لا تقرأ هذا الكلام..اا

.هناك فرق

لا تقرأ هذا الكلام ..!

منى أبو زيد

ردة الفعل النمطية/البكر، التي قد تصدر عنك .. وعنِّي .. وعن معظم الآخرين .. عند قراءة خبر صحفي .. مَتنُه فاجعة اجتماعية (ما) .. يصحبها في الغالب شعور مبهم بالارتياح ..! الارتياح لأن ما يحدث لأبطال تلك الفاجعة لا يحدث لك .. هي ردة فعل إنسانية طبيعية .. لا يختلف الاجتهاد في تبريرها عن تفسير (أرسطو) لعملية الضحك (نحن نضحك على من هم أقل منا .. نضحك على قبحهم .. نشعر بالفرح لأننا ننتمي إلى طبقة ? إنسانية – أعلى) ..! لابد أن هذا هو بالضبط ما شعرت به وأنت تقرأ في خبر حكم محكمة جنايات أم بدة بالسجن المؤبد على أب ثبتت إدانته باغتصاب ابنته القاصر.. لعلك تشعر الآن بالقرف من جديد .. بينما عقلك منشغل بالتفكير في بعد المسافة التي تفصل محيط الحكم عن المناخ الاجتماعي الذي وقع فيه مثل هذا الجرم الشنيع .. لعلك قد استشرفت البون الشاسع .. ثم حمدت الله على اقتصار بعض الشرور على أهل الطبقات الدنيا وسكان الأطراف النائية .. أقول لعلك قد فعلت .. متناسيًا أن كليكما أنت وذاك الأب المغتصب تنتميان إلى ذات المجتمع ..! أو .. لعلي قد أسرفت في تخصيص السطور السابقة لإقناعك – واقناع نفسي – بأن جرائم بشعة مثل زنا المحارم وإن كانت بعيدة كل البعد عن عوالمنا الخاصة النظيفة .. فهي ليست في بعدها عن محيطنا الاجتماعي، كما نظن ونحسب .. وفي بعض الظنون شبهة .. وفي بعض اللامبالاة ذنوب نقترفها من حيث لا ندري ..! عندما قرأتُ الخبر إياه بدأتُ بنفسي .. حاولت أن أقيس حجم الخطر.. فتذكرت واجهة مباشرة مع هذا النوع من الشذوذ المفزع عن الفطرة السوية .. أيام دراستي للقانون .. كنتُ أقضي فترة تدريبية بإحدى المحاكم عندما رأيتُ أسرة سودانية عادية (رجل وزوجته وابنته التي كانت تحمل طفلاً حديث الولادة) يقفون أمام القاضي لأفظع سبب قد يخطر لبشر سوي على بال ..! أما الأم فوقفت تطالب بمعاقبة الأب الذي اغتصب ابنتهما المراهقة مرات ومرات تحت تهديد السلاح .. وأما الطفل فكان ثمرة تلك الجريمة البشعة .. وقد كان تبرير مولانا القاضي يومها أن (هؤلاء) ينتمون إلى طبقات المجتمع السفلى .. التي تقف بالكاد على تخوم الدين والأخلاق والإنسانية .. وهو تبرير لا يخلو من غرابة ..! بعد مرور أيام على الحادثة .. كنت أروي ذات القصة على مسامع بعض الصديقات .. عندما فاجأتني إحداهن بحكاية البنت (الشغالة) التي هربت من جحيم حكاية مماثلة مع أبيها إلى نار الخدمة في بيوت الغرباء ..! في مصر ? القريبة دي ! – أُجريت دراسة لذات الظاهرة شملت مقابلات مع (500) أنثى من المقيمات في العاصمة تمثل كل منهن أسرة .. تبين من الإجابات أن (10%) منهن قد تعرضن لهذا النوع من الاعتداء .. معظمهن ? بالطبع ? كن من ساكنات العشوائيات التي تعدل في انتشار الفقر والجهل والمرض جانبًا من مجتمعات أطراف عاصمتنا ..! إنها آفات العولمة التي لا تعني فقط انتقال التطور العلمي والتكنولوجي من العالم الأول إلى عوالمنا الثالثة .. بل تعني بالضرورة ? أيضا ? انتقال عدوى المصائب الأخلاقية .. والأمراض الاجتماعية ..! ماذا تنتظرون والقنوات العربية تبث على مدار الساعة أفلام وبرامج المجتمعات المفككة .. فتنتشر عدواها في عشوائيات سكانية مكبوتة .. حيث البطالة .. والتخلف .. وحيث يتكدس العاطلون المحبطون .. والسكارى الذين فقدوا إيمانهم بجدوى الأخلاق مع المستضعفات من النساء تحت سقف واحد ..؟! الحل ? كل الحل – في مد جسور التواصل .. والإصلاح .. والتأهيل .. المجتمعات العاقلة لا تقلل من شأن ظواهر الطرف.. والأسفل.. والقاع.. والهامش … إلخ .. المجتمعات الحكيمة تعلم جيدًا أن الثورة على أخلاق المركز تبدأ من الهامش ..!

التيار

تعليق واحد

  1. هناك بعض الحيوانات اكرمك الله افضل من هذا الذي ارتكب هذا الجرم القبيح لانها تقضي على رجولتها ان خالف الامر طبيعة تكاثرها. اين نحن اليوم ياترى؟ واين نحن من الدين؟ اما بخصوص الشرع والقانون فانتم من اهل الدراية بهذا الامر. ولكن لو كنت القاضي وثبت هذا بالبينة لقتلته تعذييييييييييييييييييرا

  2. صدقتي ..هي إفرازات العولمة التي تستهدف بالدرجة الأولى كيان الأسرة وتسعى لهدمه بكل ما أوتيت من قوة ( حسبنا الله ونعم الوكيل )

  3. تحياتي
    استغربت جدا لإستخدامك هذه الجملة التي تعتبرينها خلاصة
    (بأن جرائم بشعة مثل زنا المحارم وإن كانت بعيدة كل البعد عن عوالمنا الخاصة النظيفة .. فهي ليست في بعدها عن محيطنا الاجتماعي، كما نظن ونحسب) ماذا تقصدين بعوالمك الخاصة ؟وماذا تعني الخصوصية حينما تشمليها في المحيط الإجتماعي؟؟ أم تقصدين خصوصية لا علاقة لها بالمحيط الإجتماعي؟ أظن ان استخدامك لهذه الجملة فيه نوع من الضبابية وبالتاكيد أنك تحاولي ان تنسبي نفسك لتلك العوالم الخاصة ، فهذا جرم كبير في حق المتلقي ، كان لابد لك من خيار واحد في تلك الجملة وهو خيار لايقبل ثاني.
    عموما القضية المثارة هي بالتاكيد الغرض منها الضجة الإعلامية في صحف لا تعرف كيف تطرح القضايا دون مراعاة لمشاعر المتلقي (القارئ) فيجب ان يكون الصحفي في منزلة المربي وأن يتحاشى الإبتذال – نعم قد يكون الخبر صحيح ولكن تفاصيل القضية مغيبة عن المتلقي – فما حدث ليس من الفطرة وليس من (محيطنا الاجتماعي ) او (عوالمنا الخاصة ) ومن ينافي الفطرة فهو غير سوي — او هناك امر آخر لم تجتهد الصحيفة في معرفته (وربما تعرفه وتخفيه عن قصد) – وهو الأهم – على الأقل لا اريد ان اقول تكتموا على الجرائم بقدر ما – اتنى ان تجتهدوا في طرحها بطريقة لا تخدش شيئا من دواخلنا — والغة العربية والقران فيهم ما يعين على ذلك في طرح هذه القضية بشكل مقبول — وما أبلغها سورة يوسف – على الرغم من تفاصيل احداثها – فهلا فعلتم قبيلة الصحفيين؟

  4. الاستاذه مني ابوزيد لك التحيه والاحترام ولكل القراء ,, سمعت بالحادثه من قبل احد اصدقائي قبل ان اقرأها وكنت مذهولا عند سماع هذه القصه او الواقعه ولم استطع ان اقول اي شي لصديقي ,,, ولكنه حكي لي قصه ذكر انها حدثت في الزمن السالف نفس الواقعه والسيناريو فقط اختلفت الشخصيات !!!! حدث وان اغتصب رجل ابنته وانبه ضميره ان صح التعبير فذهب الي احد مشايخ ذلك الزمان فحكي له ما به وانه يعيش حالة من العذاب بسبب ما فعله ,,, فقاله له الشيخ الحكيم اذهب فان الفطره السليمه لا تقع المحارم (بمعني انها اذا كانت ابنتك بحق وحقيقه فانك لن تنظر لها بعين الشهوة) فاذا به يرجع الي زوجته ويقول لها اسالك ان تصارحيني في شي سيظل سره معي الي ان اموت ,,,, هل هي ابنتي ام …..؟؟؟؟ فردت عليه انها بنت فلان بن فلان ….. وكفي

  5. Hello dear ,sister
    It’s deep shook for me Yesterday when i red that news and it’s from her father!!!!!! this habit was very very bad and also new in our custom as (Sudanese,) this person should send to the prison for ever due to his unforgivable sin for child right. My dear writer (Mona Abu zaid) please go a head on your writing because most people in our country they don’t know or they ignore how to applicative the holy (Qura’n ) so your writing may establish new knowledge and can raise the educate of some one who don’t understand that is in your text
    Lastly we ask the God to keep us away from that bat crimes

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..