التين الشوكي.. ثمرة رائعة وفوائد جمة.. غذا ودواء

أديس أبابا – أنور ابراهيم
التين الشوكي من أكثر النباتات التي تنمو في المرتفعات والأودية وهي من المناطق شبه الجافة في إثيوبيا، وتعرف أحيانًا بأشجار الصبار ولها ثمار حلوة المذاق بلون أحمر مُنخرط في الصفرة أو الخضرة الفاتحة. تثمر شجيرات التين الشوكي التي تُسمى باللغة المحلية (بلس)، في بداية فصل الخريف. وتنتشر بكثافة في شمال إثيوبيا في مناطق (ولو، وتقراي) خاصة في المرتفعات وسفوح الجبال.
يتكاثر التين الشوكي بسرعة، فإذا سقط جزء من الشجرة على الأرض ووجد ماء ينمو فورا غارسًا جذوره عميقة في الأرض وسرعان ما ينمو ليصبح شجرة أخرى، وهكذا حتى تتشكل غابات منه، علاوة على أنه من الأشجار المعمرة التي لا تموت بسرعة بل لديها قابلية على تحمل العطش لفترات كونها هي من نباتات المناطق الجافة التي لها خاصية مقاومة الجفاف إذ تظل صامدة مهما كانت شدة الجفاف وبأسه.
ثمرة وثقافة
المدهش في الأمر، أنه لا أحد يستطيع أن يحصد فاكهة التين الشوكي بيدين عاريتين، إذ تحف سطح الثمرة أشواك دقيقة وحادة، لذلك يستخدم حاصدوها عصيا والآت مخصصة لإنجاز المهمة.
هنالك مناطق تنتشر فيها تلك الأشجار بكثافة أكثر من غيرها، ولعل أهمها منطقة (عدي قِرات) الواقعة في إقليم تقراي شمالي إثيوبيا، حيث يعتمد سكانها على هذه الثمرة مصدرا رئيسًا للرزق، كما تعتبر مصدرًا للتفاؤل لديهم، فهم لا يقيمون مناسبة فرح كالزواج مثلاً إلا إذا أثمرت أشجار التين الشوكي، وإذا حدث العكس وتأخر إثمارها، أو لم تثمر يتشاءمون بذلك أيما تشاؤم
منتجات من التين الشوكي
لا يكتفي السكان المحليون بحصاد التين الشوكي وبيعه، بل يتم تصنيع بعض المنتجات منه خاصة المربى والعصائر والحلويات كما يتم تصنيع الصابون والشامبو والأدوية وأنواع مختلفة من الأطعمة المحلية من النبات نفسه.
كل ذلك شجع العديد من الشركات المحلية والأجنبية على العمل في هذا المجال كالشركات الإيطالية والروسية في مناطق (رايا، ومخوني) وبالقرب من مدينة ألماطا جنوب إقليم تقراي، وتستثمر تلك الشركات في تصنيع بعض المنتجات الطبية من من ثمار التين أو نبات الصبار.
المنافسة على صناعة منتج
في المعرض الذي يقام كل عام في مدينة مغلى عاصمة إقليم تقراي يتقدم العديد من المشاركين بمشاريع لتصنيع منتجات إضافية وابتكارات جديدة من التين الشوكي، وتنظم مسابقات وجوائز كبرى للأفراد لتشجيعهم على استحداث منتجات جديدة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج أنواع من الحلويات الطبية والعصائر الصحية الخالية من السكر بجانب الكثير من الأطعمة، وهكذا وفي ظل المنافسة الكبيرة صرنا نشهد كل عام ابتكارات واختراعات جديدة من هذه النبتة وثمارها وأكثر المتنافسين في هذا الصدد من النساء والشابات والمزارعين.
أنشطة موازية
ونتيجة لهذا الاهتمام الكبير بالتين الشوكي برزت روابط وجمعيات تضطلع بتدريب وتأهيل المزارعين وسكان المناطق التي تنمو فيها، على كيفية الاستفادة الاقتصادية القصوى منها خاصة للسيدات، وقد أنجزت في هذا الصدد العديد من الدراسات التي يتوقع أن تؤتي أكلها في القريب، خاصة في ما يتعلق بتصنيع الأدوية والعقاقير الطبية من أشجار التين الشوكي.
رواية يوردي
تقول (يوردي) وهي شابة تعمل في أحد المعارض المتخصصة في تصنيع المنتجات الغذائية من التين الشوكي: “تلقينا العديد من الدورات التدريبية في ما يتعلق بطرق تصنيع الحلوي والمربى والأطعمة من التين، وإن كنا نفعل ذلك فقط في مواسم الإنتاج ونمارس أعمالاً أخرى بقية العام، أي أن عملنا في هذا المجال موسمي. ومن الصعب علينا التغلب على الطبيعة لجعله يثمر طول العام، إلا أننا استفدنا كثيرا من التدريب والآن ننتج كميات كبيرة منه، ونصنعها”.
من جهته قال (ألمو) الذي يعمل بائعًا جوّالا لثمار التين الشوكي: بعض الإثيوبيون من سكان المناطق الجنوبية كانوا وإلى وقت قريب لا يعرفون التين الشوكي، لكن بفضل الترويج لثماره الرائعة ولفوائدها الجمة ارتفع الطلب عليه من تلك المناطق وبدأت أسعاره ترتفع يوما بعد آخر.
للماشية نصيب
إلى ذلك نشير إلى أن هنالك فوائد عديدة لنبات الصبار المنتج لثمار التين الشوكي، ليس للإنسان فحسب، بل حتى الأبقار والأغنام التي تعلف قشرتها الخارجية فيزيد إدرارها للألبان علاوة على أنه يعتبر من الأغذية الجيدة والصحية للمواشي كلها

اليوم النالي