أهم الأخبار والمقالات

فلنجعل من تجميد حزب الأمة محطة لإصلاح عملنا الجبهوي

صديق الزيلعي

تواجه بلادنا تحديات كبيرة، في ظل واقع مضطرب ودولة ضعيفة البنيان، ومفاوضات سلام تطاولت رغم أولوية السلام لبلادنا، ومواجهات سياسية متعددة الجبهات مع كوادر النظام السابق، وهشاشة امنية لتعدد حملة السلاح وتمترس الحيش الرسمي وراء مصالحه الذاتية، وأزمة اقتصادية طاحنة تمسك بخناق الوطن والمواطن، ودمار شامل نتج عن نصف قرن من الدكتاتوريات العسكرية، وتجميد الثورة في منتصف الطريق قبل تحقيق أهدافها، واعلام مضاد للثورة يعمل بدأب لإحباط الجماهير، وبطء مستمر في انجاز مهام الثورة وأهمها تقديم من ارتكبوا جرائم للمحاكمة، وصراع داخل قوى الثورة علني وخفي، وجانحة الكرونا التي زادت الواقع المعقد تعقيدا.  وفي مواجهة هذا الواقع المعقد هناك جماهير شعبنا المتطلعة للتغيير والمستعدة للدفاع عن ثورتها. وهناك تحالف قوى الحرية والتغيير، أكبر تحالف في تاريخ شعبنا. وهو تحالف مبني على برنامج محدد تم التوقيع عليه في يناير 2019. ولأنه تحالف يعبر حقيقة عن تركيبة بلادنا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية من الطبيعي ان تنعكس عليه معظم سمات تركيبة بلادنا، بكل تناقضاتها. ورغم ذ لك فتحالفنا هو المخرج الآمن، وسط هذه الأمواج المتلاطمة من التحديات، لديمقراطية راسخة وحكم مدني مستقر. هذا المقال يتبنى جعل موقف حزب الأمة الأخير محطة لتقييم ونقد تجربة تحالفنا والسعي الجاد لإصلاحه، ومن ثم السير به للأمام. 

وسط كل تلك التعقيدات والأزمات كيف نقرأ موقف حزب الأمة الأخير؟ 

أخطر الأشياء عند التعرض لمسائل تتعلق بحياة شعب ومصير وطن أن نلجأ للإجابات السهلة، والتحليلات السريعة غير المبنية على قراءة موضوعية عميقة، تنظر للإطار الأكبر بوضوح، لا تنشغل بالأشجار ولكنها تري الغابة. لذلك اجابتي لن تكون سهلة بنعم أو لا، أو بمنظور الأسود والأبيض، ولا بعقلية المؤامرة. أعتقد، وأتمنى أن أكون صائبا، ان حزب الأمة مارس حقه المشروع في الدعوة لإصلاح تحالف قحت، ولكنه استخدم أسلوب جانبه الصواب، وفي توقيت غير مقبول، وبشروط استعلائية.

 هناك ضرورة قبل الكتابة عن مواقف حزب الأمة الأخيرة ان احدد بوضوح موقفي من هذا الحزب، حتى لا ينشغل ذهن القارئ بانه ادافع عنه. لم أكن في أي يوم من أيام حياتي عضوا أو صديقا لحزب الأمة. بل واضيف انني عندما كنت اعمل محررا بجريدة الميدان، خلال الديمقراطية الثالثة، 1985 – 1989، كانت من ضمن مسئولياتي الاشراف على صفحة اسبوعية باسم صوت الغرب. قمت بإنجاز عشرات اللقاءات مع نواب وقيادات تنظيمات أبناء الغرب عن أسباب تخلف المنطقة وحزب الامة يتحمل جزء من مسئولية ذلك التخلف. كما قادت الصفحة حملة قوية ضد بعض سياسات حزب الأمة مثل فكرة الدفاع الشعبي ودعم تجاوزات المراحيل كطرف فاعل في الحرب الأهلية واستهداف النوبة عن طريق تسليح بعض القبائل. وتابعت الصراع القبلي في دارفور ومؤتمر الصلح ودور حزب الامة، كحزب حاكم، بالانحياز لطرف في تلك الاشتباكات. ذكرت كل ذلك لأقول ان ما سأطرحه حول مواقف حزب الامة ليس من مواقع التبعية أو الصداقة، ولكن من واقع التحالف الذي يضمنا، ومن خلال منظور يري، بالعين المجردة، المخاطر التي تتهد ثورتنا وبلادنا.  

عدد حزب الأمة في مذكراته مشاكل تتعلق البطء وأسلوب إدارة ملف السلام وغياب المجلس التشريعي وتعدد مراكز السلطة والمحاصصات خاصة ما يتعلق بحكام الأقاليم والصراع حول السياسات الاقتصادية، الالتزام بالشراكة مع المكون العسكري والمحاكمات العادلة لمن أجرم من أعضاء المؤتمر الوطني المحلول وأعطاء غير المذنبين فرصة للنقد الذاتي. وطرح تصورا اصلاحيا لتطوير قحت بإعادة هيكلتها. كما نري فان طرح هذه القضايا حق مشروع لأي من أطراف التحالف، ليتم التداول حولها ومن ثم الوصول لحل يسهم فيه الجميع. كما انه لا يمكن اطلاقا ان تتطابق آراء الجميع، في أي تحالف جبهوي، والا صاروا تنظيما واحدا يحمل رؤية متجانسة. أؤمن انه لا خوف من الاختلاف والصراع ومظاهر الشد والجذب، في أي تحالف يضم أكثر من ثمانين تنظيما. ولكن القضية هو تكريب مناهج العمل الجبهوي.

رفع حزب الامة تصوره، بل أشترط مناقشته واجازته خلال اسبوعين، والا سيجمد عضويته. بل مضى في تهديده بانه في حالة عدم الاجازة سيلجأ لتشكيل اصطفاف جديد. كما طالب بانتخابات محلية فورية في كل السودان. وهنا رجع حزب الأمة لمناهج وممارسات قديمة ارتبطت به تتمحور حول عقلية: ” السودان بلدنا ونحن اسيادا”. وهو منهج مرفوض ولا يفيد تحالف قحت. بل سيؤدي لنتائج تختلف عن حسابات قيادة حزب الأمة. وخطورة التعامل بمنطق القوة والسلطة انه ما عاد يجدي مع شباب السودان. وهل يتعلم حزب الأمة دروس ثورة ديسمبر حينما واجهت الجماهير العزلاء أشرس سلطة تمر على بلادنا وأكثرها دموية. كما ان مياه كثيرة قد جرت تحت جسر السودان، فشعب السودان الآن ليس هو شعب السودان في عام 1986. وأنه حتى المناطق التي كانت مقفولة لحزب الامة لم تعد كذلك. وأن الأحزاب، كل الأحزاب، تعاني من ضعف بنيوي كبير. والأخطر من ذلك ان قطاع أساسي من شباب الثورة يحمل رؤية سلبية عن الأحزاب بسبب ممارساتها السياسية. فهل يريد حزب الامة تأكيد وتعميق تلك الرؤية السلبية بمواقفه وضغوطه. 

كثرت الكتابات التي تؤرخ لمواقف حزب الأمة وخاصة رئيسه المعادية للعمل الجبهوي، وخروجه المستمر عن أي تحالف لا يرأسه. وفي رأي ان الصادق يتملكه اعتقاد لا فكاك منه انه منقذ السودان، وان لا مستقبل للبلاد بدونه. أما حزب الأمة الراهن فهو يناور به ليكسب مزيدا من النفوذ الذي يعتقد ان بعض القوى الأخرى نالته بوضع اليد، ويخاف من تأثير ذلك على مستقبل نفوذه. ولكن في نفس الوقت، تعلم معظم قياداته، ان سقوط الحكومة الانتقالية لن يكون في صالحه، ويكفيه ثلاث عقود من الزمن بعيدا عن مواقع السلطة والنفوذ.

هناك آراء أخرى لا تري ان حزب الأمة يناور فقط ليزيد من نفوذه وقبضته، وتعتقد جازمة انه يسعى للتحالف مع الإسلاميين، للقواسم المشتركة بينهما واهمها الإسلام السياسي والمصالح الاقتصادية. فلنناقش بهدوء إمكانية وواقعية هذا التحالف. أولا من المسلمات ان مرجعية حزب الأمة مرجعية إسلامية، وان طرحه يختلف عن طرح الاخوان، رغم انهم نجحوا في أكثر من موقف لابتزازه، ليساير خطهم. وأسأل فقد شارك حزب الأمة في حكومات الديمقراطيات الثلاث ولم يمارس أي من ممارسات الاخوان التي تمت باسم الاسلام. كما انهم كحزب تنبهوا للرفض الإقليمي والعالمي لتنظيم الاخوان ولتطرفه وستكون مغامرة غير محسوبة النتائج الانزلاق لذلك التحالف. ورئيس حزب الأمة يهيأ نفسه لدور اسلامي عالمي ويعرف تماما ان جلباب الاخوان سيضيق من فرصه للعب هذا الدور. والصادق لن يهادن أي جهة تحرمه من هذا الدور الدولي. أما الحديث بان حزب الأمة والجبهة ينتميان لنفس الخلفية الاقتصادية الطبقية فغير صحيح أيضا. فالإخوان عندما استولوا على السلطة ضربوا مواقع الرأسمالية الموجودة واستبدلوها بالعناصر الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية. وكانوا في حالة هلع للتملك، جعلتهم لا يسمحون لمن هم خارج تنظيميهم ان يشاركهم كيكة السلطة. والأهم سياسيا فلم يشارك حزب الأمة الاخوان عندما كانوا في أوج سلطانهم، فكيف يشاركهم وهم في حالة هزيمة وضعف، وامامه فرصة العودة منفردا للحكم.

النظر من الخارج لحزب الأمة ككتلة صماء يحركها الصادق كيفما شاء نظرة ينقصها الدليل. فالصراع بين الصادق وعمه الهادي حول قيادة الحزب وحول الامامة ورئاسة الحزب، ثم الانقسام الذي تم، ثم الهزيمة الشخصية للصادق في الانتخابات البرلمانية التي أعقبت ذلك الانقسام. لـتاتي مايو ويشهد الحزب صراعا في المؤتمر الذي انعقد في الجزيرة أبا. ويسقط الشعب السوداني مايو ليواجه حزب الأمة تمرد قواعده في غرب السودان ضد فرض النواب عليهم من قيادة الحزب، وينجح نواب حزب الامة من غرب السودان في تشكيل كتلة قوية في الجمعية التأسيسية ليدخلوا في مواجهات مع قيادة الحزب حول سيطرة بيت المهدي على الحزب وحول عدم عدالة توزيع المناصب الوزارية. وكانت مواقف بكري عديل وآدم مادبو معالم بارزة في تلك الفترة. ويستولي الاخوان على السلطة ويهينوا الصادق ويقسموا حزبه ويشتروا بعض قياداته الاهلية. ثم نري تمرد أكثر من تيار وانقسامهم من الحزب والصراع حول منصب الأمين العام بعد عزل إبراهيم الأمين، والتأجيل المستمر للمؤتمر العام للحزب، والثورة المعروفة لشباب الحزب ضد مواقف الصادق المهادنة للإنقاذ. وخلال الثورة قابلنا أعضاء حزب الامة في المعتقلات والمظاهرات. بل والاهم عندما انقسمت المعارضة لتيارين: نداء السودان وقوى الاجماع، كانت فروع حزب الامة في أكثر من مدينة تعمل في تحالف واحد مع بقية التنظيمات ومن تلك المدن الأبيض وسنجة وعطبرة وغيرها.

هناك قضية مبدئية حول ثورتنا، فهي ثورة واضحة المعالم، لها عدو معروف لكل جماهير شعبنا، ولها اهداف محددة في شعاراتها وفي المواثيق التي وقعتها، وفي برنامج الحكومة التي كونتها. انني، وبصدق، أؤمن بان حزب الأمة يتفق مع ضرورة استعادة الديمقراطية وبناء نظام تعددي في بلادنا. من الطبيعي ان نختلف في التفاصيل، وفي بعض الاولويات، وفي بعض الممارسات. ومن المتوقع، كصفة سلبية موروثة وراسخة وسط احزابنا، ان يعمل كل حزب لتحقيق مصالحه أولا، وهي صفة علينا مواجهتها، ولكنها لن تنتهي بالأمنيات الطيبة، بل بالصراع العلني ضد كل حزب يمارسها. وكمثال دعوة حزب الأمة المتكررة لانتخابات مبكرة، هي أساسا لاعتقاده انه أكبر الأحزاب مما يعطيه فرصة الحكم منفردا، وهو حلم تعطل لثلاثين عاما كاملة. 

 حزب الامة، كأي تنظيم سوداني، قد تعلم من تجربة الثورة، ورأي بعينيه ما فعله الشعب السوداني وخاصة شبابه. وتعرف على روح التغيير الذي عم كل الوطن، الأمر الذي جعل حزب الأمة يسعي لتقديم كوادر شابة للقيادة لتحسين صورته. يرى البعض ان لا تغيير في حزب الأمة ما دام شخص واحد أحد يمسك بكل الخيوط داخل وخارج الحزب. نعم، الصورة ليست وردية ولكن عوامل التغيير تتفاعل داخل حزب الأمة، كما تتفاعل داخل كل الأحزاب السودانية. أننا لن نقف مكتوفي الايدي في انتظار قوى التغيير، بل عاينا مواصلة صراعنا الفكري مع ممارسات واطروحات حزب الامة وغيره من الاحزاب. وان نبتعد، تماما، عن الهجوم الشخصي خاصة ضد السيد الصادق، فهو شخصية سودانية لها مكانتها ورمزيتها. وهنا يجب ان نحذر، وبشدة، من الوقوع في شباك الكتيبة الالكترونية والتزوير الذي تقوم به، وتنشره في الواتساب. وكمثال فور انتهاء خطبة العيد ظهر في الواتساب ان الصادق هاجم قوي التغيير، ثم انه بكي، وبعده بيوم حديث مزور باسم مريم. وهذا التزوير شمل كل القوى فتم إصدار بيانات باسم الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني وحزب الامة الخ. وتأتي الخطورة من ابتلاع البعض للطعم، ومن ثم البناء عليه للوصول لاستنتاجات غير حقيقية.

أختتم وأقول ان حزب الأمة صارع كل الأنظمة العسكرية وساهم في الديمقراطيات الثلاث التي حكمت بلادنا. نعم له اخطاء خلال تلك الفترات ولكنها لا ترقي لوصفه بانه حزب ضد النظام الديمقراطي. ان مشاكل بلادنا من الضخامة بحيث لن يستطيع حزب واحد أو مجموعة قليلة من الأحزاب ان تعالجها. وأن لنا هدف محدد هو تنفيذ برنامج تحالف قوي الحرية والتغيير وما ورد في الوثيقة الدستورية وبرنامج حكومتنا الانتقالية. وان العدو الأساسي لشعبنا هو النظام الشمولي، بكل كوادره العسكرية والمدنية وخلاياه ومؤسسات الاقتصادية والإعلامية. وان هذا هو التناقض الأساسي في هذه المرحلة، وان كل قوى الثورة داخل وخارج تحالف الحرية والتغيير تصطف في خندق واحد. وان الخلافات بين قوى الثورة أمر طبيعي، وعلينا ان نستفيد منها بخلق الآلية التنظيمية التي تجعلها أداة تطوير واداة اصلاح. وهذا هو التحدي الذي يواجه تنظيماتنا كلها.

صديق الزيلعي
[email protected]

‫6 تعليقات

  1. الاقتباسات:
    ((…ودمار شامل نتج عن نصف قرن من الدكتاتوريات العسكرية..))
    ((أخطر الأشياء عند التعرض لمسائل تتعلق بحياة شعب ومصير وطن أن نلجأ للإجابات السهلة، والتحليلات السريعة غير المبنية على قراءة موضوعية عميقة))
    ((أختتم وأقول ان حزب الأمة صارع كل الأنظمة العسكرية وساهم في الديمقراطيات الثلاث التي حكمت بلادنا، نعم له اخطاء خلال تلك الفترات ولكنها لا ترقي لوصفه بانه حزب ضد النظام الديمقراطي))
    التعليق:
    دمار شامل لماذا؟ إذا كان الدمار الاقتصادي فإن فترة الطغمة العسكرية برئاسة ابراهيم عبود كانت من أخصب المراحل التنموية بعد فترة الاستعمار، حيث أن كل البنى التحتية في كل شيء تقريباً تعود لحقبة عبود إما إنشاءاً أو تطويراً! وهذه حقيقة لا مغالطة فيها فقد انتفعت بها وحافظت عليها كل الأنظمة التالية لها من ديمقراطية (حكومة الأزهري) وشمولية (حكومة مايو) ثم ديمقراطية مرة أخرى (ائتلاف الصادق والميرغني ومعهم الكيزان في أول الأمر قبل أن ينقلبوا على الديمقراطية ويستولوا على الحكم ثم يقوموا بتدمير كل تركة البنى التحتية من مشروعات لوجستية خدمية كالسكة حديد والخطوط البحرية والجوية والنهرية وطرق الأسفلت والموانيء والمطارات والاذاعة والتلفزيون وما ارتبط بها من مؤسسات خدمية وترفيهية وسياحية، والجامعات والتعليم المجاني والمستشفيات والعلاج المجاني، ولا نعني بمجاني بدون مقابل بل مقابل الضرائب أي هناك مقابل لما يدفعه المواطن من ضرائب – بخلاف ما انقلب إليه الوضع فزاد اللصوص الأنجاس الضرائب على المواطن بالجبايات والدمغات والزكاة من ناحية ومن الناحية الأخرى سحبوا كل مقابل للضريبة كانت تلتزم به كل الأنظمة السابقة منذ الحاكم العام البريطاني وأصبح الوضع مقلوباً فأصبح المواطن يدفع بلا مقابل! – ومن مشروعات تنموية انتاجية استراتيجية مثل مشروع الجزيرة وانزارا ووالمصانع المرتبطة بها كألبان بابنوسة وتعليب كريمة وسكر الجنيد وكنانة وإلخ والتي ورثناها من عهد عبود والنميري وهما عهدان شموليان وعسكريان! فكيف لشيوعي مثل الزيلعي ترديد هذه المقولة في الاقتباس الأول اللهم إلا إذا قصد الدمار لنظام الحكم الديمقراطي الليبرالي، ولكن يبدو أنه بلع الطعم الكيزاني فهم أصحاب هذه المقولة اليوم بعد إسقاطهم ويريدون تعميم السوء على كافة الأنظمة التي حكمت قبلهم!!
    وبالخلاصة الأخيرة فقد خالف الزيلعي محاذيره التي عبر عنها في الاقتباس الثاني وكفى به على نفسه حسيبا.
    بالنسبة للقتباس الأخير فيثور السؤال هل الحزب الشيوعي حزب ديمقراطي حقاً؟ بل حتى حزب الأمة ذاته كذلك؟! هل يمارس الحزبان الديمقراطية داخل أجهزتهما واذا كان هذا صحيحاً فهل يؤمنان بمقولة الحرية لنا ولسوانا؟ ألم يشتركا من قبل في أي من الأنظمة الشمولية أو يسلما الحكم الديمقراطي للعسكر؟

  2. شكراً استاذ الزيلعى للتحليل المرتب والطرح المنهجى…
    تقول:
    “حزب الأمة صارع كل الأنظمة العسكرية وساهم في الديمقراطيات الثلاث التي حكمت بلادنا. نعم له اخطاء خلال تلك الفترات ولكنها لا ترقي لوصفه بانه حزب ضد النظام الديمقراطي. ان مشاكل بلادنا من الضخامة بحيث لن يستطيع حزب واحد أو مجموعة قليلة من الأحزاب ان تعالجها. وأن لنا هدف محدد هو تنفيذ برنامج تحالف قوي الحرية والتغيير”
    هنا تكمن العلة
    الكلمة المفتاحية هنا حزب الامة، وبالقطع ليس زعيمه- …

    زعيم الحزب -لاسباب يعلمها وحده يسعى جاهداً ويصر على المضى فى خط تحويل حزب الامة الى مطية للفلول، ومخلب قط لبقايا المنحل تحت ستار تحالف اسلامى “واسع” مناهض للثورة قواها واهدافها….

  3. اوفيت الاخ صديق الزيلعي ولكن اذا اعتبر نا هذا المقال مخاطبا حزب الامة بالتحديد ولكني اعتقد هنالك بوت شاسع وشاسع جدا بين حزب الامة الحزب المصادم من اجل الدينقراطية والحرية (والسيد الصادق المهدي) اعتقد اننا لابد ان نسمي الاشياء بمسمياتها هذا الرجل فقد الصلاحية تماما هو السبب الاساسي ضمن كوارث السودان(تتذكر اتفاقبة المرغني قرنق) من الذي افشلة ؟ من الذي ابقي علي قوانين سبتمبر ؟ من الذي مارس الانشقاقات عبر كل كيانات المعارضة ضد النظام البائد – ياخي : اذا الشعب يوما اراد فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر let him be thrown like a hot patato
    الصادق يااحي لة مزرعة كبييييييييييييييرة في دارفور وقد فقده الان وهو يريد الاعتماد علي بقاي قاعدة النظام المباد( لعبة بما يشبه لعبة القط والفار) دعه يذهب الي الجحيم اننا لا يمكن ان ننتظر هذا الرجل اكثر من الستين سنة السابقة كفي كفي كفي دة جنون باخي
    في الاخبر سلامي وتحياتي للاخ صديق الزيلعي

  4. لا خير في حزب الأمة والاتحادي تحديدًا ولا كل الأحزاب الموجودة في الساحة ولا في قياداتها التى اكل عليها الزمن وشرب، المطلوب حزب يتبناه الساسة الذين لا ينتمون لأي حزب، ليتكون من الشباب على ان لا يتخطى عمر العضو الأربعين عاماً كالذين قاموا بالثورة ونؤيد دعوة الاستاذ الفاتح جبرا وتزكيته من مولانا سيف الدولة، وقد قالها عبد الواحد محمد نور مع بداية نجاح الثورة وضرب مثلاً بالرئيس الفرنسي الذي لم يبلغ الأربعين بعد
    ويقود دولة في حجم فرنسا والأمثلة كثيرة ، نتمنى ان يفهم شباب الثورة لانهم مستقبل البلد وجلهم متعلمين ويحملون الشهادات التي تؤلهم لذلك، التعليق موجه لشباب الثورة

  5. الاستاذ الزيلعي. عليك أن تعلم من اليوم ليس هناك حزب اسمه حزب الامه وإنما هناك ملكيه مؤسسة يقود شخص وبغرديه تامه امه الصادق المهدي. يحلم ويكتب أحلامه ويعتقد انها لاتختلف عن الكتب المقدسه.
    لي سؤ ال وحيد كيف ولماذارفض اتفاقية الميرغني قرنق.. و انقلاب الإنقاذ الذي حدث بعدها وانهار الدما التي سألت وأرواح صعدت وسودان انقسم وبنيه تحتيه دمرت. من مهندسها غير هذا الرجل الذي لايفكر الا فيما يقوله. أما تتحدث عن نضاله فكله ليس من حبه للسودان بقدر حبه للسلطة وكلما دفع له فلس سكت وكلما يفلس يعارض.

  6. تحية وسلام…المقال رسالة ينبغي ان تصل…!!

    مقال يتطلع الى المستقبل…يخاطب مكامن الازمة كما يراها الكاتب…والرجل احد فرسان الحوبة بامتياز….كما أنه يقدم رؤية عامة لأرضية -يدعي الكاتب بحق- انها يجب ان تكون مشتركة ، وبرضى الجميع…..أو فلنقل _المقال ..الرسالة – يمثل نداءا لكل مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير….ككتلة واحدة….وكتنظيمات منفردة ،للانتباه والتبصر الى واقع الميراث الثقيل والمؤلم ،المأمول التعامل معه ، بما يعتوره من الغام وقنابل موقوتة، في خريطة بلد هش التكوين….ضعيف القوام…تكاد الثورة ان تقول بملء فيها- وهي صادقة- انها ورثت بلدا مدمرا بالكامل….لا توجد فيه(طوبة )لا تحتاج لاعادة نظر ، واصلاح ، وتقويم….نعم علينا ان نختار بين النظام والفوضى….لا اطلاق الكلام على عواهنه…وقراءة التاريخ ب(أعين معطوبة)…(أعترف انني استفدت كثيرا …كثيرا من هذا المقال….الذي اعتبره مقال الثورة…وهدية العام…بكلماته الهادئة…وجمله المترابطة…واشاراته الذكية….حقا استفدت منه.في اصلاح عطب رؤيتي…وخطأ بعض أفكاري الى ما قبل قليل)
    نحن أمام فرصة تاريخية….الفرص التاريخية لا تتكرر كثير. …والتاريخ لا يعذر من يتجاوزوا هداياه.
    المقال يقدم النصح والمشورة باختصار و(مفهومية)….ليس بتذاك او تعال او انفعال غير مدروس…بلغة غير خشنة ولا ناعمة…المقال لا يرمي ب(طواقي ) في الهواء….ثم يقول (اللي قدر راسو يلبسها ….بها قدر عال من العقلانية التىتخاطب الجميع ،الخصوم والأعداء…ومن يقفون في المنطقة الرمادية…أتفق كثيرا مع ماطرحه المقال في هذه اللحظات العصيبة.
    لا عذر لنا ان لم نفهم الرسالة التي (يهتف بها الكاتب صديق الزيلعي.. …بقلق).
    لا عذر لنا ان لم نفهم ونتعرف المعضلات الصعبة التي تحيط بواقعنا الآن.
    حرية سلام عدالة
    الثورة مستمرة….الردة مستحيلة
    كمال ابوالقاسم محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..