رسالة الى الكوادر الحيه والجاده فى الأحزاب التقليديه!ا

رسالة الى الكوادر الحيه والجاده فى الأحزاب التقليديه!

تاج السر حسين
[email protected]

غالبيتنا فى (السودان القديم) ننحدر من اباء واجداد ينتمون لطائفتى الختميه والأنصار ولحزبى الأمه والأتحادى، مع قله مستنيره اختارت الأنتماء للحزب الشيوعى أو بعض الأحزاب اليساريه الأخرى التى تأسست من منطلق توجه قومى (عروبى) مثل الناصريين والبعثيين وكان لذلك التيار زخمه وبريقه.
وهناك فئة قليله اختارت أن تتدثر برداء الدين، منهم صادقون ناءوا بأنفسهم وابتعدوا سريعا حينما أدركوا أن القضيه نهب وثراء فاحش أدى الى فساد وأستبداد مدثرا بثوب الدين، وتبقت فئة قليله (ميكافيليه) وبرغماتيه عندها الغايه تبرر الوسيله .. وقانونها افعل كل شئ قبيح لكنك أرفع الأسلام كشعار، هذه الفئة الأخيره هى التى تحكم السودان الآن، والدليل على ما نقول انهم بعد أن كان شعارهم (يا الأمريكان ليكم تسلحنا بكتاب الله وقول الرسول) اصبحوا الآن يستجدون اؤلئك الأمريكان ويطلبون منهم مساعدتهم فى تحقيق السلام الذى اضاعوه فى السودان!
وفى هذه الزاويه تهمنى مخاطبة الفئة الأولى (الحيه) والجاده من كوادر الأحزاب التاريخيه (أمه) و(أتحادى)، وأود لهذه الرساله أن تتسم بالشفافيه والمصارحه مهما كانت قاسيه ومره.
ومن العيب أن يعلو الأنتماء للطائفه أو الحزب على الوطن، فهذا ديدين وسلوك المؤتمر الوطنى، لا الوطنيين الشرفاء من ابناء السودان.
والأحزاب التاريخيه لا ينكر احد ما قامت به من دور فى السابق ولها ايجابياتها مثلما لها سلبيات واخطاء لكنها لم تتسبب فى فصل الجنوب عن شماله رغم المعارك والقتال الذى دار فى ذلك الجزء العزيز ولعدد من السنوات دون داع أو مبرر، لكنه لم يكن قتالا (دينيا) وجهاديا، مثل الذى حدث فى زمن الأنقاذ وجعل الجنوبيون يختارون الأستقلال منذ أن وقعوا على اتفاقية نيفاشا وتحملوا من أجل ذلك الكثير من الصعاب، فالهدف كان واضحا امامهم ، ولم يكن بينهم انفصالى أو وحدوى كما اعتاد مطبلاتية النظام أن يدعون، كان الشعب الجنوبى كله على اختلاف مشاربه ينتظر الأستفتاء بفارق الصبر حتى ينفض اياديه عن الدوله الظالم اهلها بأقل خساره، وللأسف كنا جميعا نتفرج على ما يدور فى حق الوطن ومنا من انحاز للطائفه ومنا من انحاز للحزب ومنا من انحاز (للقبيله) التى يظن البعض وهما بأنها (عربيه) والعرب الخلص فى السودان لا تتعدى نسبتهم الواحد فى المائه، لكن الثقافه العربيه منتشره ولا ينكرها احد والدين الاسلامى يدين به عدد مقدر من السودانيين وكذلك لا يستطيع أن ينكر ذلك أحد، لكن هذا الأعتراف لا يعطى أى كائن من كان الحق فى ان تهيمن ثقافته أو دينه على باقى الثقافات والأديان، وأن تتحول دوله عرفت الديمقراطيه فى ارقى صورها الى دوله (ثيوقراطيه) متطرفه.
وطاعة القادة والرموز فى تلك الأحزاب التاريخيه شأمر محمود وجيد لكن يجب أن تكون الطاعه بفكر وعن وعى واللا تكون فى جميع المواقف والا اصبحت طاعة عمياء ، على الحق والباطل.
واذا تحدثنا عن قيادى مثل السيد/ الصادق المهدى، فدون شك هو رجل مفكر ومثقف لكنه ظل يتأرجح بين مواجهة النظام وبين مهادنته والتلطف معه، واطلاق التصريحات المحبطه مثل الخشية من الأستقطاب وهو يقصد (العنف)، والثورات لا تقوم بتبادل (الورود) والأيسكريم مع الفاسدين والظالمين .. هم فى الحقيقه الذين يختارون للشعب الوسائل التى يغيرهم بها وهل تكون عنيفه أم لطيفه، فأن كانوا يعترفون بضرورة التغيير خاصة عند العجز والفشل جاء ذلك التغيير سلميا وحضاريا كما حدث فى ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة ابريل 1985، اما اذا اصروا على التشبث بالسلطه وسوق الوطن الى المزيد من الأنقسامات والتشرزم والتفتت، وغرس الكراهية مع جزء عزيز لا زلنا نأمل فى عودته على اى شكل أو اى صوره، فالمواجهة لابد منها ولا يستطيع احد أن يحدد نوعها وحجمها.
وعلى كل فان من أكبر سلبيات السيد/ الصادق المهدى، أنه يريد أن يرضى الجميع وهذا ما لايمكن فى دنيا السياسيه.
اما بالنسبة للسيد/ محمد عثمان الميرغنى، الذى يدين له بالولاء بعضكم بناء على التاريخ وعلى الطائفيه الدينيه وبناء على وفاء للأباء والأجداد، فالرجل ومع احترامنا له، لا يملك مؤهلات ثقافيه أو فكريه فى زمن (العلم) والتكنولوجيا ولاى توجد فى داخله رغبة حقيقيه للمواجهة والصدام، وهذا امر يخصه، ولو قاطع الأنتخابات الأخيره سيادته ومعه السيد الصادق المهدى وعلى نحو واضح ورفضوا استلام (حقوقهم) الماديه، أن كانت حقوقا فى تلك الفتره، لما قامت (للمؤتمر الوطنى) قائمه ولما اعترف بنتيجة تلك الأنتخابات حادب على السودان أو متآمر.
وعلى كل فهذا ليس وقت نواجه فيها السيدين أو ننتقدهم، ويكفى أن نشكرهم على ما قدموه للوطن اصابوا أم اخطاءوا.
لكن من العيب أن تبقوا فى اماكنكم تنتظرون التحرك بالأشاره فى زمن اصبح التغيير فى جميع انحاء الدنيا يحدثه الشباب المثقف الجاد المستنير، لا المتخاذل المحبط، الذى يستخدم النضال من اجل تحقيق مكاسب شخصيه وذاتيه.
خذوا المبادره فى اياديكم وضعوها فوق ايدى الشرفاء من اجل انقاذ الوطن، فالحياة ايامها معدوده مهما طالت، ولم يخلد انسان بما جمعه من مال أو شيده من قصور أو بشكل الحياة الهنئيه التى كان يعيش فيها، وانما باسهاماته من أجل الوطن وتضحيته بالغالى والنفيس.
فالوطن اصبح مستباح للقوات الأمميه وسوف لن يخلو منه شبر من تلك القوات بسبب سياسات النظام الحمقاء، والفساد وصل حدا جعلنا لا نستطيع رفع روؤسنا أمام شعوب العالم، فالظروف الأقتصاديه الخانقه وغلاء المعيشه والواسطه والمحسوبيه وتفشى الرشوه واحتكار الوظائف وجميع مجالات الحياة المدنيه والعسكريه (لتنظيم) واحد، جعل عدد كبير من السودانيين يتخلون عن قيمهم وثوابتهم وأختلط الحابل بالنابل .. واضحى لايهمهم من اى ثدى تأكل الحرة (يسارا أم يمين)!
ان شرفاء السودان اتاحوا لهذا النظام الفرص كى يغير نفسه وأن يتخلى عن السلطه دون عنف وتحملوا الذل والأهانات وقتل عدد ضخم من اخوانهم فى جميع جهات السودان، وبعض ترك لهم الوطن وأختاروا حياة الأغتراب والمنافى لعشرات السنين، ولم يتخلوا عن مسوؤلياتهم فى الصرف على اسرهم وفى تعليم من يحتاجون للتعيلم وفى معالجة من يحتاجون للعلاج، رغم ذلك ظل النظام يواصل صلفهم واستبداده وفساده وبصوره اصبحت لا تحتمل.
فهل تحركتم ايها الشرفاء أم تنتظرون اشاره من السيدين حتى لو كانت امرا بالاستسلام والتطبيع مع النظام وقبوله رغم كل قبح فيه؟

تعليق واحد

  1. التحية لك اخي تاج السر علي مقالك الشجاع الذي شرح الحالة التي وصلنا ليها من الضياع والذلة والمهانة بسبب العصابة الحاكمة وسكوت ما يسمي باحزابنا التقليدية ولا اعرف سوي حل واحد وهو توحد الشعب السوداني بكل الوانه وطوائفه لاقتلاع هذا النظام لانقاذ الوطن الجريح

  2. تريد الموعظة والهداية. وهذا نهج بائس.
    دع السيد حسنين الذى نكن له الاحترام
    ان يتحرك فى الطوق الهائل المسلح دارفور كردفان النيل الازرق.
    ولا افصل.
    سترى بنفسك كيف ينقلب توازن القوى فى البلاد.
    وكيف ان بناء القاعدة الجماهيرية وتوجهها يتصاعد وليس بموعظة تكررت الف مرة

    هب اننا نحن الديمقراطييون تسيطرنا على المركز
    ورد علينا اهل الهامش : متشكرين ومقدرين
    too late
    الم يرفض قرنق من قبل الحضور بعد الانتفاضة, مع ملاحظة التشظي الوشيك الان.
    تذكر ايضا الملايين الملايين الذين استقبلوا الميرغنى عند عودته من قرنق.
    ان العمل السياسي فى الخارج ينقص 90 فى المية عند نقله للداخل.
    واللقاء المباشر مع ثورات الهامش
    احسبه واجب اللحظة ومطروح للمبادرات الثلاثة:
    حسنين, المهدي, د.الشفيع.

  3. يبدو أن السودان و السودانيين أكملوا ثوراتهم من بدري قبل الشعوب اللي قايمه فيها يا دوب الحين ، لذا فالإنتفاضة أو الثورة المتوقعة هي فقط لإعادة السودان واحداً كما كان ، آملاً أن أكن محقاً في تأملي و قراءتي للمستقبل الذي ينبثق من الواقع الحالي المعقد اللئيم و عاش السودان حراً مستقلاً (قل معي لا عاش من يفصلنا – أنت سوداني و سوداني أنا ) قالوا عايزين يفصلوا كمان جبال النوبة و النيل الأزرق !!! راجياً من الله ثم من الحكومة أن يتفقوا مع المعارضة على الدستور القومي الوعاء الشامل الذي يفشل مخطط تقسيم البلاد بإستغلال مجموعات الإنتهازية الوطنية فئة الجنيه الواحد !! حيث من جهة أخرى لا شيء يجعلنا التمسك بشريعة كواجهه فقط ليس لها حيز في التطبيق فلماذا لا نرى قطع يد السارق مثلاً (الجرائم و السرقات ماشة في زيادة ، و كمان الأيدي ماشة في زيادة يعني ممكن تقابل ليك واحد عنده 3 أيدي و تلقاه أكبر حرامي !!!) فلا تستغرب – يا جماعة الخير قبل كدة أطلقتم شعار السودان سلة غذاء العالم فلم يستفد شعب السودان من ذلك في غذاؤه بل إرتفعت الأسعار و الحين إطلاق شعار الشريعة الإسلامية هل هو شعار أم تطبيق أم إتجار (زوبعة في فنجان!!!) المستفيد الأول منها حالياً هي الصهيونية الدولية بإستغلال عناصر الإنتهازية الوطنية من سياسيي الأحزاب التي لن تجد طريقاً لكراسي الحكم عن طريق صندوق الإنتخاب الديمقراطي فيسلموا أنفسهم للصهيونية لإستخدامهم كأداة لتنفيذ مخططها الإستراتيجي في البلاد من تقسيم و نهب خيرات مستقبلاً و إنشاء قواعد عسكرية كقاعدة تركيا و غيره ! من المآرب الدسيسة في تلافيف إجتماعات بني صهيون (فلماذا لا يتم سحب شعار الدستور الحالي للبلاد لضم جميع نخب السودان في مائدة واحدة و تفويت الفرصة عليهم كعنصر غير مباشر (ربما متخلف) و أيضاً تفويتها على الصهيونية العالمية كعنصر مباشر صاحب مصلحة حقيقية ثابته و رهيبة يحسد عليها فيما يمكن أن يحدث في السودان لو إستمر الشقاق بين النظام و أقطاب المعارضة الوطنيين و النفعيين منهم الواعين و المتخلفين (اللهم أني قد بلغت فاشهد) فالدين الإسلامي دين يسر و سمعنا بأن أحياناً الضرورات تبيح المحظورات إذا كان الهدف أسمى خاصة هنا صيانة وحدة البلاد المعروفة بدخول الإسلام فيها بالتي هي أحسن و التأثير بالمعاملة الحسنة (لا إكراه في الدين ) يا جماعة الخير لملموا كل قيادات و أطراف السودان و أقيموا تصويت على هذه النقطة مثل رئاسة الجمهورية (أقول قولي هذا للتكرم بالإذعان له و إلا يتوجب الإستعداد الى بلقنة أو صوملة أو لبننة ) أما عن شباب السودان واضح أنه ملخبط مما يجري من القادة السياسيين من فرقة تهدد وحدة البلاد تحت مظلة الخلاف حول شعارات وهمية فالمعروف أن الشعب السوداني مسلم بفطرته و إنسان دارفور بالذات هو مشعل و معلم الإسلام في أفريقيا بل كل الشرق الأوسط و العالم فلماذا و اين الخلاف ثانياً أني قد بلغت اللهم فاشهد و السلام على من إتبع الهدى .

  4. ماذا تقصد بقلة مستنيرة اختارة الحزب الشيوعى او البعث او الناصري والله المستنيرين هم الذين
    ظلوا في الآحزاب التقليدية وجلبوا الاستقلال وصنعوا تاريخ السودان ومازالوا يضحون بالغالي والرخيص من اجل السودان اما الأحزاب التقدمية التي قصدتها فهي اكثر الاحزاب تخلف وهي
    التى أتت باالانقلابات والدمار علي السودان والغراق وسوريا ومصر وروسيا والان والحمد لله
    انقرضت وما تبقى منها في طريقه للأنقراض لانها ضد الديمقراطية لان لا وزن لها وتحافظ على السلطة بالتوريث كما هو الحال في سوريا البعث واليمن ومصر الناصرية وليبيا لاشتراكية وكوبا
    الشيوعية والغريب ان قلعة الشيوعية سقطت واصبحت ديمقراطية وانت ماذا دورك في تغير
    النظام ااو دور التقدميين الذين تقصدهم لان نحن في حزب الامة لا نحتاج الى توجيه من احد
    لاننا نعرف ماذا نفعل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..