قتلت زوجي..!!

عبد الباقي الظافر

نعم قتلت هذا الرجل..هكذا دون تردد وفي قصة واقعية كانت العروس تسرد أقوالها أمام قاضي محكمة أم درمان جنوب..التفاصيل الحزينة تقول إن والد العروس أجبرها على الزواج من أحد أقربائه فيما كانت المتهمة تحلم بالزواج من ابن عمها..بعد الزفاف أصر العريس ان ينال كل حقوقه الشرعية في ليلة واحدة..تحت الضغط النفسي غرست العروس المجبرة مدية في بطن زوجها..حينما شاع الخبر كان كل ما فعله الوالد أن قام بتسليم ابنته للشرطة لتنال العقاب اللازم.

في ليبيا يعيش الناس في دهشة حيث فرضت الحكومة ضريبة على أي زواج..تبدأ الضرائب من خمسين ديناراً على الزيجات العادية.. أما إذا كنت ليبياً وترغب في الزواج من أجنبية فتزداد الرسوم لتصل إلى خمسة آلاف دينار..ينقص المبلغ قليلاً إذا ما كان الزوج أجنبياً ليتوقف في تخوم الثلاثة آلاف دينار..حكومة عبدالله الثني في شرق ليبيا بررت الضرائب الباهظة من أجل دعم صندوق دعم الزواج.. أخشى أن تغتنم حكومتنا السابقة الليبية وتفرض رسوماً إضافية على صالات الأفراح تخصص لدعم الزواج الجماعي.

منذ أيام كنت أبحث بعمق في حقوق النساء ..توقفت في اتفاقية إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة اختصارا بـCEDAW)) نحو مائة وسبع وثمانين دولة وقعت وصادقت على هذه الاتفاقية الأممية المعروضة منذ العام ١٩٧٨..من بين الدول التي أبدت تحفظات جاءت أمريكا التي ترفض منذ ذاك الحين المصادقة على المعاهدة حيث مازال الملف حبيس أدراج مجلس الشيوخ الأمريكي..بلدنا وإيران والسعودية رافقوا امريكا في قائمة الرافضين لاتفاقية (سيداو).. هنالك دول أخرى قليلة لها تحفظات.. مثلاً دولة البحرين تضع تحفظاتها على إمكانية تمتع أبناء الأجنبية المتزوجة من بحريني بالجنسية البحرينية ..دول مسلمة أخرى محافظة تتحفظ على حق المرأة في الزواج.

الشيخ الراحل حسن الترابي كان سابقاً لجيله من الفقهاء حينما عرض فكرة زواج التراضي في مقترحات تعديل الدستور..فكرة الشيخ التي تم تحريفها كانت تقوم على اعتبار الزوجة طرفاً أساسياً في عقد الزواج..كثير من الممارسات التقليدية التي لا تستند على مقاصد شرعية جعلت المرأة مردوفة في عقود الزواج..بل في أحيان كثيرة يصبح الزواج أقرب إلى عملية البيع..مثل هذه الممارسات تفرز مثل الحوادث هذه الجنائية كما في حادثة عروس أم درمان.

في تقديري يجب إعادة النظر في زواج الإكراه السائد في بعض مجتمعاتنا ..أتمنى من المهتمين والنشطاء تركيز الأضواء على حادثة عروس أم درمان ..هذه الشابة التي تواجه حكم الإعدام ليست جانية..النظر بعمق حول حواشي ومتون هذه الحادثة يجعلنا جميعاً في خانة المتهمين.

بصراحة..هنالك عدد من القوانين والتقاليد الراسخة تجعل مجتمعاتنا تدمن هضم حقوق المرأة..هل هنالك ظلم أكثر من أن تغصب طرفًا على النوم في أحضان شخص وهو له كاره..أتمنى ان تكون هذه الزيجة آخر اغتصاب يتم تحت سمع وبصر القانون.

الصيحة

تعليق واحد

  1. يغتصبك بنشرجي. يعني حادثة واحدة جعلتك تعمم وجهة نظر امامك المقبور و التي اطلقها ليجني من ورائها مكاسب شخصية مثل ما ظل يفعل في كل خطرفاته .

  2. اتمني من الله ان يتم زواج اخواتك وبناتك بالتراضي
    عندنا مشاكل صحة وتعليم وامن ومعيشة وانت شيخ ك زواج ونكاح قبحك االه

  3. يجب التوازن عند البحث في مثل هذه الامور الاجتماعية .
    مثلا قصة هذه التي قتلت زوجها ليلة الدخلة بسبب ارغامها على الزواج منه, هي حالة نادرة في الوقت الراهن .
    من ناحية أخرى فان زواج ( التراضي) المقترح سيؤدي الى مشاكل اكثر بكثير مما يمكن تصوره ,كما انه لن يمنع ارغام البعض من النساء على الزواج ممن لا تريد , فمثلا في الوقت الراهن يتزوج بعض السباب من الرجال من احدى قريباتهم او معارفهم بضغوط قوية من الوالد او الوالدة و بالرغم من انه رجل , لكنه لا يريد اغضاب والديه او احد والديه.

  4. يغتصبك بنشرجي. يعني حادثة واحدة جعلتك تعمم وجهة نظر امامك المقبور و التي اطلقها ليجني من ورائها مكاسب شخصية مثل ما ظل يفعل في كل خطرفاته .

  5. اتمني من الله ان يتم زواج اخواتك وبناتك بالتراضي
    عندنا مشاكل صحة وتعليم وامن ومعيشة وانت شيخ ك زواج ونكاح قبحك االه

  6. يجب التوازن عند البحث في مثل هذه الامور الاجتماعية .
    مثلا قصة هذه التي قتلت زوجها ليلة الدخلة بسبب ارغامها على الزواج منه, هي حالة نادرة في الوقت الراهن .
    من ناحية أخرى فان زواج ( التراضي) المقترح سيؤدي الى مشاكل اكثر بكثير مما يمكن تصوره ,كما انه لن يمنع ارغام البعض من النساء على الزواج ممن لا تريد , فمثلا في الوقت الراهن يتزوج بعض السباب من الرجال من احدى قريباتهم او معارفهم بضغوط قوية من الوالد او الوالدة و بالرغم من انه رجل , لكنه لا يريد اغضاب والديه او احد والديه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..