إنفكاك زعيم العدل والمساواة من شباك المؤامرة له ما بعده

صوت من الهامش
إنفكاك زعيم العدل والمساواة من شباك المؤامرة له ما بعده
إبراهيم سليمان
[email protected]
أضمروا له الشر وأرادوا لحركته الفناء وأراد المولى أمراً آخر لم يخطر على بال أحد ولو كانت الأمور تجري على المعطيات الماثلة لكان د. خليل في خبر كان، المخاطر تحدق به من كل حدب وصوب، مكر و غدر العقيد، خطر الثوار الهوج، خبث الإستخبارات السودانية (الفاشلة) ولؤم النيتو ذات نفسها، خرج من كل هذا النسيج المحكم من المؤامرات كما تخرج الشعرة من العجين، وأرادوا خنقه برياح الربيع العربي فجاءت عليه برداً وسلاما، ومن باب الضربة التي لا تقتل تقوى، فحركة العدل والمساواة قد اجتازت أكبر ابتلاءاتها بنجاح بهر الأعداء قبل الأصدقاء وخرجت من محنة إعتقال زعيمها ومحاولات تركيعها وهي تبدو أكثر صلابة وأقوى شوكة من أي وقت مضى، ذلك أن ما وراء المؤامرة محاولات الإرغام على بيع القضية والتغاضي عن المظالم والجرائم المرتكبة في حق أهل الإقليم، في وقت هنالك من يسوم نفسه ومظالم أهله للبيع في سوق النخاسة، إجتياز JEM لهذا الإبتلاء دون إنحناء في المواقف أو إنكسار في القيادة لهو أمر لو تعلمون عظيم عند القابضون على جمر القضية.
المؤامرة ضد د. خليل إن كانت ذات أبعاد دولية لم تنهيها عملية “قفزة الصحراء” ولم تنته بها وإن كانت ذلك كذلك من المستبعد أن يفلت من النيتو التي رصدت راداراتها متحرك العملية وميّزتها، والأرجح أنها إقليمية محضة وقد باءت بالفشل الذريع، بدأت برشوة من أمير قطر للرئيس دبي وترهيب من الرئيس البشير، أما العقيد فهو يلعب لحسابه الخاص، آملاً في دور أساسي في مستقبل قضية دارفور، والعقيد كدكتاتور تقليدي يتوجس من ظله، ويرتاب من المجهول، أما فرعون مصر فقد صدق “حتوتة ” خليل أو النيل وأخذها مأخذ الجد.
هذا الحدث الكبير بلا شك له ما بعده على ميادين ثورة المهمشين والساحة السياسية السودانية والإقليمية بمجمله، قطّع د. خليل شباك المؤامرة وحرر نفسه من قيود الإقامة الجبرية وعاد للميدان في وقت مفصلي من تاريخ ثورة الهامش التي باتت على قاب قوسين أو أدنى من الإحاطة بالمركز إحاطة السوار بالمعصم، فإن صدقت أنباء تحركات الشيخ عمر محمد طاهر بجبهة الشرق، لم يبقى لنظام الإنقاذ مخرج سوى طريق شريان الشمال والذي من المحتمل أن يسده مهمشي كجبار ومشردي سد مروي في وجه فلول النظام “المتهالك”.
التحام قيادة حركة العدل والمساواة بقائدها في هذا الوقت بكل تأكيد يعتبر أمراً شديد الإزعاج للنظام الذي ذاق صفعة ذراعها الطويل، تلك الصفعة المؤلمة على وجه النظام لو تماثلت ظروفها الأوضاع الحالية لكانت كفيلة بأن تطيح به ارضا، والآن الحركة تبدو أكثر ثقة في نفسها وروحها المعنوية بلا شك في أعلى مستوياتها، وليس مستبعداً أنها غنمت من حالة الفوضى الليبية سلاح نوعي، وسياسياً قد أكسبتها المؤامرة التي حيكت ضد زعيمها وعملية “قفزة الصحراء” إحترام وتعاطف الشارع السياسي وإعجاب القوى الثورية التي هللت للحدث واستبشرت خيراً بتبعاتها وقد ظهر هذا التعاطف بوضوح خلال الإحتفالية “المرتبة” التي أقامتها مؤخراً مكتب الحركة بلندن بمناسبة نجاح العملية.
وهنالك أكثر من دلالة من تعيين قائد عام لقوات الحركة ونائبيه كأول خطوه يتخذها رئيس الحركة وقد ظل هذا المنصب شاغراً منذ عودته للميدان قادما من اوروبا 2007، مما قد يعنى انها “راقدة فوق رأي” رغم الآثار السالبة لعزل نائب رئيس الحركة لقطاع كرفان السيد محمد بحر والذي لم يسمع أحد صوته رغم النيران المشتعلة في قطاعه وإنخراط قوات حركته في القتال فيها.
وعلى الساحة الدارفورية بتوقيع إتفاقية الدوحة للسلام صفت الجو الثوري لحركة العدل المساواة على إعتبار أن ابوجا محسوبة على حركة التحرير ورمزية د. التيجاني سيسي قد غطت على الكوادر المنحدرة من حركة العدل المساواة المنضوية في هيكل التحرير والعدالة كما أن التصالح من النظام بهذه السهولة قد يبرر فصل JEM لهذه الكوادر، وفي هذه الأجواء الثورية الصافية من المتوقع أن تنضم إليها بعض الفصائل الثورية التائهة في الميدان خاصة وقد برهنت من خلال عملية “قفرة الصحراء” للمرة الثانية على قدراتها العسكرية وكفاءتها الإستخباراتيه التي لا يمكن تحقيقها من دون تمويل منتظم وقيادة سياسية متماسكة، ومن الفصائل المهمة والتي من المتوقع أن تتحالف مع JEM حركة التحرير فيصل الوحدة بقيادة القائد عبد الله يحىى ود. شريف حرير والتي لا تزال على حالها وهي من اقوى الفصائل التي رفضت “مسرحية” الدوحة، وليس مستبعداً عودة الأستاذ إدريس أزرق وآخرون إلى أحضان JEM فالأجواء صافية ومهيأة الآن.
وإن واجهت الحركة مسألة ضعف التمثيل الإثني بشجاعة وأعادت النظر في شاغلي المناصب القيادية بهيكلها لتتسق من خطابها السياسي قد تعجز عن إستيعاب جميع المحتمل إنخراطهم في صفوفها في ظل العودة القسرية لأبناء المهمشين من ليبيا خالي الوفاض مكسوري الخاطر، وليس لدينا أدلة ولكن ليس من شك في أن نظام الإنقاذ قد مارس الإنتقائية في إجلاء أسر السودانيّن بليبيا تاركاً المصنفون لديه في خانة الأعداء لمواجهة مصيرهم وليته أكفى بذلك بل مارس التحريض الرخيص ضدهم وهؤلاء الأرجح إنضمامهم لحركة العدل المساواة لتواجدها على الحدود السودانية اللبيبة فضلا على أن رياح الثورة تهب على اشرعتها هذه الأيام.
وعلى JEM ألا تتوقف عن تبديد الشكوك المثارة حولها على أنها حركة ثورية يمينية بتوضيح موقفها بجلاء من جدلية الدين والدولة والتي يستخدمها منافسوها كفزاعة ضدها في الغرف المغلقة، وفي هذه الناحية بإمكانها إستثمار التحالف القطري مع نظام البشير ضدها
كدليل على عدم صلتها بحركات الإسلام السياسي، وكذلك إستهدافها من قبل إسلامي ليبيا.
إقليماً ليس مستبعد أن تتبدل الموقف التشادي من الثورة في دارفور في ظل تنامي حظوظها من الإنتصار في المنظور القريب رغم كيد الكائدين، سيما في ظل تحالف ثوار ليبيا مع نظام الخرطوم تحت مظلة الإسلام السياسي، هذه العلاقة بلا شك ستثير مخاوف النظام التشادي وتخلق حالة من عدم الثقة إنطلاقاً من مبدأ تود عدوي ثم تزعم أنني صديقك إن الرأي منك لعازب، أذا أخذنا في الإعتبار أن نظام الخرطوم لم يعد قادرا مادياً على تقديم الدعم للمعارضة التشادية.
ومن ناحية اخرى في تقدير الكثيرين يعتبر الأسير عبد العزيز نور عشر الأخ غير الشقيق لرئيس حركة العدل والمساواة ورفاقه نقطة ضعف الحركة وليس بإستطاعتها إغفال أمرهم في حيثيات أي قرار عسكري كبير قبل تحريرهم، ولكن هذه النقطة يمكن النظر إليها أيضا كمحفز عسكري لحركة العدل والمساواة على تنفيذ عمليات مباغتة تستهدف أسر قيادات إنقاذية توازي أوزانهم وتأمن سلامتهم بالتبادل أو بالتفاهم الأمني.
ولا شك أن قوات الحركة الآن تتحسس قبضتها للثأر من المتآمرين ضدها، سيما وأن آفاق الحلول السلمية تبدو قد استنفذت فرصها وبدأت العملية تعيد إنتاج نفسها في حلقة مفرغة على نسق دخلت حركة وأخذت نصيبها وخرجت والأمل في إندلاع ثورة شعبية تختلع النظام ينتظر فقط من يشعل فتيلها، وغلاء الأسعار اصبح المؤرق الأساسي لمضجع المواطن والإرهاصات تشير إلى أن القادم اسوء، في هكذا أجواء مجرد الحرب الدعائية لأنصار ثورة الهامش بالمركز تبدوا كفيلة بزعزعة أركان النظام “المرتجف” والذي يحفر قبره بتعزيز تحالفه مع النظام الإيراني.
آفاق جديدة/ لندن
سوال للسيد كاتب المقال
لماذا فصلت حركة العدل والمساواة السيد محمد بحر حمدين نائب عام الحركة وهل قرات البيان الذى نشره عن عنصرية حركة العدل والمساواة وانها الان اصبحت اسرة وعائلة واتحدة هى من تتحكم فى الامور
مع العلم ان محمد بحر هو احد ابطال دخول امدرمان كما تسمونهم
والدليل فى عنصرية حركتكم ان همك كله فى ان يخرج نور عشر من السجن
وتنسى الاف من قتلتموهم وشردتموهم ولا تسال عنهم
كل ما يهمك الزغاوى عبدالعزيز نور عشر
نعم البشير ديكتاتور لكن خليل اسوا واضل
فقط اسال بحر ادريس قردة ود عبدالحميد هرون عن خليل
أتمنى فى حالة أسر قيادات الانقاذ البدء بابو العفين (نافع )
نتمنى خطاب سياسى شامل يوفر للمواطن البديل للإنقاذ لان المواطن فى حالة حيره حتى لو إنتفض من سيأتى بعد هؤلا ….. هذا هو السؤال مملنا لغة الحرب والحريق مملنا الخيارات الجهويه الضيقه نحتاج لمعارضه مسؤله تخاطب قضايانا الجوهريه ووقتها لايهم من يحكمنا هل هو من نيالا او من دنقلا او من ههمشكورين او من الدماذين نحتاج لمعارضه مسؤله .
تحياتى
هنالك تهميش لبعض المناطق في السودان حقيقة ولذلك يوجد من حمل السلاح وتمرد علي الحكومة , الجنوب سابقا تمرد على الدولة ولذلك ذهب لحال سبيله وأصبح دولة , كيف يحكم السودان ومن يحكم السودان من الاسئلة الشائكة التي لم يتم البت فيها بصورة توافقية ترضي كل الجهات . أعتقد بأن وصول د خليل الى دارفور كان بمساعدة حلف الناتو نفسه وأظن ان الحكومة واهمة أن أعتقدت بأن الثوار سوف يكونون الى جانبها لان أنتصارهم لم يكن ليتم لولا حلف الناتو وأعتقد أيضا بأن الاخ د خليل لم يكن حبيسا للعقيد معمر واظن بأنه كان معززا مكرما . والصواب أن يجلس جميع الفرقاء حكومة وحملة سلاح ومعارضة لحل جميع معضلات السودان وهذا أشبه بالحلم
ازا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر…..ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
:mad: ( ) ;) :o :o :o :o :o :o :o :o :o :o :o :o
الاخ عادل الريح ، رائحة الهوى وحمية الجاهلية تفوحان بنتانة بالغة من بين سطور تعليقك السابق . وكان من الأجدى لنا القراء ولك كصاحب تعليق أن تتوخى المنطق والكياسة في التعليق . نعم عبدالعزيز عشر زغاوي ومن اسرة عريقة ومعروفة في الزغاوة ماذا يضيرك في ذلك أم إنك تحاول دس السم في الدسم ؟ والسيد بحر محمدين قيادي سابق بالحركة وقد أوكلت إليه مهام كبيرة وجسيمة في مسيرة الحركة وفشل فيها كلها دون إستثناء والحركة لم تؤاخذه في ذلك لأنه كان يعمل ضمن فريق عمل لكنه حين حاول الإستفراد بالراي وفي الإتجاه المعاكس كان لزاماً على الحركة محاسبته وإعادة تقييمة بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته الفكرية والثورية وقد كان . ولكنه بدلاً من القبول بمبدأ تبادل المواقع بما يتناسب مع قدرات كل شخص قفز في المجهول بتبني خط غير عقلاني ومحاولة تدبير إنقلاب وإنشقاق بين صفوف الحركة بدعاوي ومزاعم باطلة لا يصدقها أحد وبذلك يكون قد وضع حد لمسيرته الثورية مع حركة العدل والمساواة ما لم يتدارك الموقف بسرعة ويعالج أخطاءه وهي كثيرة ويصحح أوضاعة ومواقفه ليعود لصفوف الحركة سليماً معافى من كل عيب ومرض . اما حديث العنصرية واخواتها فقد سئمنا منه ولا نريد الوقوف عنده في هذه المحطة لأنه حديث ممجوج ولا معنى له في ميدان الثورة فالثورة تحكمها الظروف المحيطة بهاويكفيها ما بها .