طيب ما كان .. من زمان..أحسن ..!

الخرطوم تتهيأ لعقد مؤتمر التنمية الإقتصادية برعاية من الجامعة العربية..وهو يعني بالمفتشر الصريح إحياءاً لبيت الشعر الجاهلي من قصيدة الوحدة والأخوة والتضامن القديمة الذي يقول..
( أيها العالم من فرس وروس ٍوروم وألمان وأفارقة و اسيوين من الجنس الأصفر والعربان ..إنما السودان هو سلة غذاء العالم الجوعان المكون من الرجال والأطفال والنسوان)
تعاقبت على السودان حكومات عسكرية منها الرمادي اللون وكان أكثر الألوان إشراقاً في مجال التنمية الإقتصادية والإجتماعية وجلب المعونات من الشرق والغرب دون أن يغضب خورتشوف أو شوان لاي ولا جون كنيدي بجلالة قدره ..لكن ذلك النظام ذهب بما له الكثير وعليه من قليل ولم يدم إلا ستة اعوام فقط ..وهتفنا بعده ..ضيعناك وضعنا وراك يا عم عبود !
ثم جاءنا نظامٌ عسكريٌ آخر متوقفاً عند الإشارة الحمراء قليلاً وعلى عجل ليجرب زراعة نوعٍ من الحبوب في حجر سوداننا وهي التي قد تنبت وقتها بالكاد إلا في صقيع سيبريا !
ثم أضاءت الإشارة الخضراء أمام نميري لينطلق جائباً الشواراع من منتصفها الى يمينها ونسى في إندفاع قيادته بتهور أن الهاوية التي نصبها له اخوان البنية ليست بعيدة امامه فما لبث ان سقط فيها بعد ان سقط في كل إمتحانات الدور الثاني من نسخة حكمه المتلونة في كل مواد التنمية التي بدأها بخط جميل ولكن انتهت الى خاتمة سيئة وذهب الرجل بكل تبعات نظامة واضاع من عمر الوطن ستة عشر عاماً عجافاً !
لم اشر الى فترات الحكم الديمقراطية هنا بالطبع لأنها كانت قصيرة من قبيل قول العسكر المتعاقبون ..فاصل ونواصل ليس إلا!
ثم جاءت الإنقاذ التي اطلقت لحيتها طويلة لتنظيف السودان في سياساته ومجتمعه من منظورها الخاص بمحلولها التجريبي الإسلامي وبفوطة عسكرية ، فهي الآخرى هاهي بعد أن أضاعت خمسة وعشرين عاما في الهتاف والتنظير والصرف البذخي على البرتكولات والتسليح وتفخيم الدستورين وإشعال الحرائق ..بمبالغ لو دخلت بربعها في شراكة إستثمارية تنموية زراعية في ايام ريع البترول الدافق لكنا الآن نمول هولندا بالتقاوي والعجول و الصيصان !
طيب مش كان زمان أحسن وكان موقفنا سيكون في وضع الشريك بماله ورجاله في الإستثمارات لا الأجير فيها أو بائع أرضه !
الان كيف ولماذا وعلى اى اساس سيغامر المستثمرون وعلى اية ضمانات بإثني عشر مليارا من الدولارات كما رشح في الأخبار.. و هل يعقل ان يسلموها نقداً او بصك مؤجل اودفعات وبضمانة من أو يدلقوها مشاريعاً في ارضنا مع تدهور البنى التحية أوعدمها وفي ظل ضمور الطاقة والمحروقات وقبل كل شيء الإستقرار السياسي والأمني وبقايا التمكين المسوس العصاة القيادية ؟
ثم أليسوا حكامنا هم ذاتهم رجال الإنقاذ والمؤتمر الوطني الذين قادونا للفشل بالفساد وأصابع هي لله وأكف تبييض العمولات وتعدد نوافذالسف من المستثمرين الذين هربوا من الباب !
فكيف سيثقون في تسليم لحاهم الدولارية وهم يعودن من نوافذ نفس البناء المشقق لمصافحة ذات الذين قادوا البلاد على مدي تلك الفترة الى موارد الهلاك..!
والتفوا علينا مؤخراً بتغيرات ديكورية دفعوا فيها باشبال فريقهم بدلاء للعيبة الذين حققوا لنا كل تلك الهزائم الشنيعة دون أن يحاسبوا أو حتى يعتذروا لشعبنا على الاقل .. !
وكيف سيتعاطي هؤلاء المستثمرون مع رئيس مطلوب في جرائم يندي لها الجبين ووجوده يعيق التعامل مع صناديق النقد الدولية والمصارف المقتدرة على التمويل الإستثماري وبلادنا في عهده قد تضاعف تراكم دينها الخارجي الى أربعين ملياراً من الدولارات!
لا نرفض أن يدلف الخير الى بلادنا فهي ارض بكر لو زرعوا فيها الحصى لأنبت قمحاً ووعداً ..لا تمني !
ولكن نخشي أن يسّود أصحاب ذات العقلية التي لم تتبدل مع تغيير الوجوه فقط.. وجه السودان الناصع دوماً أمام الذين سيجيئون بجيوب مفتوحة عسى أن تتحق ولو بعد حين من الدهر بدخولهم المحبب ..مقولة الشاعر في البيت اعلاه !
ومن يقال له سمين ..لا يملك إلا أن يقول ..آممممممممممين يارب العالمين !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..