مقالات وآراء سياسية

ماذا بعد سقوط الانقلاب؟

يوسف السندي

توحدت أصوات السودانيين جميعا ضد انقلاب البرهان، وتوافق الجميع على مناهضته، وستكون مليونية ٣٠ اكتوبر ردا مفحما للبرهان وفلوله.
توحد الثوار نعم لإسقاط الانقلاب، ولكنهم لم يتوحدوا بعد على معنى هذا السقوط وكيفيته، وهذا الاختلاف وان تجاهله الجميع الآن لكنه سيمثل مدخلا للاختلاف فيما بعد ومصدر للاحباط والفشل في ترجمة أهداف الثورة إلى واقع.
لذلك مهم الآن إدارة حوار بين الثوار المدنيين للإجابة الواضحة والمتفق عليها حول الهدف من المقاومة الراهنة والطريق الذي يسلكه الجميع موحدين في نهاية الشوط.
توجد تقريبا اربعة كتل ثورية في الراهن الحالي، الكتلة الأكبر سياسيا هي قوى الحرية والتغيير، ويبدو أن معظم كياناتها متمسكة بالوثيقة الدستورية، مما يعني أنها لا تمانع من الرجوع لاستكمال حكومة الوثيقة الدستورية مع المكون العسكري، وهو ما يعني عدم حدوث تغيير حقيقي بعد الانقلاب، اللهم إلا أن يفضي الحوار الجديد إلى تغيير الشخصيات كان ينسحب البرهان وحميدتي من جهة المكون العسكري وتنسحب قوى الحرية والتغيير من الحكومة لتصبح حكومة تكنوقراط يشكلها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالتشاور مع قحت. ويدعم هذا الاتجاه العالم الخارجي باكمله والذي يدعو إلى احترام الوثيقة الدستورية واستعادة حكومة حمدوك لصلاحياتها.
كتلة الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين الشيوعيين وهي تطالب بفض الشراكة وعودة الجميع لنقطة ١١ ابريل، وإقامة وثيقة دستورية جديدة تكون فيها الحكومة الانتقالية مدنية بالكامل ويستبعد منها الجيش.
كتلة لجان المقاومة المستقلة والثوار المستقلين، هؤلاء يرفضون الحوار مع العسكر ويطالبون بالمدنية الكاملة المبنية على حكومة تكنوقراط مستقلة، لا يثقون في السياسيين في الكتلتين اعلاه كمتحدثين باسم الثورة. ينقص هذه الكتلة التنظيم المحكم الذي يجعلها قادرة على تقديم متحدثين باسمها ومفاوضين وقادة دولة، ولكنها تملك الكتلة الجماهيرية الأكبر.
كتلة حركات الكفاح المسلح، وهذه تتمسك باتفاق السلام الموقع في جوبا، ويميل بعضها مع موقف قوى الحرية والتغيير ويميل بعضها الآخر الذي قاد اعتصام الموز مع موقف العسكر.
تباين مواقف الكتل أعلاه مهدد حقيقي للثورة وللفترة الانتقالية، واختلافها السابق للاسف كان أحد أهم الأسباب التي شجعت المكون العسكري لاستغلال بعضها كمجموعة اعتصام القصر والقيام بالانقلاب، الآن ربما وعت جميع هذه الكتل الدرس، وعليها أن توحد موقفها الآن وليس بعد مليونية ٣٠ اكتوبر، الان وليس بعد إسقاط الانقلاب.
مهما كان الخيار المتفق عليه، فإن وحدة قوى الثورة هي الضامن الوحيد لانجازه وللعبور بالثورة نحو المستقبل المدني الديمقراطي .
هل هناك تواصل بين هذه الكتل؟ هل ثمة من يجمع بينها الآن لتحديد موقفها؟ اذا كانت الاجابة لا فإن التحرك الجاد من العقلاء وحكماء الثورة يجب أن يبدا الآن لتوحيد هذه الكتل خلف هدف واحد، أسوا سيناريو ستعيشه الثورة هو ان يستمر التشرزم والصراع بين الكتل المدنية.

‫3 تعليقات

  1. سوف يستفيد الجميع من الدرس
    لان الكل عرف وشاف كيف تستهدف دول بعينها السودان
    استهدافهم بقى ظاهر للعيان ،، مصر والامارات تستخدم التشاديين الجندويد لقتل السودانيين واغتصاب فتياتهم
    وضربهم في الشوارع بصورة مهينة والدخول الى بيتوتهم من اجل ان يجلس شخص جاهل على رئاسة السودان
    وبعدها يستبيحون كل خيرات السودان
    سوف نصطف جميعا بالطبع
    سوف ننسى كل الخلافات
    بعد الانقلاب سوف يكون السودان بلا عملاء ولا جنجويد ولا مرتزقة
    سوف نسحب كل جنسيات المجنسين العشرة مليون برانا شفنا ماذا فعلوا بالسودان
    سوف تعود لنا وطنيتنا المفقودة ،، وهي موجودة
    اي اجنبي جايي يرتزق دة لا مكان له

    اهم خطوة هي سحب كل جنسيات الاجانب وطردهم
    ايقاف دخول نفايات مصر الى السودان عبر شاحناتها وترجع بسرقة ذهب ولحوم ومنتجات السودان
    دة كله ح يقيف

    هبوا للدفاع عن شرف المهيرات ضد الجنجويد وضد مخططات مصر والامارات
    كل العالم واقف مع السودان بقوة ما عدا مصر والامارات واسرائيل محور الشر

  2. لا صوت فوق صوت المعركة ضد الدكتاتورية وانقلاب الفلول والمرتزقة يلغي كل ما كان بيننا من خلافات ولنقوم لثورتنا وأنا من الآن سوف اضع الف خط تحت كل ما يطرحه الحزب الشيوعي واحاول ان افهمه بحسن نية لانه كل ما يقولونه لا نصدقه في وقته ولكنه يقع بحزافيره بعد سنة سنتين هؤلاء الشيوعيين لهم نظرة ثاقبة ونجدهم دائما امامنا وقت الشدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..