عندما لا يزيل القلم البلم!

بقلم: اكون كوال اكون ميل
في الغرب حيث تعودنا ان نضرب المثل عندما يتعلق الأمر بالحديث عن السلوك الإنضباطي في العمل العام اوالخاص ، نادراً ما نجد أو نقرأ أو نشاهد صوراً مقلوبة ، كتلك المشاهد التي تم إقحامها في العمل العام في بلادنا ، فأصبحت ديدن المسؤولين أو كل من يلهيه العمل العام ، لإيهام بسطاء المواطنين بإنهم في دولة يقودها رجال عاهدوا الله أن يسهروا على راحتهم ، على الرغم من ان واقع الحال في غنى عن أشعة الرنين المغناطيسي لتشخيصها ، ولا لبائع الورد ليزينها حتى تسر مشاهدها المقززة كل من ينظر إلى الأشياء بعينه المجردة من وهم الإنتماءات الضيقة والمصالح الدنيوية الزائلة .
إن الصلاة في أصلها تعني الدعاء إلى الله وأي صلاة غير مقرونة بالعمل الصالح المخلص النية لا تؤتي أكلها ، والصلاة بدون أفعال باطلة كبطلان من يتذرع بها . لو كان لصلاة التقية نتائجها المرجوة لتحررت فلسطين من قبضة إسرائيل ، ولإنهارت سيدة النظام العالمي الجديد (أميركا) جراء زلزال الدعاء والتطلع إلى زوالها من الوجود بسبب سياساتها العدائية . احد تعريفات الصلاة الشائعة والأكثر تداولاً بين العامة تقول الصلاة علاقة بين العبد وربه ، وبما ان العمل العام يقتضي رعاية مصالح الناس ، فالرئيس أو الوزير غير مطالب بأن يظهر لناس إيمانه الخاص . إذا كانت تلك المشاهد لتحقيق السلام فهي باطلة ، لأن السلام وقوده الحقيقي الإرادة والعزم والعمل ، وليس ترديد التراتيل وقراءة آيات مقدسة والقلوب بحاجة إلى الصنفرة لإعادتها إلى حالة ضبط المصنع ، حتى تتهيأ لقبول الواقع الجديد والمفروض ان يكون . التجارب أكدت ان معظم الدول التي يتم إبتدار كل ما يتعلق بالعمل العام فيها بالصلاة ، هي الأكثر فسادا وكبحاً للحريات وهضماً للحقوق وتغيب فيها ابسط متطلبات الإنسان الحياتية ، وإن وجدت فهي لمن إستطاع إليها سبيلاً من فئة آكلي قوت الشعب ، إذا كنا في دولة الإيمان (و هذه فرية أطلقها الواهمون لأن الناس هم من يؤمنون وليس الكيانات) فلماذا نعيش في الشتات فضلاً عن النزوح الداخلي ، رغم تلك الأرقام الفلكية التي تم نهبها على رؤوس الاشهاد في وضح النهار ، ولم نقرأ قط عن محاكمة سارقي المال العام ، حتى أولئك الذين حوكموا في قضايا فساد لا يمثلون مثقال ذرة من رمال الفساد التي تغطي معظم الارجاء في بلد كالإبل تموت من العطش والمياه على ظهورها محمول .
المحزن حقآ ليس كل ما سبق ، إنما إنخراط شباب كنا نأمل منهم رفع لواء هذا البلد المنكوب ، في الترويج لتلك المشاهد بأنها ركناً من أركان تحقيق السلام ، ذلك هو المحزن والطامة الكبرى في نفس الوقت وكأن القلم لم يغير في أمرهم شيء.
يا أكون يبدو أن ما كتبته مقدمة فقط ولم تدخل في صلب الموضوع، توعدنا بالبقية حتى نفهم دا قلم منو ما أزال بلمه دا وما علاقة الصلاة بالموضوع؟
جيب من الاخر يا أكون