السودان .. أزمة تتفاقم وحلول غائبة !!

الخرطوم .. حسن بركية
تشهد الساحة السياسية تحركات كثيرة هنا وهناك لكتابة ملامح المرحلة القادمة وتتحسس كل القوي السياسية السودانية ( أسلحتها) لمواجهة متطلبات المرحلة ، القرار الذي أصدره رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المعتقلين ومن قبله تصريحات النائب الأول لرئيس الجمهورية حول الحوار بين كل مكونات الساحة السياسية والمواقف العملية لحزب المؤتمر الوطني تجاه قضايا الحريات تصنع المزيد من الأسئلة ولاتعطي إجابات كافية لمجمل مايحدث ، المؤتمر الوطني يدعو لحوار تحت سقوفات معلومة والمعارضة السلمية تدعو لحكومة إنتقالية والحركات المسلحة وقطاع الشمال تتحدث عن إسقاط النظام والقوي الدولية تبحث عن معادلة أو تسوية حزئية تخاطب بالدرجة الأولي مصالحها وتخلق نوع من الإستقرار قصير العمر والغائب الحاضر (شعب السودان).
وظلت التجارب الفاشلة في الحوارات والاتفاقات الثنائية والمحاصصة في الثروة والسلطة تتواصل دون أي تغيير حقيقي في بنية السلطة القائمة وهكذا تعيد النخب الحاكمة والمعارضة والمجتمع الدولي إنتاج الفشل في السودان والواقع الماثل الآن هو نتاج طبيعي لسيطرة النماذج الفاشلة والقاصرة علي مجمل المشهد السياسي السوداني ، منذ وصول حكومة الانقاذ إلي السلطة عملت بكل ماتملك لتكسير بنية العمل الحزبي وتفتيت كل التجمعات المدنية الديموقراطية واستخدمت كل الوسائل الممكنة لإضعاف الأحزاب، وكانت المحصلة واقع سوداني معقد لا يتيح لأي تنظيم ديموقراطي مؤسسي فرصة للحياة أو التقدم والنمو، في حين تجد الحركات المسلحة والجهوية والتنظيمات السلفية تربة خصبة للنمو والتكاثر، وضخت الأسرة الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية) عوامل التكاثر والنمو في جسد الحركات المسلحة والجهوية والسلفية وذلك عبر الضغوط التي كانت تنهال علي النظام للدخول في محاصصات جهوية مع عدد من الحركات المسلحة وإنتاج حلول واتفاقيات جزئية للقضية السودانية
ولكل طرف أجندته، الانقاذ تدخل في أي مساومات تكتب لها عمر جديد وتمكنها من البقاء في السلطة، الولايات المتحدة تحاول إرضاء اللوبيات بعقوبات لاتمس جوهر وعظم الانقاذ وبالمقابل تقوم بإبتزاز النظام لتحقيق مصالحها، في حين تظل بنية العمل الحزبي والمؤسسي ضعيفة وغير فاعلة، وتنمو منظمات المجتمع المدني وتتمدد في مساحة الأحزاب، ولك ذلك يأتي خصماً علي العمل الديموقراطي الشعبي. وبالتالي نجد أن حكومة الأنقاذ والولايات المتحدة في حلف حتي لو كان غير مكتوب لتخريب وتعويق العمل السياسي المدني السوداني.
وبالعودة إلي قرار رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المعتقلين السياسين روغم أن الخطوة وجدت الترحيب من المعارضة والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها إلا أن الكثير من الشكوك لازلت قائمة وخاصة أن مواقف حزب المؤتمر الوطني في قضايا الحريات والاتفاقات غير مشجعة وكم من وثيقة كتبت وكم من مواثيق وعهود ذهبت أدراج الرياح ، غير أن القوي الدولية التي أصبحت هي (الحكم) في كل الشأن السوداني لها رأي وقالت مصادر صحفية أن هناك تحركات إقليمية ودولية لانهاء الصراع بالبلاد عبر تسوية سياسية شاملة تشمل ولايات دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والوصول إلي تفاهمات بين الحكومة والمعارضة السلمية
وعلمت (الجريدة) من مصادر مطلعة أن المجتمع الدولي يمارس ضغوطا شديدة على الحكومة والحركات المسلحة بدارفور والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال والمعارضة للوصول إلي اتفاق.
نظرياً تبدو الامور وكأنها تسير نحو تسوية شاملة للأزمة السودانية ،دعوات للحوار من قبل الحزب الحاكم وخطوات لتهيئة بيئة العمل السياسي لماهو قادم ومصفوفة بين السودان وجنوب السودان واتفاق سلام في الدوحة ولقاءات بين علي الحاج والنائب الأول لرئيس الجمهورية ولكن كل هذه الخطوات محاطة بمحاذير كثيرة وبل يمضي البعض أكثر من ذلك ويقول ” كل هذه التحركات مجرد مناورة ” الحكومة السودانية كانت ولازالت للخارج إعتبار أكبر من الداخل فهي مهمومة بكسب ود اليانكي الامريكي وإن توشحت ببعض الشعارات وتسعي لكسر حالة العزلة الخارجية وإن تحدثت صباح كل يوم عن الشريعة والمشروع الحضاري والخارج له مصالح وأولويات والمعارضة السلمية ليست علي قلب رجل واحد وتعاني من الإختراقات وكثير من أحزابها تتود للحزب الحاكم ليلاً وتتوشح ثوب المعارضة نهاراً.
وتبدو دعوات الحوار الإصلاح علي كثرتها هذه الأيام غير نظرية بلاسيقان لأن الواقع العملي يطرح ماهو مفارق ومخالف لهذه الدعوات تصريحات قادة الحزب الحاكم لاتفهم إلا في إطار الحفاظ علي السلطة القائمة مع مشاركة صورية بعض القوي السياسية ، أحزاب المعارضة تطالب الحزب الحاكم بالتنازل طوعاً عن السلطة دون أن تغبر أرجلها في معركة إستعادة الديموقراطية ، حركات دارفور لها أجندات سقوفات في الغالب جهوية وقطاع الشمال محاصر بقضايا مابعد نيفاشا وبرتكولات المناطق الثلاث ، مطالبات ورجاءات بعض قادة المعارضة للرئيس البشير بقيادة التحول الديموقراطي و خلع عباءته الحزبية. تعني أن يقود البشير ثورة على المؤسسة الحزبية والأمنية التي يعتمد عليها في استمرار سلطته وهذه مطالبات غير عملية وغير بريئة.. المخرج يتمثل في تغيير حقيقي يستند علي الإرادة الشعبية ويعيد الإعتبار لحركة الجماهير . من الخيارات المطروحة لحل الأزمة السودانية ومع زيارة مرسي إلي الخرطوم ? بعد طول انتظار ? من قبل إخوان السودان أن تسعي جهات داخلية وخارجية ( إسلامية) لتسويق بضاعة قديمة جديدة تفاهمات أهل القبلة في السودان وهذه الخطوة تصادف هوي في نفوس كثير من قادة الوطني غير أن الواقع السوداني المعقد الحذر كل الحذر من تجريب المجرب.
يا حليل زمن كانت حديقة الحيوانات التى باعوها وأتعمل محلها فندق كانت الأسود شبعانة وما هزلانه مثل هذا الأسد الذى أكلوا حقه كما أكلوا حق المواطنين.سبحان الله هرب منهم وتوجه لمركز صحى الدوينيب يشكو كسر كاحله وهزاله لك ولنا الله أيها البطل ففى زمن هؤلاء اللصوص تشكى ونشكى لله من الحال التى أوصلوك وأوصلونا لها وحسبى الله عليهم.
المعارضة السلمية ليست علي قلب رجل واحد وتعاني من الإختراقات وكثير من أحزابها تتود للحزب الحاكم ليلاً وتتوشح ثوب المعارضة نهاراً.
أحزاب المعارضة تطالب الحزب الحاكم بالتنازل طوعاً عن السلطة دون أن تغبر أرجلها في معركة إستعادة الديموقراطية ،
حركات دارفور لها أجندات سقوفات في الغالب جهوية وقطاع الشمال محاصر بقضايا مابعد نيفاشا وبرتكولات المناطق الثلاث
، الحكومة السودانية كانت ولازالت للخارج إعتبار أكبر من الداخل فهي مهمومة بكسب ود اليانكي الامريكي وإن توشحت ببعض الشعارات وتسعي لكسر حالة العزلة الخارجية وإن تحدثت صباح كل يوم عن الشريعة والمشروع الحضاري والخارج له مصالح وأولويات .
SUMMARY: THE SOUR FACTS!!! THE ONLY SOLUTION:1
المخرج يتمثل في تغيير حقيقي يستند علي الإرادة الشعبية ويعيد الإعتبار لحركة الجماهير .