عندما تكتب العصافير إنابة عن الصحف

لست من أنصار التعاطي الصحفي الذي يتم على طريقة (أسرار) و(الحيطان ليها آذان) و(قالت العصفورة)، وهلمجرا من تسميات ترد تحتها بعض المعلومات مجهولة النسب والمصدر، ويكتنفها قدر غير قليل من الغموض وكثير من الغمزات والتلميحات التي تمس أشخاصاً أو مؤسساتٍ أو دولاً، وذلك لسبب بسيط هو أن مثل هذا التعاطي يصادم بل ويضرب في الصميم أحد أهم واجبات الصحافة ووظائفها في ضرورة توخي نقل الحقائق والوقائع كما هي بلا تلوين، وإيصال المعلومة كاملة بلا نقصان أو زيادة، ومن أراد غير ذلك فله في مساحات الرأي والتعليق مكان رحب، ومهمة الصحافة هنا هي أن تزيل الغموض أينما وجدته، لا أن تمارسه، وأن تملّك القارئ المعلومات بكل وضوح، لا أن تدلّس عليه وتجعله نهباً لأي التباس، وأن تشرح وتفسر لا أن (تدغمس) و(تتلولو)، ولكن رغم ذلك هناك صحف وصحافيون ومدارس صحفية تناصر هذا الاتجاه وتفرد له مساحة ثابتة، غالباً ما تكون في أبرز صفحتين، الأولى أو الأخيرة، وربما يجادل مناصر أو ممارس لمثل هذا التعاطي الملتوي بأن لغة الإشارة والرمز والغمز قد تكون ضرورية لإثارة الموضوع ولفت انتباه من يهمهم ويعنيهم الأمر عندما يكون الصحفي ليس على يقين تام بما عنده من معلومات لم يستطع لسبب أو آخر الاستيثاق منها والتثبت لكي ينشرها وهو مطمئن القلب، وربما يجادل آخر بأنها إشارات خاصة لفئة مخصوصة ستفهم كل حرف فيها وهذا هو المطلوب، بالنسبة للمناصر الأول فإن جدله لن يغير شيئاً من حقيقة كونه يصادم واجباً صحفياً لا تتم الصحافة المهنية الحقيقية إلا به، بل إن ذلك قد يوقعه تحت طائلة الآية الكريمة (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وبالنسبة للثاني فالأمر أيضاً سيان، فلا إشارات وترميزات و(كوديات) خاصة لفئة مخصوصة أياً كان حجمها في شأنٍ عام يهم الكافة في الفضاء الممتد، من الذي (يا دوبك يفك الخط) وإلى البروف في اللغة العربية، فلغة الصحافة يجب أن تتسم بالوضوح والبساطة وتبتعد عن التعقيد و(التقعيد) والتقعير والتلاعب بالألفاظ..
على كل حال، هذا جدل يطول ليس هذا مكانه وإنما اقتضته كثرة الاتصالات والاستفسارات التي ظللت اتلقاها من معارف واصدقاء وزملاء حتى من الوسط الصحفي في أعقاب نشر بعض الصحف لمعلومات ( مدغمسة ) في ابواب ما يسمى بالاسرار ، سائلين عن الشخصية السيادية أو التنفيذية أو الجهة أو الوزارة أو الدولة الخ المعنية في النشر الذي يشير لأي منها بطريقة ترميزية ملولوة ومشفرة ..

الصحافة

تعليق واحد

  1. التحية لك اخ حيدر المكاشفي
    اعلامنا اصبح يتكلم بلغة المشاطات ، ولا اقصد المهنة ولا من مارسنها فهي مهنة نسائية شريفة ،، انما اقصد ما ارتبط بهذه المهنة من قيل وقال واكيد هذا لا يشمل الجميع ،، الان ماتت هذه المهنة بسبب ارتبابطهاولو معنويا بفعل سيء ،، تلاشت مهنة المشاطات لكن الغريب ان الفعل السيء المرتبط بها تنامى عموما وفي العمل الصحفي خصوصا ،، في رأيي وانا مجرد مواطن سوداني بسيط ،، ان نسعى بيننا وان نقنع بعضنا بترك وارد الاعلام (الاخبار تحديدا) ،، الفاسد فساده واضح ،، والظالم ظلمه واضح ، اما كتابنا من اهل العلم والرأي فهولاء يجب علينا الاستماع والقراءة لهم اتفقنا معهم ام اختلفنا وواجب علينا احترامهم جميعا …

  2. التحية لك اخ حيدر المكاشفي
    اعلامنا اصبح يتكلم بلغة المشاطات ، ولا اقصد المهنة ولا من مارسنها فهي مهنة نسائية شريفة ،، انما اقصد ما ارتبط بهذه المهنة من قيل وقال واكيد هذا لا يشمل الجميع ،، الان ماتت هذه المهنة بسبب ارتبابطهاولو معنويا بفعل سيء ،، تلاشت مهنة المشاطات لكن الغريب ان الفعل السيء المرتبط بها تنامى عموما وفي العمل الصحفي خصوصا ،، في رأيي وانا مجرد مواطن سوداني بسيط ،، ان نسعى بيننا وان نقنع بعضنا بترك وارد الاعلام (الاخبار تحديدا) ،، الفاسد فساده واضح ،، والظالم ظلمه واضح ، اما كتابنا من اهل العلم والرأي فهولاء يجب علينا الاستماع والقراءة لهم اتفقنا معهم ام اختلفنا وواجب علينا احترامهم جميعا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..