تمهل ودعنا …نشوف آخرتا !!

صباح محمد الحسن

الحزن في القلب أحيانا ..لايرتبط بفاجعة الرحيل …في العديد من الأوقات قوة صدى ذكرى البقاء هي أكثر حزنا وإيلاماً..والموت في كثير من الحالات هو الحقيقة المؤلمة التي تحاول ان تبرهن ان الحياة هي بعض من تفاصيل الخديعة ….لكن ثمة شخوص يكون موتهم حقيقة ثابثة الا إن البقاء عندهم في مرحلة مابعد الرحيل حقيقة أكبر …نوع من العطر لايذهب شذاه بذهاب صاحبه …يبقى عبقه …يملاء مسامات الأمكنة

ومن الناس من يسكنك محبة حتى يجعل بينك وبينه سحر تشعر ان هناك رابط من الحنين يصل بينك وبينه …تستمد منه السعادة والخلابة والضياء ….تستشف منه كل الشعور الذي يشعرك بالعيش الجميل….تستهل به الصباحات الرماديه والضبابية يمنحك اللون حتى تقرأ تفاصيل الصباح

رجل (واحد من الناس) ملامح و(تقاطيع )وجهه … تشبه خريطة الوطن كل من يراه يشعر انه ينتمي اليه … تربع فينا محبة ورفع شعار التواضع ابتسامه عريضه تكسوه مدى ماكان حيا …وعمر ماكان القلب ينبض بالتنفس ….(زول سوداني) لم تغيره الشهرة والمناصب…. ملأت كلماته الدنيا ألحانا وطربا وموسيقى (العزيزه المابتسأل عن ظروفنا ) و (عن حبيبتي بقولكم ) و(ابوي ضوء البيت ) وغيرها من القصائد التي إتكت على شواطي القلوب تعبيرا عن مايجيش بخواطر الملايين حبا ومشاعر بنفسجية ….الاستاذ سعد الدين ابراهيم اسم استطاع ان يرتقي القلوب ويتصدر أعلى درجات القبول والتواضع والسماحة …ليس بعربة فارهة ولابزي يمتليء به كما امتلأت به بعض الأسماء الجوفاء حتى تقدم نفسها للناس …كان ضمن 25 راكبا في مركبة المواصلات العامة ومن وسط همومهم وعمق تجاربهم الناجحة والفاشلة …وآمالهم الضاحكة و الخائبة …وامنياتهم الحرة والمقيدة …كان يأتي ليكتب عن ملايين (الغبش) ….كانت كتاباته هي كتابات تحكي معاناة الناس نقص الخبز وزيادة الأسعار وغيرها من مايحسه المواطن تلك المعاناة اليومية طويلة الأجل

رحل الرجل وهو يدون في آخر زاوية له شهادة لله في حق آخرين يشيد بدور الشباب ويشد من جهودهم …ويدفع بهم همة ويحثهم على النجاح عبر تجاربهم قمة التفاني في ان تعد وتقدم تجربة اذاعية جديده وتكتب لتشيد بجهود الآخرين معك في نجاح التجربة ….لتودعهم والفانية بكلمة حق وإنصاف

ويبقى فوق هامات الذكرى الأبدية رجلا مبتسماً ..ضاحكا في زمن الحزن والألم …يبقى في اعماق القلوب محبة وفي أغوار الدواخل صدق ولطف وألق وبهاء ..ويبقى في عصب الفكر فكرة وحرف وقضية وحل

تبكيه القصيدة وجعاً… ويلطم الحرف خده على حسرات فقده كتابة …بينا وبينه كان العهد ان نكون في انتظار الفرج حتى ( نشوف آخرتا) …ولم يتمهل قليلا حتى آخرونهاية المطافات ….فالإنتظار احيانا … هو رجاء أمل ….وحزمة عشم تعتلي قمم الصبر وتفتح مغالق الانسانية لتكون معبرا ورسالة لكثير من القيم والمبادي…. وغيرها من الأشياء السمحة التي نفتقدها وان بحثنا عنها ولو في (السوق السوداء ) سنرجع خائيبن …أعزي نفسي في اول رئيس تحرير لي في مشواري الصحفي عملت تحت سقفه وتجربته ….وانا اتحسس دروب الكتابة والصحافة ….أعزي في (العزيز البيسأل عن ظروفنا ) …اعزي قبيلة القلم في فقد قلم جلل سيظل واقفا ولم يجف حبره بعوامل الرحيل ….فالاقلام النظيفة العفيفة لاتموت بموت أصحابها ستتدافع عنهم متى ماحطت الذكرى رحالها في المجالس حديثا وكلمة …ستحكي عن اخلاقهم وإنسانيتهم وجميل قيمهم ومبادئهم لن تكون يوماً مكان حزن وحسرة تكون دائما مصدر قوة وفخر ..وأشياء اخرى جميلة الملامح ….تمهل استاذي سعد الدين ابراهيم …ودعنا ….(نشوف آخرتا ).

طيف اخير

عن حبيبتي بقولكم يلا صفقوا كلكم !!!

تعليق واحد

  1. نسأل الله له الرحمة والمغفرة ..ولا نقول الا ما يرضى الله..وانا لله وانا اليه راجعون..
    كم كنت ادمن سماع العزيزة..
    العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا
    الوحيدة الطال عشان جيتك وقوفنا
    العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا
    الوحيدة الما بتحاول يوم تشوفنا
    المواعيد لسة حزنانة بتنادي
    والأماسي بتبكي في أسى ما إعتيادي
    ما كنتي بهجتا براوئع قوس قزح
    والله ما طلانا من بعدك فرح
    سلميلنا على ضفايرك موجة موجة وكلميها
    قولي ليها حرام تتوه فيها المواسم ونحنا بالجد نشتهيها،
    سلميلنا على عيونك يوم تسهي تغروديها
    ويبقو تفاحتين خدودك بس خدودك وين شبيها،
    سلميلنا علي يدينك وشملة الريد أنسجيها
    سلميلنا علي خطاكي عزة العاملة ومشيها
    والله أحضانك بلد يا حلوة ما تنسينا فيه

  2. الا رحم الله الانسان المبدع الشاعر والصحفي الجميل سعد الدين ابراهيم، وغفر له، وانزله فسيح جناته، والهم آله وأهله واصحابه ومعارفه وزملائه وتلامذته ومعجبيه الصبر الجميل. آلهم آمين

    وشكرا صباح محمد الحسن ان حكيت لنا عن حبيب نحبه، فلنصفق كلنا:

    【ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﻜﻲ ﻟﻴﻜﻢ
    ﻭﺿﻞ ﺿﻔﺎﻳﺮﺍ ﻣﻠﺘﻘﺎﻧﺎ
    ﺷﺪﻭﺍ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﺍﻟﻀﻠﻮﻉ
    ﺃﻧﺎ ﺑﺤﻜﻲ ﻟﻴﻜﻢ ﻋﻦ ﺣﻨﺎﻧﺎ ..
    ﺩﻱ ﻣﺮﺓ ﻏﻨﺖ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﻧﺎ ﻓﺮﺣﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺰﺍﻧﻰ
    ﻭﻣﺮﺓ ﻻﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺃﺩﺗﺎ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﺎ ” ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺮﺗﻜﺎﻧﺎ !! ”
    ﻭﻟﻤﺎ ﻃﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎ .. ﺭﺩﺩﺕ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺭﺿﺎﻧﺎ
    ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻧﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ﺍﻟﻐﻨّﺎ ﻟﻰ ﺯﺭﺍﻉ ﺃﺭﺿﻨﺎ
    ﺍﻷﻟﻴﻔﺔ ﺯﻱ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﺗﺪﺧﻞ ﺭﻭﺍﻛﻴﺒﻨﺎ ﻭﺃﻭﺿﻨﺎ】

  3. انا لله وانا اليه راجعون ,,,,الى جنات الخلد الرجل الشفيف الانسان والصحفى والشاعر المتميز طيب العشرة والسريرة سعد الدين ابراهيم ,ارقد بسلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..