أخبار السودان

الساعوري: البلاد لن تشهد استقراراً في ظل مقاطعة (قوى الإجماع + نداء السودان) للحوار

مداولات ساخنة وطرح قضايا أكثر سخونة شاركت فيها شخصيات مثيرة للجدل، فيما اتفق الجميع على قيام وإنشاء دولة المواطنة التي تتساوى أمامها جميع فئات الشعب أمام القانون، مع التأكيد على غياب التبادل السلمي للسلطة التي ترتكز على الحقوق، وظل الإقصاء وشيطنة الآخر المختلف هو العنوان الأبرز ? أمس في الندوة التي نظمها الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم التي جاءت تحت عنوان ?معطيات الواقع وتطلعات المستقبل?، حيث دعا الخبراء والمتحدثون إلى تحكيم صوت العقل والرهان على الخيار الديمقراطي ومفارقة التمركز حول الرأي الواحد ? بيد أنَّ وزير البيئة والترقية الحضرية بالخرطوم حسن إسماعيل ذهب إلى أبعد من ذلك، وطالب كل القوى السياسية حكومة ومعارضة للاعتذار للشعب السوداني جراء ما ألحقوه بالوطن.

تاريخ غير مشرف ..!!

في مستهل الندوة لم يكتفِ البروفيسور حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بالقراءة المباشرة للوضع الراهن في البلاد في شقيه السياسي والاقتصادي، بل استصحب معه التاريخ السياسي للبلاد منذ الاستقلال حتى الآن، معتبراً إياه غير مشرف تتخلله العوامل السلبية التي كلفت السودان الكثير وأبرزها فلسفة الإقصاء التي مارستها الحكومات المتعاقبة ضد المعارضين لها، هذه النظرة الأحادية والتعامل بالسياسة هي التي جرت البلاد إلى فتيل الحرب قبل الاستقلال.

عجز القادرين على التمام..!!

الساعوري يرى في الحوار الوطني العامل البارز في تاريخ السياسة السودانية الذي خرج من رِبقة الإقصاء إلى رحاب التوافق القومي، وعاب على حكومة الوفاق الوطني عدم تنفيذها لمخرجات الحوار بعد عام من تشكيلها واكتفائها بتنفيذ 30% من المخرجات. وحمَّل القوى السياسية المشاركة في الحوار مسؤولية عدم تنزيل المخرجات إلى سياسات عمل وتحويلها لقرارات حكومية قائلاً ?لا أدري لماذا لم يتم تنفيذها هل هذا عمداً أم سهواً أم جهلاً?، مشيراً إلى أنَّ مضمون الحوار ومخرجاته وجدوا القبول وسط القوى السياسية المشاركة فيه والممانعة، إلا أنَّها اصطدمت بعدم تنزيل مخرجاته. وقطع الساعوري أنّ البلاد لن تشهد استقراراً في ظل مقاطعة الثقل الأكبر من المعارضة (قوى الإجماع + نداء السودان) للحوار الوطني وعدم الانخراط فيه، ونبه إلى أنَّها لم يتم استبعادها بل فضلت المقاطعة لأسبابها الخاصة، القوى السياسية التي رفضت الولوج للحوار الوطني وترفض المشاركة في الانتخابات القادمة شبهها الساعوري بالقوى المسلحة، وبرر توصيفه هذا بأن الذي يرفض مبدأ الحوار يبين أنه يفضل خيار العمل المسلح إلى رفضه المشاركة في الحوار الوطني وأسماها رفضاً للديمقراطية.

أزمتنا تكمن في شخصيتنا ..!!

من جهته قال وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، إنَّ رؤيته للواقع الراهن تختلف عن القراءات التي استرشدت بالبعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، هذه المرة ذهب حمدي لتحليل الأزمة الراهنة بالمنهج النفسي، واعتبر أنَّ أس الأزمة التي تعاني منها البلاد تكمن في الشخصية السودانية، وصفاتها التي أقعدت البلاد كـ(تضخيم الذات) و(جلد الذات) إضافة إلى (الوهم والحسد). وتساءل الخبير الاقتصادي لماذا لم يتقدم السودان؟ وأرجع هذا إلى مكونات الشخصية السودانية التي تميل إلى (الكنكشة والإقصاء). ورهن تقدم السودان بتغيير سلوك الشخصية السودانية أولاً عبر التربية والتعليم، وعد حمدي أنَّ سوء الإدارة في البلاد هو أيضاً وراء تخلف البلاد، وبات عائقاً للانطلاق إلى رحاب التنمية والتقدم، ولفت إلى أنَّ الإدارة الجيدة هي التي تنهض بالبلاد بغض النظر إذا كانت البلاد تمتلك موارداً أم لا، منوهاً إلى أنَّ البلاد ظلت في حالة تدهور مستمر لأنها تركز على منتج واحد في حال انهيار المنتج أو فقدانه كبترول الجنوب، تلجأ الدولة لقرارات اقتصادية قاسية في حق المواطنين.

دعه يعمل دعه يمر ..!!

حديث حمدي حول الاقتصاد يرتكز على مقولة عراب الاقتصاد الرأسمالي الذي أطلقه الفيلسوف والباحث الاقتصادي الأسكتلندي آدم سميث، ?دعه يعمل، دعه يمر? وفحوى هذا الشعار بشكل عام يعني تقليص تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلى أضيق ما يمكن، بهدف الدفع بعجلة التنمية نحو الإيجاب وترك السوق يحرك نفسه وتكتفي الحكومة بوضع السياسات والمراقبة ولا تدخل إلاَّ في الحد الأدنى. وهنا صوب وزير المالية الأسبق انتقاداتٍ حادة إلى تدخل الحكومة في الشأن الاقتصادي، ودعا للمزيد من الحرية والعدالة الاقتصادية وعد التدخل خصماً على زيادة الإنتاج. وقال ?أي سلعة تدخل فيها الدولة تصبح في خطر وفي حالة ندرة?. وأشار إلى وضع الدقيق والخبز والغاز، بيد أنه لا توجد أزمات في السلع التي لا تدخل فيها الحكومة. وأشار إلى أنَّ معالجات مشكلات السودان الاقتصادية ليس في التخطيط وإنما في الرؤية الاقتصادية الشاملة، داعياً إلى إيجاد رؤية قومية للتنمية وفقاً لشروط إنتاجية وتشجيعية واضحة خاصة في المجال الزراعي.

بوسترات الكريسماس في مرمى النيران ..!!

وزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا بطرس شوكاي شنتْ هجوماً كاسحاً على البوسترات والملصقات المجهولة التي تكتب، متزامنة مع عيد الميلاد ?الكريسماس? ورأس السنة الميلادية التي تدعوا فيها تلك البوسترات المسلمين لعدم الاحتفال بأعياد ?الكفار?، واعتبرت أنَّ هذه الرسائل السالبة ضد روح وأخلاقيات السودانيين التي تميزت بالتسامح مع الآخر المختلف. ودعت في معرض حديثها لمحاصرة ومحاربة هذه الدعوات.

التيار.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..