
اول الإيجابيات بالتأكيد ان السودانيين شعروا بأن هناك رئيس وزراء يحترمهم و يخاطبهم بكل احترام و وقار ، بعد سنين من وزراء العضلات و الكلمات النابية مثل علمناكم اكل الهوت دوق و ألحس كوعك و أمسح اكسح و رب رب رب .
ثاني الايجابيات حديث حمدوك و إصراره على تمثيل الكنداكات بما يليق بنضالهن و تمثيل الأقلية المسيحية ، و قد قيل : ( اذا اردت ان تعرف قيمة شعب فانظر له كيف يعامل النساء و الأقليات ) ، فالشعوب المحترمة تحترم المرأة و لا تقهر الأقليات .
ثالث الإيجابيات بلا تأكيد رسالته الإيجابية لقوى الكفاح المسلح حيث هنأ الجبهة الثورية على توحدهم و على مؤتمرهم الأخير في جوبا ، كما ارسل احترام و شكر للحركات خارج الجبهة الثورية حين حيا القادة عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور ، هذا مقروءا مع تعهداته باحلال السلام ينبيء بأن ما كان عسيرا و حلما قد صار وشيكا .
من وجهة نظري أعظم الإيجابيات كانت في حديث حمدوك عن التعليم ، قال حمدوك : ( البلدان التي نهضت مثل : كوريا و سنغافورة و ماليزيا و اليابان نهضت لأنها اعتمدت على تطوير الموارد البشرية ، و اول و أجل تطوير للبشر هو التعليم ، لذلك إستعاد حمدوك صورة المعلم التاريخية حين كان حلم الأطفال ان يصبحوا معلمين ، و حلم الفتيات عريسا من الاساتذة ابدعنه في الأغنية الشعبية بالقول :
( شرطا يكون لبيس ** من هيئة التدريس )
احترام الشعب و تمثيل الكنداكات و احترام حقوق الأقليات و احترام قوى الكفاح المسلح و إحلال السلام و إعادة مجد التعليم : هذه الرباعية لو انجزها حمدوك خلال فترته في الحكم فهو بلا شك سيكون قد وضع بلادنا على الطريق الصحيح نحو القمة .
من السعادة ان نقولها الآن بصدق و يقين : نحن قدامنا الصباح .
يوسف السندي
[email protected]