مقالات وآراء

صكوك جديدة بين يدي لجنة التفكيك

هاشم عبد الفتاح

منذ أن خرجت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو1989 ومُحاربة الفساد واسترداد الأموال العامة المنهوبة إلى عامّة الشعب السودان قبل حوالي أكثر من عامين، كانت بمثابة “كابوس” وبعبع مُخيف لرموز وأتباع النظام السّاقط,خصوصا ان قادة هذه اللجنة رفعوا شعار تفكيك الدولة العميقة (صامولة ..صامولة) وملاحقة الفاسدين واسترداد كل ما نهبوه من موارد ومكاسب . كانت الثورة وقتها وبعد أن اقتلعت نظام البشير تنتظر القصاص من “جلاديها” الذين حكموها بسياسة العزل والاقصاء والتصفيات الجسدية ..!!.
لم تكن لجنة التفكيك “مُرحّباً بها” من قِبل “أبالسة” النظام المخلوع، فنالت من “التقريع” والتخوين ما نالت.. ووصفوها بأسوأ الأوصاف.. وقالوا عنها ما لم يقله مالك في الخمر ..طعنوا  في شَرفها وفي نزاهتها ..ونثروا الكثير من الأشواك في سِكّتها وأغلقوا أمامها كافة الطرقات “أخفوا كل آثار جرائمهم التي اغترفوها على مدى ثلاثة عُقُود من الزمان”.. زرعوا الفتن والدسائس داخل “أحشائها”وحاولوا كثيرا (تخريب العلاقة ) بينها وبين مكونات الحكومة الانتقالية .. حرصوا على اغتيالها وتقطيع أوصالها.. ولكنها رغم كل هذه المُحاولات صَمَدَت صُمُود “الجبال” وانحنت لكل (العواصف)  والعاتيات وهى لا تنكسر ولا تبالي بالعويل وبالنباح من الاخرين , ولكنها ربّما “عبرت” او هكذا تبدو ..  وتجاوزت “مطباتها” خصوصاً بعد أن تلقّت بالامس القريب “جُرعة” معنوية وسيادية كبيرة جداً من رئيس الوزراء (حمدوك) الذي زارها في مقرها وعقدا اجتماعا مشتركا مع رموزها فخرج الجميع (بتفاهمات) اعطت اللجنة روحا ودافعا قويا لخوض معركة (كسر العظم) مع رموز النظام القديم .. وكانت ذات اللجنة قد جلست  قبل حمدوك مع “البرهان” وخرجت منه ايضا وهي “مزهوة” مُبتسمة.. ابتسامة بدّدت “عشم” كل الذين كانوا ينصبون لها “الشِّرَاك” لاصطيادها واغتيالها أو الإيقاع بينها وبين المكون العسكري ..!!
كان لقاء حمدوك بلجنة ازالة التمكين  بمثابة “تسليك الطريق” أمام (معركة العبور) فخرجت اللجنة من اجتماعها هذا  وهي تحمل بين يديها “تفويضاً” (وصكا) جديداً يفتح أمامها مساحات مُمتدة للتحرُّك “بلا سُقُوفات” ومُطاردة كل “الفلول الهاربة” لاسترداد الحق العام الذي ابتلعته “طفيليات” النظام الساقط.
لم يتوقّف حصاد “لجنة التفكيك” الذي كسبته في لقائها “بالبرهان” سابقا وبحمدوك لاحقا  ولكنها كَسَبت أيضاً, (اعترافات) النيابة العامة  (الجديدة) باللجنة وبتعهداتها واستعدادها الكامل لتقديم الدعم والمُساندة للجنة التفكيك مما يشي إلى أن الطرفين (اللجنة والنيابة) تجاوزا تماماً “حالة الاحتقان” والمطبات القانونية.
وتأسيساً على كل هذه المُتغيِّرات، فإنه من الراجح أن تُكثِّف اللجنة من تحرُّكاتها وربما ستفتح العديد من الملفات الفاسدة، ومن المُتوقّع  ايضا أن تمتد يدها إلى العديد من (الممالك والدويلات الصغيرة) داخل الدولة العميقة خصوصا بعد فشل المخطط الاخير الذي كان يستهدف اسقاط الحكومة عبر موكب 30 يونيو ..!! .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..