من يحدد سياسات الحكومة؟

الجوس بالكلمات

من يحدد سياسات الحكومة؟

محمد كامل

اذا قالت الحكومة بواسطة اعلى المستويات انها بصدد اجراء مفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال فمن ذا الذي يملك الجرأة على الاعتراض على سياسة الحكومة الرامية الى تسوية الازمة السودانية؟
إن التصريحات والفتاوى المعارضة لاي تفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال تشير الى وجود جهات خارج مظلة الحكومة تعمل على عرقلة وإجهاض اي سياسة حكومية تتضارب مع مصالحها هي، والسؤال هو من يحدد سياسات الحكومة؟
ان ما اضر بالحكومة هو تضارب الآراء واختلاط حابل المتطوعين بنابل المتنفذين وحينما يصبح الشأن الحكومي مثل (حلة العذابة) تضيع كل ملامح الامن والاستقرار في البلاد ولو ان الحكومة اصغت الى تخرصات المتخرصين لما ذهبت الى أديس أبابا اصلاً ولما مولت رحلات الوفد الحكومي من دولارات الخزينة الضامرة، ان حرية ابداء الرأي يجب ان تكفل للجميع فقد ذهب عهد الخيار والفقوس مع انتشار وازدياد عدد صفحات (الفيس بوك) ولذلك نحن لا نطالب بتكميم افواه المعارضين للتفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال وإنما نعارض مخاطبتهم للحكومة بكل صلف وغرور إلغاء المفاوضات ونتساءل من باب الفضول كما تساءل د. سيد الخطيب من قبل هل سترخي الحكومة آذانها وتستمع الى هؤلاء وتنفذ لهم مطالبهم كما فعلت من قبل وشربت المقلب ؟.
لقد جربت الحكومة ذات يوم سياسة دعم اصوات الانفصاليين فماذا كسبت؟ هذا السؤال سنجيب عليه نحن ..لقد كسبت انفصال جنوب السودان على اسس عرقية واثنية وليس الانفصال وفق بنود اتفاقية نيفاشا كما يزعم الجهلاء لان اتفاقية نيفاشا نصت على تحقيق الوحدة الجاذبة اولاً وهي لم تتحقق نسبة لعلو صوت الانفصاليين ومكائهم وتصديتهم، وكسبت الحكومة توقف ضخ النفط الذي كان يدر عليها ملايين الدولارات التي كانوا منها يصرفون على الشأن العام ومنها (يأكلون) حتى اطلت كثرة الدنانير باعناقها وسط الحثالة رعاة الشاه والغنم فصاروا يتطاولون في البنيان ، وكسبت الحكومة بعد ذلك انفجار الاوضاع في أبيي وجنوب كردفان والنيل الازرق وصنعت جنوباً جديداً لم يكن يتوقعه الانفصاليون المهابيل ، وكسبت الحكومة فوق ذلك انفلات الجنوب وخروجه المتوقع عن النطاق الاقليمي ليحلق بجناحين خطيرين فوق سماوات تل أبيب والعاصمة الامريكية واشنطن والعاصمة الصينية بكين ويبحث عن الدروع الصاروخية وشراء الطائرات المقاتلة وتأمين الحدود الشمالية من الغارات والقصف.
كل هذا الخبل سببه الزخم الاعلامي لمجموعات متفلتة تنعق خارج مظلة الجهاز التنفيذي للدولة وتحاول التأثير عليه ليسقط تحت اقدامها طائعاً مذهولا لا يقوى على اتخاذ اي قرار استراتيجي او تكتيكي تارة تحت زوابع المقالات الصارخة التي ترفض التفاوض مع الحركة الشعبية لانها علمانية كافرة وتارة يعمدون الى تفصيل فتوى يلبسونها لباس الشرع بالزعم ان التفاوض مع قطاع الشمال او اي جهة تحارب الدولة حرام شرعاً ولا يجوز وتارة يقولون ان السلام مع هؤلاء يعتبر تبديلاً للدين او انهم يستطيعون ان يبدلوا ديننا متى ما وقعنا معهم اتفاقية.
ان قطاع الشمال وتحالف قوى الاجماع المعارضة انما هم قوى سودانية لها من الحق مثل ما للمؤتمر الوطني الحاكم وما لم يتراض الجميع على افضل السبل لكيفية حكم السودان.

الصحافة

تعليق واحد

  1. الذى يحدد سياسات الحكومة هم اللصوص الذين ينتمون لها حتى تمتلئ جيوبهم من اموالنا وبشرى لهم بالاية الكريمة(يوم تكوى بها جباههم وجنوبهم) ويحسبون ذلك اليوم بعيد ولكنه عند الله قريب ويعتقدون انهم سوف يخدعون الجبار القهار باخراجهم دريهمات فى سبيله وبها سيمحى عنهم سيئات ما كسبوا هذا هو الفقه الذى تعلموه من كبيرهم الترابى ولكنهم سيذوقون باذن الله سوء العذاب من الاحد الصمد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..