مقالات وآراء

رسائل حمدان القاسية إلى البرهان

 

من الآخر

أسماء محمد جمعة

قبل أيام، دار نقاش كثيف في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وما زال مستمراً، حول حديث لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، أرسل خلاله رسالة قاسية مغلفة بغلاف شفاف إلى زميله وصديقه البرهان، ينتقده ويتهمه بالتفرقة والتمييز بين المواطنين، ويتملص من الانقلاب، ويحاول أن يتجمل.

الجدل كله كان يدور حول الهدف من تلك الرسائل التي جاءت في الزمن الضائع، بعض قال إنه -حميدتي- قفز من سفينة الانقلاب المتعثرة. وبعض قال إن هناك خلافات بين الزميلين الصديقين، بالرغم من أن البرهان هو القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة، ورئيس دقلو.

قائد الجنجويد حميدتي

هذا طبعاً إذا كان الدعم السريع جيش دولة فعلاً، وليس جيشاً خاصاً كما يوصف. وفي الحقيقة، دقلو ليس لديه إحساس بأنه عسكري دولة، لذلك هو يتحدث (على كيفه)، متجاوزاً القيم والأعراف العسكرية التي تفرض على العسكر عدم نشر غسيلهم.

المهم، رسائل دقلو إلى صديقه ورفيقه وزميله في الرتبة، البرهان، ليست جديدة، ولا الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، مادام أن البرهان منحه الصلاحيات التي جعلته زراعه اليمين. وقد سبق أن اتهم دقلو الجيش والبرهان بالفشل والكثير من الأوصاف، فمثلاً، قبل أشهر، أرسل إلى البرهان رسائل غير مباشرة، ولكنها تفسر أن البرهان فاشل، بل تعني ذلك تماماً. فقد قال: “الليلة لو نميري طلع لينا من القبر، بنجيبو نختو في الكرسي ده، ما عندنا أي مشكلة، لأنو زول كان كارب قاشه، وما كان البلد بتمشي بالطريقة الماشة بيها دي”.

طبعا دقلو يقصد أنه سيزيح البرهان من كرسيه ويضع مكانه نميري، ورغم أن نميري لم يكن (كارب قاشو) كما يعتقد حميدتي. ولكن الحق يقال، لم يهن الجيش كما فعل البرهان، وحين نفذ انقلابه لم يستعن بمليشيات وعصابات وتجار دين وقبلية ومصالح، ورغم أنه جاء مدفوعاً من اليسار إلا أنه تنكر لهم.

والحقيقة التي لا يعرفها دقلو هي أن نميري أيضاً كان فاشل جداً، وأضر بالسودان مثل البشير والبرهان، ولكن لا يعرف عنه غير الذي سمعه في الونسة، أنه كان عسكرياً.

الغريب في الأمر أن البرهان لم يحدث أن رد على رسائل دقلو صراحة أو ضمناً كما يفعل هو، بالرغم من قسوة تلك الرسائل. ولا أدري لماذا، هل هو خوف منه، أم ترفع وحكمة، أم لأسباب أخرى. وأيا كانت الأسباب، فسكوت البرهان يؤكد أن دقلو (حاقر بيه عديل)، ولكن لا نعرف كيف يراه هو.

أما المؤكد فهو أن دقلو أصبح معضلة يتمنى الجيش الخلاص منها، ولكنه لا يستطيع. وأصبح مثل (بيضة أم كتيتي) في الأساطير الدارفودية. وهي بيضة لطائر أسطوري من وجدها من البشر وهو لا يحسن التصرف، وهم بأخذها ستقتل أمه، وإذا تركها ستقتل أباه، أي في الحالتين هو ضائع.

على كل، الصديقان الرفيقان الزميلان في الرتبة، الفريق أول حمدان، والفريق أول البرهان، وصلا اليوم إلى مفترق طرق، رغم أنهما مازالا في مركب واحد. ويبدو أن هناك مشكلة كبيرة بينهما، ولكن المصير المشترك يجعلهما يتحملان بعضهما إلى أن يقرر القدر بشأنهما.

الديمقراطي

‫5 تعليقات

  1. الظاهر والله اعلم حميدتي ماسك علي البرهان بلاوي ولو لا ذلك البرهان قاعد يقصقص في جنحين المدرعات لانها السلاح الوحيد الذي يدخل الرعب في قلب حميدتي

  2. حمدان صنع الانقاذ
    وتابع للبرهان
    فلا يقدر ان يقسو علي من هو اقوي منه
    حمدان مهرج احمق اخرق لقليق فلو كان به من قوه لانقلب علي برهان
    هوني عليكي

  3. لا تستعجلوا .. اليوم في الاخبار على لسان زعيم البجا ترك وطلبه لحميدتي اخضاع الاتفاق لمذيد من المناقشات اجابه حميدتي بأنه ينفذ أوامر البرهان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..