أخبار السودان

علماء السودان يكتمون الأحاديث التى تمنع تعذيب المعتقلين

حسين أحمد حسين

فاتحة

كما ذكرنا فى مقال سابق أنَّ ما يُسمى بعلماء السودان هم مجرد مجموعة من البورجوازية الصغيرة التى انحازت لجهة السلطان على حساب السواد الأعظم من الناس، وبالتالى عَمَتْ وصَمَّت عن كل ما يهم عامة النَّاس، وبذلك صاروا علماءاً للسلطان لا علماءاً لكل السودان. وها هم طوال 27 وعشرين عاماً لم يمرْ عالم منهم (وهم المنصِّبون أنفسَهم حرَّاساً لعقيدة الأمة) على مجموعة الأحاديث التى تمنع تعذيب المعتقلين والسجناء. بل الأدهى والأمر أنَّهم لم يُراجعوا الجهادى إبراهيم السنوسى الذى قال فى مقابلة تلفزيونية أنَّه لا يجد حرجاً فى تعذيب المعتقلين إذا كان ذلك لمصلحة الإسلام؛ وهو بذلك يُصادم سنة حبيبنا محمد صلى اللهُ عليه وسلم صُراحاً دون أدنى حرج أو تورُّع.

لم نسمع من علماء السلطان المتنطعين بحراسة الدين فُتيةً واحدةً تقول لمحمد عطا وزمرته أنَّ ما تفعلونه مخالف للشريعة. وبالمقابل إذا أراد الرئيس البشير أن يُسافر إلى بلدٍ موقِّعٍ على إتفاقية المحكمة الجنائية، أصدر علماء السلطان الفُتية تلو الفُتية ليمنعوا سفره مخافة أن يطاله التعذيب أو الإعتقال الذى ربما أوقف عنهم درَّ مطامير الرئيس للعملات الصعبة (الشطر كما يقول الصافى جعفر).

ما يكتمه علماء السودان من الأحاديث التى تمنع التعذيب

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ مَرَّ بِالشَّامِ عَلَى أُنَاسٍ وَقَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ وَصُبَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الزَّيْتُ فَقَالَ مَا هَذَا قِيلَ يُعَذَّبُونَ فِي الْخَرَاجِ‏.‏ فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏”‏إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا‏”‏.

6824- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّامِ قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ فَقَالَ مَا شَأْنُهُمْ قَالُوا حُبِسُوا فِي الْجِزْيَةِ ‏.‏ فَقَالَ هِشَامٌ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏”‏إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا”‏.

6825 – حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ وَزَادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ وَأَمِيرُهُمْ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى فِلَسْطِينَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ فَأَمَرَ بِهِمْ فَخُلُّوا.

6826 – حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، وَجَدَ رَجُلاً وَهُوَ عَلَى حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ فَقَالَ مَا هَذَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏”‏إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا “‏ (رواها مسلم).

حسين أحمد حسين
[email protected]

تعليق واحد

  1. هب أن علماء السودان والاحرى أنهم (جهلاء السودان) هب انهم ذكروا هذا الحديث ولم يكتموه فماذا كان سـيحدث ؟ هل كانت الامور سـتتغير؟!!
    لا أعلم لماذا يسمون شيوخ الدين علماء مع انهم لا علاقة لهم بالعلم البتة..
    صـفة عالم كبيرة وكثيرة عليهم..
    اي حيوان يطلع على كتب عـفا عليها الزمن وينبش في حواشـيها يطلقون عليه صـفة عالم؟!!

    بعدين ياخي هل هذه أم المشاكل ؟
    يبدو ان الكاتب فايق ولولا الشهر الفضيل لذكرت له المثل المشهور:
    الفايق………….

  2. أخي الأستاذ حسين أحمد حسين

    برجوازية شنو! ديل مجموعة زنادقة لا محل لهم من الإعراب بين شرائح المجتمع.

    في أواخر عهد نميري ، رفض أحد المشايخ أن يقبل هدية برميل جازولين من (مصادرات المحكمة) ، كان قد أشتراه مجموعة من المريدين لخلوة الشيخ ، لوجود عدد كبير من طلبة القرآن و حوجتهم الماسة لتدبير شؤون حياتهم ، و إعتذر لهم على إستحياء من إحراجهم ، و قال لهم إنه يقدر شعورهم النبيل ، لكنه لا يقبل الجازولين ، لانه بيع ليس فيه تراضي (يقصد صاحب الحق الأصلي).

    هذا الشيخ لا زال يُحارب من النظام ، و يعلمون إنه من القلائل الذين لا يخافون إلا الله ، و لديه مواقف كثيرة ، و هو ليس برجل سياسة و لا دنيا ، و مع ذلك لا يتركونه في حاله.

    يوجد بالسودان مثل هذا الشيخ ، و جماعتك الذين ذكرتهم يعرفونهم و لا يجرؤون على مقابلتهم أو التحدث معهم ، لأن أصغر تلميذ أو حوار لديهم يعرف عن الفقه و الدين أكثر منهم ، و رغم أني لا أستطيع إيراد المزيد من التفاصيل ، إلا أني في ظني إنك تعلم ذلك.

    من ذكرتهم ، يعلمون أن بعض النافذين في التنظيم لديهم مجموعات أمنية خاصة بهم ، يصرف عليهم من ميزانية الدولة و ينفذون جميع المهام الإجرامية خارج إطار أجهزة الدولة ، من إغتيال و إغتصاب و تعذيب ، حتى على كوادر التنظيم ، فكيف يستقيم ذلك.

    من يمكن أن نطلق عليه برجوازي ، فهو عصام بشير و هو ما هو! و لا أنت و لا أنا نجرؤ على البوح بحقيقته هو و أتباعه الأوائل و جميعهم معروفين و زملاءهم و رفقائهم السابقين يعرفونهم و لا زالت الحيرة تتملكهم ، و لك أن تتحقق من جيل الثمانيات في منطقة العمارات و الديوم الشرقية بالخرطوم ، و لو إعتبرنا من ذكرتهم جُهال و مطاميس ، و لم ينشأوا نشأة طبيعية في المجتمع ، فعصام يختلف فهو يعلم كل صغيرة و كبيرة عنهم ، بل يعلم تفاصيل أكثر من أجيالهم الجديدة التي نشأت و ترعرت في فترة الإنقاذ ، أمثال ممتاز! فهو قد توضأ بنجاسته و شمر عن ساعد النفاق و المداهنة ، لنهب المزيد من المال ، رغم المال الوفير الذي أخذه من الكويت ، و سبب الكثير من الفضائح في الإعلام و البرلمان ، و تم إستجواب الوزير المسؤول ، و شرائط أفلامه منتشرة بالأسافير.

    الصافي جعفر النصاب ، أغتصب أراضي ملك حر من الأهالي و أقام عليها مشروع سندس ، و باقي الحكاية الجميع يعرفها ….

    و بجانب النصب ، لبس مسوح الزندقة و تولى مهمة شق و تشويه المجتمع الصوفي ، و نحمد الله إنه كشفت خباثته و ألاعيبه ، و أهل منطقته يعرفونه حق المعرفة ، و هم من حذر الناس من نصبه و خداعه في مشروع سندس ، لذا قل أن تجد أحد من منطقته قد إنخدع و دفع مالاً في سندس.

    أبراهيم السنوسي معاق خلقياً ، و ليس بمستغرباً عنه أن يجيز التعذيب ، فهولاء يا يشيخنا ما يجيزونه لا يكتب ، و أهل كردفان فتروا من التلميح لنا لنفهم.

    و حتى في بدايات الإنقاذ و أيام تنفيذ مسرحية المخادعة الكبرى ، و تواجد الترابي بكوبر ، حتى ذلك الوقت ، أمورهم لم تتوقف ، لو قلنا الفات مات، و كان زمن الصبا ، و لك أن تتحقق من نزلاء كوبر في تلك الفترة ، و الشهود ناس كبار و يمثلون كل الأحزاب الرئيسية ، و يمكن الكبار ينكروا ، لكن أتحداهم أن يصلوا خلفه.

    كذلك ناس كردفان ، زول بيصلي وراهو مافي!!

    أستاذ حسين

    أعلم إنك دائماً تجري أبحاثك بعمق قبل كتابة مواضيعك ، و تتجهز حتى للإجابة على أي تعليقات قد ترد على مقالك و تقارعها بالحجة و الأدلة من المصادر الموثوقة!
    لكن في مثل هذه المواضيع لا تكتفي بالمصادر المكتوبة المقرؤة فقط ، بل وسع دائرة بحثك في المصادر المسموعة! شهود العيان ، حتى تقف على الحقائق كاملة ، و بعدها تقرر ، إن كان لك المقدرة لنشرها أم لا.

    و يكفينا في رمضان من سيرة أمين حسن عمر ، فمنذ أن أدلى بتصريحه الذي يسئ فيه للمجتمع ، و كل يوم صورته و مقالات للرد عليه في الراكوبة ، رغم إنه الوحيد الذي كفي و وفى ، كان مقال الأستاذ الأديب الخلوق برقاوي.

    يا أستاذ ، ناسك ديل الشارع بيعرف عنهم الما بينحكي ، و سكتهم ما فيها خير.

    و الخير هو أن تسكب خبرتك و آراؤك في الإقتصاد و الإدارة بوضع مقترحات و حلول لمشاريع مستقبلية للوطن ، و نزيل أي معوقات تمنع الشرفاء و الوطنيين من المشاركة ، و نملك الشعب البرنامج.

    حتى أوباما ألقى اللوم على فرنسا و بريطانيا في الحالة التي وصلت إليها ليبيا ، و قال إنهما لم يضعا خطط مستقبلية لمرحلة ما بعد القزافي ، و الآن لديهم جماعات متطرفة من كل لون تتصارع و تكفر في بعضها.

    نحن شعب عريق و سباق ، و ما زالت لدينا أجيال عاصرت الثورات التي لم يسبقنا عليها أحد في المنطقة ، و نفس هذه الأجيال و أخالك منهم ، دفعت الثمن بأن قامت بثوراتها و أوكلت أمرها بعد ذلك للسياسيين ، و هذا الذي أمامنا ما حصلنا عليه.

    آن لنا أن نحتكم لبرنامج عمل يتفق عليه جموع الشعب السوداني (الإجماع) ، و نتفك من موضوع زعيط و معيط ، و موضوع نوع الحكم شنو أو الكيانات تقسم الكراسي بياتوا نسب.

    الشعب يريد تأمين لقمته بالحلال ، و يعيش في سربه آمن ، و يضمن فرص عمل عادلة ، و من ثمْ يتطلع للرفاهية ، (الرفاهية ذكرها كتشنر في تعليماته الإدارية للمآمير ، و طبقها بالفعل) ، و لا يهمه مسمى الحكم طالما إنه لا أحد سيجبره على ترك دينه و طالما إننا سنقطع شأفة الإرهاب و التطرف و نحاول إرجاع السودان لسابق عهده ، يسود فيه الحرية و التسامح.

    و شوف تعليق الأخ عبد السلام! يعني مافي داعي لزي ده

  3. روى الامام مسلم رحمه الله : حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

    هذا من الاحاديث المشهورة الواضحة الدلالة

  4. لقد كتبت مقال فى السابق بعنوان (هيئة علماء السودان تاريخ من الخزى وموالاة الحكام ) ذكرت فيه أن أخر الحكام البريطانيين طلب من هيئة علماء السودان فتوى فى قتال الامير عثمان دقنة للجيش الحكومى فأفتى علماء السودان بردة عثمان دقنةوخروجه من الملة الاسلامية وصدروا فتواهم بالاية ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهموأرجلهممن حلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم حزى فى الدنيا ولهم فى الاخرة عزاب عظيم )فخيانة الشعب عند هيئة علماء السودان (موروثة)

  5. أحييك مرة أخرى أخي الأستاذ حسين.

    يبدو أن الصيام في بلاد الفرنجة صعب ، لأن المجتمع المحيط بعيد عن أجواء رمضان ، عكسنا نحن حيث الجميع صيام و نتشارك الحر و سَقْط إنقطاع الكهرباء و الماء ، و هون عليك أخي و لتنظر للأمور من منظور آخر.

    لا أعتقد أن الأخ عبد السلام كان سيكتب تعليقه هذا لو كان الكاتب غيرك ، لكنه تعود (كغيره من القراء) على مقالاتك التي تتناول قضايا الوطن الكبرى.

    رضيت أم أبيت ، فإن أطروحاتك السابقة ، قد وضعتك في مصاف أحد قيادات الرأي العام الشعبي ، فهي عدا مادتها العلمية المقنعة و الموثقة ، فإنها تصب في مصلحة (محمد أحمد) ، و ليس فيها دعوة لفكر أو إتجاه سياسي ، إنما مصلحة الوطن و المواطن.

    في أحد أطروحاتك ، قدمت دعوة للجميع للإدلاء بدلوهم و مقترحاتهم للمشاريع المستقبلية ، و أنت لديك كل المؤهلات لإدارة و تنسيق مثل هذه الملفات و الحوارات ، و هذا يتطلب الصبر و المزيد من الصبر ، فالشرخ كبير و تأثير آلة الإنقاذ التدميرية لأكثر من ربع قرن قد أحدثت خراباً في الطبائع و النفوس ، و أمثال عبد السلام كثْرْ ، و هو لم يخطئ في شيء فمعدنه نقي ، لكن طاحونة الحياة جعلته تواقاً لرؤية أطروحات حلول عملية و لا تنسى أن رمضان يذكر الناس رغماً عنهم ، بحالهم قبل الإنقاذ ، و حالة الفقر المدقع التي يواجهونها الآن ، و كما أخبرني أحد أقربائي ، فإن الكثيريين من أرباب الأسر ، يحمدون ربهم سراً لقطوعات الكهرباء ، فرغم المعاناة ، فإنها قد وفرت عليهم قريشات ، و أصبحت حجة مقبولة يعتذرون بها لضيوفهم و آل بيتهم من شح الطعام.

    و أنت الخبير الإقتصادي و تعلم معنى ذلك.

    معظم إنتصارات القادة في التاريخ ، كانت تلك التي وضعت خطتها على أسس إقتصادية سليمة ضمنت إستدامة لوجستية للجيوش.

    و أيضاً نجاح أي برنامج سياسي مرهون ، بالنجاح الإقتصادي ، و لا نذهب بعيداً في ذلك ، و لنعتبر و نتعلم من أثيوبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..