ولو تنحى..!

لا أدرى ما مدى قيمة أن يعلن الرئيس للمرة الثانية رغبته عدم الترشح لدورة رئاسية جديدة..هل يُغيّر ترشح الرئيس أو عدمه من الواقع في شيء،وهل يتغير الواقع إذا ذهب الرئيس نهائيا وظلت العقيدة والروح والمؤسسات والأشخاص باقية بفكرتها القديمة،أم هل إذا بقى الرئيس لدورة ثانية سيتغير الوضع،وهل الرئيس عائق أمام التغيير،طبعا هذه الأسئلة مطروحة إن كان بالفعل الرئيس لا يرغب في الترشح مرة ثانية.
الأزمة التي يمر بها السودان ليست أزمة رئيس باق أو ذاهب،بل هي أزمة سياسة حكم..ملف خلافة الرئيس من شأنه أن يزيد حدة التوتر بين تيارات حزب المؤتمر الوطني المتصارعة على الكرسي خاصة على مستوى ما عُرف بالجناحيْن الأساسييْن وهذا ما قد يُضعف الحزب الحاكم وبالتالي يقود البلاد إلى سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات طالما أنه مستمر وممسك بالحكم،وبالمقابل من شأنه أيضاً أن يعيد الأمور إلى موقع معقول يُمكّن من حلحلة أزمات السودان وهذا ربما يكون من المعجزات حيث أن مقاليد السلطة كلها أصبحت تحت قبضة محكمة لا تقبل منطقة وسطى، وإن أصبح ممكناً فالأمر في هذه الحالة بيد الرئيس فقط إن أراد أن يؤسس لسودان جديد مختلف كلياً قبل مغادرته.
ليس بعيدا،بل ننتظر أن يخرج لنا العشرات ينصبون أنفسهم مهديا منتظرا سيخرج السودان من الظلمات إلى النور وسيحل كل أزماته وليس بعيداً طبعاً أن تستصحب هذه التراويج عدداً من الفتاوى الداعمة،وإن كان الترويج بدأ فعلياً ومنذ إعلان الرئيس الأول عدم رغبته الترشح للمرة الثانية،ذلك الإعلان الذي فجره الرئيس أمام شباب الحزب،لكن منذ ذلك الوقت وحتى الآن قد تكون الرؤية اتضحت تماماً لكثيرين بما فيهم الرئيس،وإن كان إعلان الرئيس الأول ذاته أراد به صب الماء على زيت ساخن حتى يتبين له الخيط الأبيض من الأسود،نعم..من حق كل من يرى في نفسه كفاءة أن يترشح لرئاسة السودان،لكن أن تأتي وأنت داخل الحكم طيلة ربع قرن من الزمان لتُنصب نفسك المُنقذ الذي بيده الحل،وتُقر بفشل هذه السنوات،لا بل تذهب أكثر من ذلك لترمي باللائمة على الرأس باعتباره هو العلة،هذا ما لا يقبله عقل ولا أخلاق ولا مباديء،ورغم أن بعض الذين شرعوا في الترويج لأنفسهم بدوا بخطاب ناعم تجاه المتمردين الذين هددوا بالأمس بكنسهم من الوجود،حتى أنهم غازلوهم بالدعوة للمشاركة، ماذا تغيّر.؟
على كل تبقى هناك أزمات ماحقة تحيط بالسودان،لا بد أولاً من الإعتراف بها ودون “اعتذار”..الآن السودان محاط بعدد من الكوارث أقلها قد لا نستطيع دفع ثمنه،وليس من متربصين من الخارج أكثر من الداخل،لابد من الإيمان بأن التغيير المطلوب هو تغيير جذري لا يغيره تبديل أشخاص على كرسي تثبته ذات الدواعم ويستند على ذات العقيدة،وتهتف له ذات المجموعات،ويفتي له ذات الشيوخ..ليست أزمتنا أزمة رئيس.

شمائل النور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقت والله ويجب ان يذهب كل حزب المؤتمر الغير وطنى ويفسح المجال لغيره .كفاية فساااااد كفاية حرووووب كفاية لعب باسم الدين كفاية قبلية ومحسوبية كفاية انهيار تعليم وصحة واقتصاد

  2. بل ننتظر أن يخرج لنا العشرات ينصبون أنفسهم مهديا منتظرا سيخرج السودان من الظلمات إلى النور وسيحل كل أزماته وليس بعيداً طبعاً أن تستصحب هذه التراويج عدداً من الفتاوى الداعمة،

    (((واصحاب الرؤيا اتاهم في المنام البشير ))) سوف يدهمهم سيل جارف هؤلاء يقفون علي ارجل من طين لكنهم لا يعون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..