رغم الإنفصال.. (طيفور) أقدم صيدلية في جوبا

كثير من الشماليين في جوبا، ما زالوا يصرون على البقاء وممارسة أنشطتهم التجارية، وتواصلهم الإجتماعي مع شعب الجنوب وبقية القادمين إلى المدينة التي تتلمس طريقها لتصبح عاصمة الدولة رقم (54) أفريقيا، إلتقيت عددا منهم في أسواق جوبا المختلفة، ولم ألمس لديهم رغبة في مغادرة المدينة..
من العائلات الشمالية المشهورة هنا، عائلة عبد الحكم طيفور وإمتداداتها، والتقت (الرأي العام)، بالسيد عبد الحفيظ إبراهيم سعيد الذي يعمل في التجارة العمومية بسوق جوبا، حدثني أنهم هنا منذ أربعين عاما، يقول: أنا من المغاوير شمال غرب مدينة شندي ولدت ونشأت هناك،وبعد إكمال دراستي الثانوية جئت مع خالي عبد الحكم طيفور إلى جوبا، والآن أنا وكيل أعماله هنا. وأوضح عبد الحفيظ أن مجال عملهم هو التجارة العمومية، خاصة في مجال الأدوية.. ويضيف أن أعرق وأقدم صيدلية في جوبا هي تلك التي تتبع لأعمال (طيفور التجارية) وتحمل إسم (طيفور)، ويوضح أن خاله عبد الحكم هو الذي أنشأها، في العام 1975م، وقام بإفتتاحها مولانا أبيل ألير والشيخ مصطفى الأمين في (عيد العلم) – فبراير من ذلك العام -، ونوه إلى أنها كانت تعتبر نقطة تجمع للسياسيين والأكاديميين، وكانت وما زالت تقدم الجوائز للخريجين في جامعة جوبا، بجانب خدمات ومشاركات إنسانية كثيرة، وقال إن الطاقم العامل فيها منذ إفتتاحها وحتى الآن من الجنوبيين.
عبد الحفيظ، أكد أن هنالك تغييرا كبيرا حدث بين فترتي الحرب والسلام، حيث تم فتح الطرق وانتعشت التجارة بعد السلام، وأصبحت الحياة أفضل، والعمل يمضي بحرية، وأكد أنه لم يلحظ تغيرا في معاملة الجنوبيين للشماليين، وليست هنالك تفرقة أو إشكالات أو حساسيات، وقال إن الجنوبيين كلهم (أخوان وأصدقاء). ولم ير عبد الحفيظ عيبا في أن يختار الجنوبيون الإنفصال، وقال إن الإتفاقية أعطتهم حق الإختيار، وبالتالي يمكن أن يأخذوا فرصة لشق طريقهم، وبعد ذلك لو حدثت وحدة فإنها ستكون عن تجربة وتكون اكثر قوة ومتانة. كما أنه لا يتخوف على المستقبل بعد الإنفصال، ويضيف أن الشماليين هنا تجار وهم مدنيين، ولذلك لا اتوقع أن تقع مشاكل، فالتجارة ليس لها حدود ولا فواصل وهناك كثير من الأجانب هنا، ولن يستطيع الجنوب الإنفصال إقتصاديا عن الشمال، وستكون هناك علاقات تواصل سلمية بينهما، ولن تتأثر النواحي الإجتماعية والإنسانية بالقرارات السياسية.
الراي العام