حميد.. بنستناك على صهوة جياد الريح.. مع جماعة حلم نادوس

الخرطوم ? امتنان الرضي
مين سمى ترحالك غياب والغيبة بزيدك بها
لو برتق الحزن المصاب كان بعدك الموت انتهى
يا أقصى حالات الحضور المشتهى.. يا منتهى
حميد مشروع إنساني منفتح وعظيم متجذر في عمق الوطن، وصل إلى فضاء وآفاق واسعة كما يشتهي.. هكذا قالها الشاعر أزهري محمدعلي متحدثاً عن رحيله، نعم حميد شاعر ترك إرثاً فنياً غنياً عن التعريف متمثل في تجربته الإنسانية والمعرفية والحياتية المختلفة لإنسان عاش بكل هذه السودانية الرحيمة.
قدم حميد كل لحظة في حياته قولا وفعلا خيرا مبرا للناس، ويواصل أزهري حديثه قائلاً: إن القصيدة والموقف الإنساني بخير كلما ذكر حميد، وبتمسك الشباب وتفاعلهم مع تجربته تستطيع أن تصل غاياتها وأهدافها، كما حيا روح الشاعر محجوب شريف وروح الفنان مصطفى سيد أحمد وشرفاء السودان والأحرار ودعاة الحرية والخير. وقال أزهري: مصطفى صاحب صوت ملتزم وقيمة إنسانية وأخلاقية كما أن مصطفى وحميد لا يمكن استنساخهما.
تضحيات جسام
ويقول أزهري للذين يتاجرون بغناء مصطفى (شيلوا شيلتكم وابقوا مصطفى كلكم)، إذ أن مصطفى كان يحمل قضايا احتاجت إلى تضحيات جسام، فإذا ما استطاع المجتمع السوداني أن ينتج مصطفى آخر، فليستعد من ينتجه لهذه التضحيات، فالشعب أحوج ما يكون إلى مصطفى وأحوج ما يكون إلى حميد.
تصفيق مدوٍّ
عطرت كلمات محمد الحسن حميد مسامع الحاضرين بقاعة الشارقة الذين ملأوا القاعة جلوساً ووقوفاً في منظر احتشدوا فيه زينوا حتى جنباتها في ليلة فريدة ومختلفة من الليالي ساقتها جماعة حلم نادوس الثقافية بأمسية (السبت) الماضي إثر الذكرى الرابعة لتخليد الشاعر الرائع صاحب الكلمة الرصينة والحروف التي لا تنضب بتقديم أغنياته ورحيق أشعاره، السامع خارج القاعة يسمع تصفيق الحضور جميعه دونما استثناء بطريقة تكاد تكون (مدوية).
روائع حميد
حينها شارك كل من الفنان محمد جبارة متغنيا بأغنيات جميلات من رائعات حميد التي تنضح بالوطنية وتجسيدها الإنسانية اللا متناهية، الشاعرة نجاة محمد عثمان والشاعران العطا محمد عطا والتاج عبدلله قاموا بتقديم قصائد رثاء وحزن عميق تتجلى في تعابيرهم وهم يلقونها.
دموع تنهمر
وعلى الرغم من عدم استصحاب الفنان شمت محمد نور لآلات فرقته الموسيقية، إلا أنه أبت صيرورته ليعبر عن فقده لحميد ومشاركته بأغنيتين لشاعر الشعب محجوب شريف فقط غير ما أي آلة توزع أو تعزف فغنى فأمتع ومتع.. ويا له من إبداع. واختتم الليلة الجميلة الحزينة الفنان أبوبكر سيد أحمد فزاد شجون القاعة بالألحان أطربت الأسماع لها ودغدغت مشاعرها حينما أشجى بلحن سوقني معاك يا حمام.. سوقني محل ما الحقيقة.. عندها اغرورقت عيون الكل ومن لم يتملك مشاعره فانهمرت عيونه بالبكاء.. فالجميع عبر عن فقده للشاعر محمد محمد الحسن سالم حميد ويبقى حميد نحمله في دواخلنا وبين حنايانا ما حيينا ودام فدامت كلماته
اليوم التالي
ياما كم بيراً حفرتو ما حصل قت يوم ده بيري
زيى زي غيم بي مطرتو ما فرز ضل من هجيري
طين جروفي المني روّح شالو هدام الدميري
ما بكاهو قليبي نوّح ماهو يوم بطلع جزيري
كل زول من حقو يحلم حلمي يا راحة ضميري
تبقى هذي الدنيا ارحم وخيره زي الغيمة ميري
ريده لله ريده اكمل من جبيري وحُق ضريري