هل سيطرت الإنقاذ على عقول الناس دون أن يشعروا ؟ أم برضائهم

هناك واحد من الأساليب للسيطرة على العقل يسمى ( أسلوب التأطير )
وهو أحد أساليب غوبلز: ( هو بول جوزيف غوبلز 29 أكتوبر 1897 ? 1 مايو 1945) وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية ، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية، وتولى منصب مستشار ألمانيا لمدة يوم واحد في 30 أبريل 1945 عقب انتحار هتلر والذي مات منتحرا بالسم هو أيضا مع زوجته وإسمها ماغدا وأطفاله الستة وكانت تتراوح أعمار أطفاله بين 4 و 11 سنة لكي لا يهانوا من الروس بعد وفاته على حسب تفكيره المريض !!!!!
وببساطة هذا الأسلوب : مثلا عندما يزورني زائر في مكتبي أسأله ماذا تشرب ؟ … أتشرب شاي أم قهوة تركي ؟ ؟ !!!
هنا من الصعب أن يخطر ببالك أن تطلب كابتشينو أو عصير ولا تستطيع أن تخرج من هذين الخيارين
تقول الأم لطفلها : ما رأيك ستذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة ؟؟؟ !! الطفل سيختار التاسعة , وهو ما تريده الأم مسبقا دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك , بل يشعر أنه هو من قام بالإختيار ..
هذا الأسلوب يجعل عقلك ينحصر في إختيارات محددة فرضت عليك لا إراديا , ومنعت عقلك من البحث عن جميع الإختيارات المتاحة ..
البعض يمارس ذلك دون إدراك , والبعض يفعله بهندسة وذكاء .. !!!
والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد , أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر أنت
وهذا الأسلوب يستخدم عادة مع أطفال الإحتياجات الخاصة خاصة المصابين (بالتوحد) وهذا ما ينصح به خبراء علم النفس بأن لا تقول كلمة (لا) إطلاقا فهي ممنوعة الإستخدام لأطفال التوحد بل الأفضل أن تضعه في خيارات سيختار واحدة منهما مجبرا وفي نفس الوقت يتملكه إحساس بأنه فعل الشئ بإختياره ولكنه لا يدري لقد إختار الذي أريده أنا
ونفس الأسلوب يستخدم في السياسة والإعلام …
وهناك قصة حدثة قبل 16 سنة ….. عندما اجبرت السلطات الصينية في عام 2001م ….. طائرة تجسس امريكية من طراز EP-3 Orion spy plane ….. على الهبوط في جزيرة هينان الصينية بعدما اخترقت الاجواء الصينية …….وبعد توتر العلاقات بين البلدين , خرج الرئيس الأمريكي وقال :
إن الإدارة الأمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة الأمريكية , وجاء الرد قاسي من الحكومة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تنصت قبل تسليمها ..
وهذه موافقة ضمنية على تسليم الطائرة …. الحقيقة هنا هو أن القضية هي هل تسلم الصين الطائرة لأمريكا أم لا ؟؟ !!.. ولكن الخطاب الأمريكي جعل القضية هي التأخير وليس تسليم الطائرة
فمثلا في حرب سوريا صور الإعلام إن المعركة الفاصلة هي مدينة حلب فأصبحت جميع الوحدات وقوات النظام تترقب هذه المعركة ومشى على هذه النغمة كل وسائل الإعلام المعارضة والموالية للنظام السوري وفعلا بعد سقوط حلب إنهار الثوار وبدأت الروح المعنوية منهارة . لكن اللعبة في إن الإعلام أراد أن يضع الناس بين خيارين لا ثالث لهما .. وعندما سقطت حلب شعر الجميع أن سوريا كلها سقطت في يد النظام السوري وماتت الروح المعنوية للمعارضة . بالرغم من أن أكثر من ثلثي مساحة سوريا ليست تحت سيطرت نظام الأسد
تلعب الإنقاذ نفس اللعبة وتستخدم أسلوب التأطير بجدارة مع الشعب وتتعامل معه كحال المصاب بالتوحد وتحاصره دائما بخيارين لا ثالث لهما
فمثالا لقد خيرت الإنقاذ الشعب بين خيارين الحكم للإنقاذ أو الفوضى كليبيا وسوريا فلم تخير الشعب بخيار ثالث كالإنتخابات … والأحزاب … والتعددية … لقد حاصرت العقل بين هذين الخيارين ..
فمثلا في أول أيام تولي الإنقاذ السلطة وعادوا العالم أجمع وفرضت أمريكا الحظر على الحكومة أعلنوا للناس بأنهم لن يرضوا أمريكا على حساب الشريعة أو الدين هو أصلا لم يكن هناك تطبيق للشرع بمعنى هل نرضي أمريكا ونترك الدين ؟ .. طيب فأين الخيار الثالث ؟ فيمكن أن تحافظ على دينك ومجتمعك وفي نفس الوقت تعيش في محبة مع الآخرين كحال أي دولة حديثة وتكون في علاقة طيبة مع أمريكا وكل العالم .. لكنهم أرادوا أن يحاصروا العقل بين هذين الخيارين .. لتمرير الخطأ
وقس على ذلك في التعيينات التي تتم للمناصب التنفيذية أو الإدارية لكي يرضى المواطن فتحاصر تفكيره بين إثنين فيختار العقل واحد من السئيين وكأنما عقمت أرحام النساء بأن تأتي بالنظيفين النزيهين المؤهلين , وهنا الخيار لا وجود له في أرض الواقع كصناديق الإقتراع بل هو خيار نفسي .. بمعنى وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف الآخر .
ووجد هذا الأسلوب صداه في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وإنعدام الوعي وهو خيار وهمي ليس مبنيا على واقع.. فهذا أسلوب قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات لا وجود لها
وهذا واحد فقط من الأساليب التي تجعلك لا ترى إلا ما أريده أنا
عزيزي القارئ :
إنتبه لكل سؤال يقال لك .. أو خبر أو معلومة فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك وسيقيدك
فاليعلم الجميع أنه لا مجال أمامكم للتغيير والتطوير إلا بزيادة الوعي ثم الوعي للمجتمع أما غير ذلك كالذي يبني قصورا في الرمال …
فكلما زاد وعي الإنسان في أي مجتمع وليس السودان إستثناءا وزادت معرفته إستطاع الخروج من هذه الأطر والقيود والأوهام التي يضعونها له
[email][email protected][/email]



العقل اكبر سجن للانسان فحرر عقل من قيوده التى تكبله وازح عنه الترهات والخزبعلات وكل مايعيق طريقة فتصبح انسانا حرا