مقالات وآراء

عسكريون يطالبون بخروج الجيش من السياسة

يوسف السندي

في ندوة بعنوان (المنهجية الأولى حول تأثير نظم الحكم في السودان على العلاقات العسكرية المدنية) نظمتها رئاسة هيئة الأركان بأكاديمية نميري العسكرية ، دعا خبراء عسكريون الى ضرورة خروج المؤسسة العسكرية من المعادلة السياسية.

هذه الدعوة تظهر ان العسكر قد وصلوا إلى حقيقة جوهرية خلاصتها أن العلاقة بين المواطنين والجيش تدهورت إلى درجة خطيرة وغير مسبوقة ولم تحدث منذ استقلال السودان ، وان استمرار هيمنة الجنرالات على السلطة بالقزة باسم الجيش ، سوف يفاقم هذا التدهور ويقود البلاد إلى قطيعة كاملة شاملة بين الشعب وجيشه.

سواء كانت هذه الدعوة مقصودة لذاتها او مجرد (طق حنك) من العسكريين لكسب الزمن وادعاء الموضوعية ، إلا أن وصول خبراء عسكريين إلى خلاصة ان الجيش يجب أن يخرج من السياسة واعلان ذلك ، هو في حد ذاته دليل على نجاح الشارع الثوري المدني في هز المؤسسة العسكرية ودفعها إلى اجراء مراجعات حول دور الجيش ووظيفته.

يعلم السادة الخبراء العسكريون ان العسكريين حكموا السودان منذ الاستقلال لفترة تجاوزت ال ٥٤ عاما ، بينما حكمه المدنيون لمدة ١١ عاما فقط ، ورغم ان العسكريين جاءوا إلى السلطة بتمهيد من الاحزاب السياسية ، الا ان الحكم في نهاية الأمر تحول إلى حكم عسكري ، أصبح للجيش عبره حضور سياسي وايدولوجي ، للدرجة التي تحولت معها مؤسسة الجيش نفسها إلى مؤسسة سياسية في عهد المخلوع عمر البشير ، واصبحت ثكنات ضباط الجيش تشبه ثكنات أعضاء حزب المؤتمر الوطني ، هذا التاريخ قاد إلى هذا الانحدار الذي نعايشه اليوم من استعلاء عسكري واستيلاء بالقوة على السلطة بواسطة جنرالات الجيش  وكأن السلطة ملك للجيش ومن حقوقه الطبيعية.

نعلم ان هذه الدعوة التي انطلقت من هذه الندوة سيرفضها الجنرال البرهان ومجموعته الانقلابية ، وربما قادتهم كما هي عادتهم إلى معاقبة هؤلاء الخبراء بالفصل او الإحالة إلى المعاش ، ولكنها تبقى دليل على أن أي دراسة موضوعية لحال الجيش السوداني وما وصل اليه من تردي وكره في قلوب المواطنين نتيجة لممارسة السلطة الانقلابية ، سوف تقود حتما إلى الدعوة بالفم المليان إلى خروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين والعودة للثكنات .

الحكم المدني قادم مهما تأخر ، والمستقبل سيحمل في طياته خروجا ابديا للجيش من السياسة . يرونه بعيدا ونراه رأي العين.

[email protected]

‫9 تعليقات

  1. بعد اي محاكمة لعسكريين الا وتسمع شيوخ الطرق الصوفية مطالبين بالعفو في جرائم لا يعفي عنها القانون علما بان الخلاوي مشهورة بالاعتداء علي الأطفال تجري محاكمة الان بالخصوص اتمني ان تتوقف الواسطة من شيوخ الخلاوي حتي يطبق العدل وهو واجب يا شيوخ الواسطه لماذا ادم من امبده

  2. شوف يا صحبي الصحفي انت…
    شكلك مافهم اي حاجه من الندوه…
    كللللها فرطقه صفيح خاوي… كلمات حق اريد بها باطل… طق حنك سااااكت…. سواقه خلاء…. حنك بيش… ..
    يلا ورينا مين من القيدات في الجيش التي نادت جهارا او حتي بخجل او تلميح بازاحه الجيش من السياسة.. جيب لينا قرن كبير دق صدروا و تنحنح وقال الجيش للدفاع فقط… مين…. وين… متين…

    1. افكلما جاءكم رسول بما لاتهوي انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (صدق الله العلي العظيم)

      كنت اتمني لو انك تدعم الاتجاه الذي يقول العسكر للسكنات وهو دورهم ووظيفتهم الحقيقيه التي اختاروها طائعين يوم التحقوا بالكليات العسكريه .

      كل الذين حضروا الندوه اقروا وأمنوا علي ماقاله الفريق أول وفهموا الرساله حبا وكرامه للوطن العظيم الذي تتهدده المطامع من كل اتجاه والخيانه والعماله من ابنائه العاقين.
      ندعو الله ان يحفظ وطننا ويخرجنا من هذه الغمه ويولي من يصلح ولن يصلح أي عسكري علي الاطلاق حسب تجاربنا مع العسكر لانهم غير مؤهلين اصلا للحكم .

  3. عسكري يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ؟ ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

  4. يبدوا إنك طيب جدآ جدآ، ما هي الدوافع من وراء التصرح ?، وما هي الجهات الاخري التي تقف معهم ? ولماذا لا يرفع حالة الطواري حتي الان? و ….الخ.

  5. “نعلم ان هذه الدعوة التي انطلقت من هذه الندوة سيرفضها الجنرال البرهان ومجموعته الانقلابية”
    كلام الندوة ياهو ذاتو كلام قال ه البرهان وهو انه سيسلم الحكم عندما يتوافق المدنيين. يعنى ما حا يسلموها لانو المدنيين وجدوا لكى يختلفوا ةهو امر صحى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..