم تقتلهم ببشاعة وتلقي بجثثهم علي قارعات الطرق , ولكنها تتردد في قتل من هم بالفعل ارادوا ازالتها وابعادها من السلطة ! لا, بل ولا تحرك ساكنا لاعتقال كل من اظهر التعاطف معهم كالذين تقاطروا الي بيوتهم وعسكروا فيها مطالبين باطلاق سراحهم ,والعجب ان منهم من علي راس وظيفة دستورية كمعتمد احدي المحافظات في بلد راس الحركة الانقلابية .
واخيرا تم اطلاق سراح من هددوا وجود النظام بحجة الاستجابة للاجاويد من قبائلهم التي هي طبعا قبائل راس النظام وزمرته , في عنصرية وجهوية اوضح من الشمس وافضح من ممارسة الرذيلة علي قارعة الطريق.
اذا , فان اعفاء هؤلاء الانقلابيين وافلاتهم من حبال المشانق او رصاص الدروة تثبت شيئا واحدا لاغير: ان اعدام ال28 ضابطا ومن تلاهم من كل الذين ذهبوا الي بارئهم من الذين اًتهموا بالمشاركة في محاولات لاحقة والذين قضوا في بيوت الاشباح ومقرات الامن , انما هم ضحايا ظلم وتعسف نظام يقتل علي الهوية وبدافع لاصلة له بالعدالة ولابالقانون ولا بالدين. وعلي كل اهل الضحايا اتخاذ هذه السابقة للتاكيد علي ان قتل ذويهم انما تم بدافع القتل فقط لاغير , وجريمتهم الوحيدة انهم ليسوا من حزب النظام او لاينتمون الي قبائلهم . والا لكانوا اليوم احياء يٌرزقون.
وبافلات هؤلاء الانقلابيون من القتل اعداما , استن النظام سنة جديدة هي انه لا اعدام بعد اليوم لكل من حاول او يحاول قلب نظامهم او مجرد التفكير في ذلك.
بقي ان نسال كل الذين يطلقون صفة العنصرية علي اية محاولة انقلابية يقودها اويقوم بها افراد من غرب البلاد او شرقه , لماذا لاتكون هذه المحاولة وامثالها من قبل بما فيها حركة ال28 ضابطا , لماذا لا تكون عنصرية شمالية او نطلق عليها انها كذلك.؟ وهل لو كان هؤلاء الانقلابيين من منطقى اخري غير الشمالية هل كان يتسني لهم فقط المبيت ليلة اخري بعد القبض عليهم؟ سؤال فقط لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد , وليس للمرضي والموهومين الذين لايزالون يتخبطون في تحديد هويتهم ولايدرون اهم هنا ام هناك رغم انهم يدركون جيدا في دواخلهم من هم والي اين يجب ان ينتمون.

————
* المنامة , البحرين

تعليق واحد

  1. نعم يا معاذ انهم عنصريون من الدرجة الاولى وخاصة على شعب دار فور لان لديهم غبن تاريخي عندما امر احد قيادات المهدية بعض قبائل الشمال باخلاء بعض المدن واطعام الجيش لمحاربة الانجليز وعندما رفضو ذلك حدث ما حدث ومازال كبارهم يحدثون ابنائهم عن ذلك وماحديث البشير عن الغرباوية الا لاشباع رغبة الانتقام والتشفي ولكن سيتحرر السودان مرة اخرى على ايدي ابناء دارفور والمهمشين وعندها لا ينتقمون كما فعل البشير ولكن سيقدمونهم للمحكمة الجنائية الدولية والثقة فيها كبيرة .

  2. صدقت يا كانب المقال الممتاز هذا. الان نحن امهات الشهداء بصدد رفع عدة قضايا ضد هؤلاء القتلة العنصريين الذين لهم عدة عقوبات لذات الجريمة ان كان محاولة قلب الحكم جريمة , لانهم حينئذ اكبر المجرمين لانهم قلبوا الحكم فعلا حين جاءوا ويستاهلوا القتل والسحل, وليس زوجي الذي راح ضحية الغدر والعنصرية.

  3. اخوي محمد احمد معاذ هذه الحقائق نحن مؤمنين بها من قديم الزمان عيال الهامش دمهم رخيص وعيال البحر والشمالين دمهم غالي والعنصرية متفشية من زمان ولكن بلغت زروتها في كيان الكيزان كلنا نتذكر كيف قتل بولاد وقطعت اجزاءه وهو حي وكيف تمت تصفية ضباط رمضان وكيف قتل الشهيد د/ خليل والافراح التى نصبت لها الخيام باستشهاده والامثال كثيره ولكن وان طال الزمن فللهامش كلمة

  4. السلام عليكم
    تعودنا دائما أن نقراء في المداخلات التى ترد من بعض قراء الراكوبة إقحام كلمة عنصرية في غير مواضعها تحريفا للكلم وإيغالا في الاحقاد الدفينة الموروثة من الاحساس بالدونية و هذا المرض العضال الذي لا علاج له لا يمكن الشفاء منه إلا بزج هذه الكلمة البغيضة بدون مناسبة تاركين هذا النظام السئ ينهش في أحشاء الوطن وأنتم تحلمون بإقامة كينات هزيلة داخل تلك المناطق التي قدمتم منها والتي تعاني التهميش والشريد والقتل . لماذا التفكير دائما أيها الغافلون في التشرزم والتقوقع بعيدا عن الوحدة ورص الصفوف لخلع هذا الطاغوت من جزوره والذي ظل جاسما علينا سنين عددا .تعلمون ان هذا النظام هو نظام حزب واحد ينفرد بالسلطة وداخل تنظيمه يضم أناس من مختلف قبل السودان فلماذا ترمون باللائمة على أهل الشمال ووصفهم بالعنصرية وهم أول من إكتوى بنيران هذا النظام .هل يدري كاتب هذا المقال أن أربعة عشر ضابط من بين شهداء رمضان هم من أبناء الشايقية لا أظنك تعرف ذلك وإلا لما كتبت حرفا واحد عن هذا الموضوع فهؤلاء الشايقية الذين يصفهم البعض بالعنصرية كانوا أول الضحايا بالنسبة لهذا النظام فلماذا تزيف الحقائق وهذا تاريخ ولا أظنك تجهل ما حدث لابناء الولاية الشمالية من قتل في كجبار وسد مروي وغيرها
    إتقوا الله في أنفسكم فإنكم مسؤولون عما تكتبون فدعوا العنصرية إنها نائمة
    يسقط نظام الانقاذ الموت والعار لدعاة العنصرية والنصر للثورة السودانية
    وليخساء الخاسؤون

  5. يااخوانا اي واحد من عبيد الله ما عاجبو لونو يمشي يغيرو ..فكونا بلا عنصرية ..بلا نيلة ..عايزين حريتكم ..شيلو القاعدين ديل ..

  6. مع إنني ضد الإعدامات ود العنصرية ، ولكن يا أخي الـ 28 ضابط الذين تم إعدامهم أيضاً كان أكقرهم شماليين ، والدكتور محمد فضل الأستاذ الجامعي الذي مات تحت التعذيب على أيدي رجال الأمن أيضاً كان شمالياً ، فهؤلاء مصلحتهم أولاً وأخيراً ، ولا يمتون بصلة لأهل الشمال . .

  7. زمان العيشة الكريمة ولي وانتهي
    والعاش في عهد المؤتمر الوطني شاف الويل وما ضاق الهني
    كل يوم كابوس جديد وازمة جديدة وضيق وضني
    يارب نصبح نشوفهم تحت التراب اوفي المشانق معلقين ونسلم انت وانا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..