من قاعة المحاكم..«سرقت لأنقذ والدتي من الموت»

نجلاء عباس:
«سرقت لأنقذ والدتي من الموت»
«محمد» الابن الاكبر والوحيد بين ثلاث فتيات تتراوح اعمارهن «2 / 6 / 9» سنوات بينما لم يتجاوز محمد الـ«11» عاماً عندما توفي والده وصارت المسؤولية الكبرى على عاتقه بمساعدة والدته التي لا مجال لها سوى تتخذ من «بيع الكسرة» مصدراً لدخلها حتى تتمكن من تربية ابنائها ولم يجد محمد طريقاً سوى ان يترك التعليم حتى لا تكثر عليهم المصاريف ويشتغل صبي ميكانيكي مع احد معارف والده بالمنطقة الصناعية وقبلت الام قرار ابنها وهي مكرهة في الوقت الذي كانت تتمنى ابنها ان يدرس افضل الكليات الجامعية ويشتغل في وظيفة مرموقة في المجتمع يستفيد منها ويفيد غيره، لكن علمها التام بالظروف المادية التي يمرون بها جعلها توافق وتفوض امرها لله عسى ولعل يتمكن ابنها من مواصلة الدراسة بعد ان يتحسن وضعهم وبمرور عامين عمل فيهما محمد مع صديق والده وكان في تصليح السيارات ليساعد والدته في مصروفات شقيقاته الصغيرات لكن القدر كان اقسى على محمد عندما رجع من عمله ليجد والدته تشكو من المرض ودرجة حرارتها مرتفعة جداً وشقيقاته الصغيرات يبكين حولها ولا يعرفن كيف لهن ان يتصرفن لمعالجة والدتهن واسرع محمد واحضر الماء البارد ومنديل محاولاً ان يخفض حرارتها لكنه لم يفلح في ذلك حتى اصبح عليهم الصبح وهم في حالة توتر وقلق على والدتهم وعزم محمد ان يفعل المستحيل لتشفى والدته لانه ليس على استعداد ان يفقدها كما فقد والده، وذهب محمد وتضرع لله لشفاء والدته وذهبت الاخت الكبرى لتستعين بجارتها واخبرتها ان والدتهم في حالة مرضية سيئة وذهبت معها الجارة للمنزل وجلست جوار الام المريضة وقالت للاولاد ان امهم تحتاج الى مراجعة الطبيب ليعطيها العلاج المناسب واخذ الاولاد امهم الى المستشفى واخبرهم الطبيب ان مرضها ليس بالمزعج فقط يجب عليهم ان يشتروا لها العلاج المناسب لتشفي تماماً ورجع محمد واسرته للمنزل وانتابهم شيء من الاطمئنان على أمهم لكن كان يحمل هماً من اين يأتي بمصاريف العلاج والروشتة التي كتبها الطبيب تكلف ألف جنيه وهو لا يملك في جيبة اكثر من «20» جنيهاً يومية العمل مع الميكانيكي ولم يجد محمد امامه سوى ان يذهب ويستلف من معارفه وزملائه في العمل المبلغ على ان يسدده لهم في اقرب فرصة وبدأ بصاحب المحل الذي يعمل معه لكن رده خائباً وذهب لغيره وغيره ولم يجد أحداً يقف معه على ان محمد طفل صغير والمبلغ الذي يطلبه كبير ولا يستطيع ان يرده لهم وانقضى يومان دون ان يحضر محمد علاجاً لوالدته وفي الصباح ذهب للعمل ووجد هناك رجال يلبثون ثياب فخمة ونظيفة ويبدوا عليهم انهم من الطبقات العالية في المجتمع ولهم عربات فخمة فقط يريدون من الميكانيكي وزن التكييف للعربات واسرع محمد ليقف بالقرب منهم ويلبي لهم الخدمات المطلوبة وكان محمد يأمل في نفسه ان تتاح له فرصة ويجد مبالغ مالية وبالفعل ترصد محمد المواقف حتى تمكن من الدخول للعربة بمفرده بحجة انه يفحصها ووجد بالدرج ثلاث ورقات مالية فئة دولار واخذها وكانت الفرحة تغمره وبعد ان سلم «ورديته في العمل» ذهب للسوق وتبديل الدولار الى عملة محلية وبلغت القيمة اكثر من الفي جنيه واتجه الى الصيدلية واشترى الادوية وبعدها البقالة وشراء مأكولات مغذية لوالدته وعدد من انواع الفواكه لكن لم يمر يومان حتى اكتشفت السرقة وحضر الرجل الى الميكانيكي واخبره انه فقد عملات اجنبية وانه يشتبه فيه وبالتحري والتقصي وابلاغ الشرطة توصلوا الى ان محمد هو السارق وخلال الاستجواب اعترف محمد بالسرقة واوضح لهم كل الاسباب التى جعلته ان يسرق بالرغم من انها ليست صفاته ولا أخلاقه لكن الام هي اغلى ما نملك ولها يفعل المستحيل ومع تلك الاسباب احيل البلاغ الى المحكمة للفصل فيه.
الانتباعة
محتار اقول شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأخت نجلاء عباس كاتبة الخبر أرجوا مخلصا تزويدى بأى رقم هاتف يخص هذه الأسرة وأنا متكفل برد المبلغ الذى سرقه الأبن اليتيم لعلاج والدته كما أـكفل أيضا بعلاج والدته لوجه الله تعالى .
يرجى مراسلتى على الإيميل : [email protected]
ولكم الشكر الجزيل
الرجل المشتكى جبان يجب عليه ان يعفو عن هذا الطفل بل ويعينه على تكاليف عﻻج والدته – لو كان فى بﻻدد غير السودان كان اخذ ليه رشاش ورش كل اصحاب السيارات الفارهة واخذ منهم مايريد .
اين ابان كروش كان يسأل الراجل ده من اين له هذه الدولارات هو ذاتوا حرامي ويجب ان تتم محاكمته هو أولا وان الشرع يبيح السرقة في حدود والله أعلم . ما هو دور الافتاء فى حق هذا الطفل.
تنفع دراما في مسلسل في رمضان القادم إن شاء الله …
بحيي كل المعلقين الذين تعاطفوا مع القصه هذه وهذا من طيب خصالهم …
ندين المجتمع والدولة لكن الست الحكاوية كانت تختصر لينا الموضوع في سطرين فقط بدلا الفلم الهندي ده
حنك بيش .. بس عجبني خيالك .. واااااسع .؟؟ فلم هندي من اجل امي ؟
إلى كل الذين تهكموا علي القصة ، هذه القصة هي إدانة كاملة للحكومة والشعب لم نكن هكذا من قبل وكما تكونو يول عليكم ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. هذا الرجل الذي يترك هذه الدولارات داخل السيارة التي تم إدخالها للورشة غير محتاج ويجب أن يشطب البلاغ من تلقاء نفسه ،، الدولة يجب أن تتحري حال هذه الأسرة وتأمر ديوان الزكاة الذي يبذر أمواله في دعم القنوات بالتكفل بهذه الأسرة وإرجاع هذا الفتي الشجاع إلى مدرسته، ويجب أن يحاكم بتهمة التحريض الميكانيكي الذي يعمل لديه محمد لأنه يجب أن يكون الأدري بظروفه وشراء الدواء لأمه من أولي ضروريات المروءة التي كان يجب أن يقوم بها وغيره وغيره المهم الفت نظر السادة الذين يرون في ما قيل فلم هندي أن ينظروا للجانب الآخر وسيرون المأساة…
هذه ادانة للمجتمع قبل النظام الفاسد, جزاك الله خيرا اخي البدرابى , واكثر الله من امثالك .
اقترح على صحيفة الراكوبة فتح صفحات لكل محتاج او لديه معرفة بأسر محتاجة ومتعففة لطرح
معاناتهم , فلا زال الخير متأصلا بأمة محمد ” ص “
لو كنت مكان المحنى عليه لتنازلت عن البلاغ.