مقالات سياسية

القانون للمغفلين

كمال كرار

يضربك أي سادن أو يسرقك ويطلع أيمان عينك ، وتقاوم وترد الصاع صاعين ، فينادي البطانة والتنابلة ويوسعونك تنكيلاً ، وينصحك آخرون؟ كانوا في مقاعد المتفرجين؟ بالشكوي وتقديم العرائض ، فيقول لك السادن البائن ( أعلي ما في خيلك أركبو) فلا تجد خيلاً ولا ركوباً ولا حتي كارو فالقانون في النظم الشمولية؟ ومن ضمنها بلادنا للأسف للمغفلين .

وادخل في مشادة؟ يا عزيزي القارئ؟ مع أي زول عندو ( بطاقة ) أو راكب عربية مظللة أو يمت بالقرابة لصاحب منصب دستوري ، فأنت مذنب قبل أن تذهب للقضاء وأنت ( معارض ) بمعني اعترضت موظف رسمي وأنت إذن طابور خامس وهاك يا بلاوي وحكاوي لا تبدأ بالحراسة والطيارة قامت ولا تنتهي بلوح ( التلج ) في زمهرير الشتاء .

وطالب وأنت الطالب بمرتبة أو لحاف فأنت معادي للصندوق وللناس الفوق وحياتك معلقة بطلقة ثمنها لا يتعدي قيمة صحن الفول غير المصلح .

ولو هتف طلاب ولو في زالنجي من أجل تحسين السكن الجامعي انطلق الرصاص وقتل طالبة كانت تغسل هدومها وطلاب كانوا في طريقهم لتقديم مذكرة للسلطات المختصة

ولو تمسك طلاب دارفور بالتسجيل المجاني في الجامعات ، ماتوا بالمجان علي ضفاف الترع التي لا تروي مشروع الجزيرة وقتلوا بلا جريرة

وفي كل جريمة طرفها الأول إنسان مغلوب علي أمره أو بائس أو فقير ، والطرف الثاني سادن سلطوي تقيد الجريمة ضد مجهول رغم أن الفاعل ظاهر وبائن بالعرض وبالطول .

ولو سولت لك نفسك بالحديث عن الدستور والحقوق وبعض الأمور فأنت مطارد إلي يوم النشور

ولو طالبت بزيادة المرتب لأن الأسعار في ازدياد ، فصلوك من الخدمة وفصلوا زوجتك ، واتهموك بالتحريض علي قلب نظام الحكم ، وبالخيانة العظمي .

ولو ذهبت تسأل عن باقي معاشك وحقوق ما بعد الخدمة فتأكد أن أنها لن تصلك إلا وأنت في قبرك المنسي في ناصية مدافن مهجورة .

أما لو كنت من هؤلاء السدنة ، وحولوك من موقع إلي موقع لزوم ما يلزم فإن المكافأة بالمليار وتصلك في البيت قبل أن ينتصف النهار .

يضع القوانين بشر يصرفون مرتباتهم وينالون امتيازاتهم ممن عينوهم وبالتالي يفصلونها علي مقاسهم ، ولأن القوانين الفضفاضة لا تلائم ناس ( جسمي المنحول ) فإنها صنعت خصيصاً لأشعب الأكول .

عندما تبحث عن القانون فتش أولاً عن الكانون وقل لنفسك الجمرة بتحرق الواطيها واقلب سافلها عاليها ولا تخف يوم الكريهة واضرب بحزم أولاد ( النديهة ) ولا تأبه ( لفتاويها )

كمال كرار
الميدان

تعليق واحد

  1. هذا الموضوع انطبقت علىّ و قد حدث لى فى أحد الأيام ( بالـملـلى يـا حـبـيبى)……. فى يـوم و أمام أحد مولات الرياض فى الخرطوم و ليس المملكه العربيه السعوديه وقفت بسيارتى فى طرف الشارع الممتلئ بالعربات بطريقه تسمح لعربة كانت مبركنه لتخرج حتى أقف فى مكانها ….و عملت خلف لأفسح لها …و عند خروجها و غادرت الموقف …. شرعت فى الدخول مكانها فإذا بى أفاجأ < براكب عربية مظللة أو يمت بالقرابة لصاحب منصب دستوري على ما يبدو كما ذكرت.... وهم كثر فى هذه المنطقه > يقتحم المكان بسيارته بسرعة رهيبه حتى كدت أصطدم به و وقفت مشدوها لهذه العملية الكاوبوياتيه صامتا و عينك ما تشوف إلا النور ينزل سائق السيارة الأنيقة المظلله …. و هو صبى لا زال بملامح الطفوله و يرتدى بنطال قصير جدا برمودا و تى شيرت كأنه مصمم للإعلانات و كاب بالمقلوب على يافوخه ملتفتا لى قائلا ( قلت الأدب شنو يا عمو ؟؟؟ إنت أهـاليك ما ربّوك ؟؟؟) ….و هو لا يدرى بأنى شيخ الستين و والداى يرحمهما الله ….. فسكت و إستغفرت الله لى و له ……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..