الفناءُ المُتسارِعُ

عادة ما نسمع عن الفناء البطيئ لكن حالة اليوم هي الأسرع وتيرةً والاوضح من حيث الدلائل والعلامات.
ليس فطنً من لم يستوعب حقيقة الوضع المتأزم في بلادي. في الواقع هذا امر واضح ولكن بدراسة ليست عميقة تتضمن للتوقع والتنبؤ والإستنتاج فأحوال الوطن تتجه بالشعب نحو الفناء.
الأمر يستوجب من الجميع تدارك ما يمكن تداركه إن لم يكن قد فات الآوان.
إن خناجر الفناء تطوّقنا وتهلكنا تباعاً كل مرة تطعن في الأجساد من جهة ما.
لم تعد ازماتنا موقتة او محدودة في موضع معين أو سلعة ما أو مشكلة بعينها. لقد تفاقمت كل الأمور وهذا التفاقم نفسه في إزدياد وتسارع سالكا طريق الكوارث.
في المقابل فالمقدرة علي التحمل عند بني البشر تتناقص وتضعف مع صيررورة المعاناة وإستمرارها وإستفحالها.
الصراع من أجل البقاء هو حال الملايين من المواطنين منذ الامس واليوم وأستقراءا للمعطيات نستطيع ان التكهُن بإستمراريته.
هؤلاء الملايين الذين يتناولون وجبة غذائية واحدة في اليوم وإذا كشفنا عن محتوياتها فهي تفتقد للكثير من العناصر والڤايتمينات الضرورية لصحة الفرد ونمو الطفل.
هنا نحن في مرحلة سيئة جدا لكنها ليست أسوأ من المناطق التي رصدت فيها المجاعات وقد تم حصر من يعانون منها الآن بما يزيد عن 15 مليون شخص.
الفرار من الفناء بائن متمثل في الهجرة والنزوح ، والسرقات ، وبيع الأجساد، وبيع الأعضاء والغش والكذب والإحتيال والإدمان الخ.. فهل صارت تلك الممارسات من سمات الشعب البارزة أم من مقتضيات الضرورة؟
وكيف لا إن كان الفرد يصارع من اجل البقاء ويتحدى الفناء فله ما يكفي من مبررارت يسوقها لنفسه تجبره على عدم الأكتراث
كيف نخرج من هذه الأيام النحِسات ونحن في خِضمِّ محنٌ لا حصر لها مع توقف المصانع وشُح الزرع ونقصان الموارد.
وما بالنا نُصدِر جزء كبير من أقواتنا الأساسية كالثروة الحيوانية ومعظم أنواع الحبوب والمنتوجات الزراعية ونحن في أمس الحاجة إليها في داخل الوطن.
ولماذا لا يتقرر إيقاف تصدير الماشية والحبوب لمدة 5 سنوات كضرورة مرحلية مُلحة؟ وعلى الدولة أن ترتب حالها مع المنتجين والمزارعين.
وكيف نُصدِر قوتَنا بحجة جلب العملة الصعبة؟ هل سنأكل عملةً صعبة؟
أعتقد بضرورة إيقاف إستيراد الكماليات من السلع التي تحصد الدولارات وتنهك الإقتصاد مقابل إثراء لبضع شخصيات ورفاهية الأقليات
يجب تقليص الأنفاق الحكومي وأعلان حالة التقشف العام كما فعلت بعض الدول والتي تعتبر أوضاعها أفضل كثيرا من حال السودان
إعلان حالة الإستنفار العام ومجابهة الحقائق والواقع بأفعال ملموسة وليس بتطمينات جوفاء خالية من أي خطط او إستراتيجيات موضوعة أو إستعدادات مبكرة.
علينا تدارك أن الضعيف والجائع والمريض والمشرد من دون مأوي فهؤلا ليس بأمكانهم تحمل ذلك طويلا فهم أقرب إلى الفناء.
أفيقوا من تبسيط الأمور بالحجج والأساليب المختلفة وإقناع انفسنا وتصبيرها بأوهام ليس هناك ما يسندها في الواقع. لقد عيينا من سماع كلمات شدة ومعاناة وحالة صعبة حديث سنظل نردده حتى نفنى
ومع الإستمرار والتمادي في التهاون أخشى من غدِ الأيام ومن شرِ مراحل وضروب الهلاك والفناء المتوالية والمختلفة التي ستُظهِر لنا تعدد أسباب الفناء لكن سيظل الموت واحدٌ
اللهم ألطف بشعب السودان
خالد حسن
[email][email protected][/email]
الاخ خالد حسن , إرادة الله لا تقهر شعبنا فطن ويدرك مايتم حوله من مؤامرات ودسائيس ولو كان الكون في قبضة يد غير يد الله لصرنا الي الفناء وما ذكرته هي الحقيقة بعينها فقد اصبت كبد الحقيقة ولم تبقى لديناغير جذوات الصبر التي في قبضتنافغدا الثورة التي تلقي بحممها البركانية فوق روءوس الطغاة المتكبرين